سيقوم بإذن الله تعالى يوم غدٍ الثلاثاء السيد الدكتور حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس على رأس وفد وزاري رفيع بزيارة مهمة إلى المنطقة الشرقية من ولاية جنوب كردفان، ويرافق ايضاً نائب الرئيس ووفده الوزاري الرفيع السيد المهندس آدم الفكي محمد الطيب والي ولاية جنوب كردفان.. الزيارة تشمل تقريباً جميع محليات المنطقة الثماني وهي الرشاد، ابو جبيهة، تلودي، الليري، العباسية، التضامن، ابو كرشولا وقدير. تجربة الانقاذ مهما اختلف الناس حولها تبقى تجربة تحتاج إلى مزيد من التفسيرات والمراجعة والاشادة، فالمنطقة الشرقية مثلاً كانت بها قبل الانقاذ محلية واحدة هي محلية رشاد واليوم المنطقة بها ثماني محليات بعد اضافة ابو كرشولا أخيراً، وقد يختلف الناس في هذا التقسيم المتعلق بتجربة الحكم الفيدرالي ولكن في المقابل ايضاً حقق كثيراً من الفوائد، غير أن هذه الفوائد لم تجن بعد في المنطقة الشرقية تحديداً، والأسباب المانعة من ذلك ان المنطقة الشرقية ذات الموارد الوفيرة الزراعية والحيوانية والغابية والمعدنية، وذات الكثافة السكانية التي تفوق جميع اجزاء ولاية جنوب كردفان مجتمعة حتى المنطقة الغربية قبل انفصال ولاية غرب كردفان ما تعانيه المنطقة الشرقية هو التهميش المستمر والمتعمد في توزيع السلطة والثروة على مستوى الولاية والمركز، ورغم هذا ظلت جماهير الشرقية صابرة صامدة، وما جرى من احداث التمرد والأخيرة في بعض مناطق محليتي الرشاد والعباسية لا تعبر عن ارادة وتوجهات ابناء المنطقة الشرقية، بل هو مشروع مصنوع انتجته ازمة الحركة الشعبية مستغلة تلك المرارات عند بعض من نفد صبرهم، ورغم ذلك مشروع السودان الجديد هزم هناك هزيمة مذلة، واليوم المنطقة تتطهر من قذاراته. نأمل أن تكون زيارة السيد نائب الرئيس فرصة مهمة تقيم من خلالها رئاسة الجمهورية الأوضاع في المنطقة الشرقية من حيث التنمية وتمثيل ابناء المنطقة في المواقع الدستورية على مستوى جنوب كردفان والمركز، حيث لا شك ان النتائج ودراسة الاحوال هناك تثير دهشة رئاسة الجمهورية حول هذا الموضوع، والمهم في هذا المنحى أن المنطقة ظلت تدعم بقوة كل مشروعات الدولة القومية، وهي الكنز المالي لولاية جنوب كردفان ولكن لا اعتبار لذلك. هناك مطالب كثيرة يمكن يسمعها السيد نائب الرئيس من خلال اللقاءات الجماهيرية، ولقاءات القيادات من أبناء الولاية مباشرة او من خلال مذكرات ترفع وهتافات تُسمع بأدب وسلوك حضاري رئاسة الجمهورية بهذا المطالب، ونحن نشير إلى بعض تلك المطالب المهمة منها: 1/ تسهيل إجراءات العودة الطوعية لنازحي وحدة الموريب والقرى المجاورة لها من خلال تفكيك معسكر ام مرحي حتى يتمكنوا من اللحاق بموسم الخريف. 2/ اتمام مشروع الطريق الدائري. 3/ إعادة فتح وتأهيل مدارس الموريب الثانوية بنين وبنات ومدارس الاساس بنين وبنات حتى يتمكن الطلاب والتلاميذ من استئناف العام الدراسي الجديد. 4/ وضع رؤية عاجلة لطريق «السميح الحجيرات قردود ناما الموريب» الذي يربط مناطق الانتاج الزراعي والحيواني في جنوب كردفان بمناطق التسويق والصناعة في ام روابة والرهد والابيض في ولاية شمال كردفان، وهنا نضيف ايضاً اهمية الطريق المتفرع من الطريق الدائري غرباً إلى منطقة «تبسة» الاستراتيجية، ومنها إلى سوق «قردود ناما» الذي يعتبر أكبر أسواق المحاصيل والابل والماشية في جنوب كردفان عند الحدود مع ولاية شمال كردفان. 5/ تقديم المساعدات الانسانية والطبية للمناطق التي تضررت من الحرب خلال الفترة الماضية واهمها الموريب والريف الجنوبي الغربي لمدينة العباسية. 6/ إقامة سد «جرواية» في الريف الجنوبي لمدينة العباسي، وسد «أم دحيليب» في شرق الموريب. 7/ إعادة صيانة وتأهيل صهاريج المياه في ام مرحي والمضخات وتأهيل سد «خور بقرة» في شمالي ام مرحي. 8/ إحياء الأسواق المهمة في «قردود ناما» وتبسة والموريب. 10/ اعتماد مشروع حصاد المياه بحفر حفائز من طوطاح إلى مناطق ود الهادي وفكارين، والمُرات، وبارد، والدبادب، ونافع التي تقع شرق الطريق الدائري، وحفر حفائر في مناطق «جنقارو»، وزرامي، ومقيطيعة إلى مناطق «الدليبة» و«اللباني» وقوز بشارة، و«عرش اليوي» حتى تبسة و«كمصورو» والسيسبان الى مناطق «الدادوري» وأم مرحي، و «خور الصباغ» الشرقية، وطيبة والموريب لأجل تنمية الزراعة والرعي، حيث تلك المناطق كلها مأهولة بالسكان، واهلها يعملون بالزراعة المطرية، وبها مساحات واسعة للمراعي الطبيعية، فهذه الحفائر تحقق مشروع حصاد المياه خاصة ان المنطقة تهطل فيها امطار غزيرة جداً خلال فترة موسم الخريف، وهي العلاج الناجع لحل مشكلات الاحتكاك بين المزارعين والرعاة وتحقق استقرار الانسان والحيوان. 11/ مشروع الكهرباء القومية، لإنارة مدينة العباسية والوحدات الادارية ورئاسات المحليات. 12/ إعادة تنظيم اتحادات ونقابات الرعاة والمزارعين بالمحليات. 13/ إعادة انتشار الشرطة والجيش خارج مناطق السكان في الموريب و «قردود ناما». 14/ التأسيس لمؤتمر جامع للإدارة الأهلية وزعماء القبائل والعشائر بتقلي، لإقرار المصالحات والمعاهدات التي تعزز التعايش الاجتماعي والسلمي، وإزالة التشوهات الاجتماعية والاحتقانات التي زرعتها دعوة الحركة الشعبية العنصرية الدموية. 15/ تقوية هيبة الدولة ممثلة في سلطات المحليات «الأمن والشرطة والجيش» لملاحقة فلول الطابور الخامس والرافضين للاندماج في عملية بناء السلام والتعايش السلمي، وتفكيك بؤر النهب والسلب وملاحقة الجناة. 16/ فتح فروع للبنوك بالمنطقة لتسهيل اجراءات التجارة والتبادل التجاري، خاصة ان المنطقة غنية بموارد متنوعة حيوانية وزراعية وغابية ومعدنية، ومساحات واسعة للاستثمار الزراعي والحيواني والتعديني. 17/ اعادة تأهيل وتطوير مراكز الشرطة في مناطق العباسية والموريب وقردود ناما، وسوق الجبل، وابو كرشولا، ووكرة ومناطق تبسة وجميع المحليات حتى تلبي حاجات تلك المناطق الأمنية، ومنع الجرائم لجهة أن تلك المناطق كما سبق ذات كثافة سكانية عالية تجمع بين الرعاة والمزارعين وهي مناطق تجارية مفتوحة. 18/ وضع حجر أساس لمؤسسات التعليم العالي.. كليات ومعاهد عليا في مجالات الادارة والاقتصاد والزراعة والبيطرة والانتاج الحيواني والتقانة، لأجل تنمية بشرية شاملة ومستدامة. هذه بعض المطلوبات نضعها بين يدي زيارة السيد نائب الرئيس إلى المنطقة الشرقية، وقد بدأت فعاليات رسمية وشعبية الاستعدادات لاستقبال السيد نائب الرئيس ووفده.. ونأمل أن تحقق الزيارة أغراضها وتضع الأمور في نصابها العادل.