أبلغ السودان مجلس الأمن الدولي باحتفاظه بحقه كاملاً في الدفاع عن النفس واستخدام أي نوع من أنواع العمل العسكري داخل أراضيه، مفندًا الدعاوى بممارسة أعمال عسكرية داخل أراضي دولة الجنوب. هفي الوقت الذي رفض فيه الوفد الأمريكي بالمجلس مشاركة السودان في جلسة مخصصة لاستعراض تقرير بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في دولة جنوب السودان «يونميس» بحجة أن البند يتعلق بدولة أخرى مستقلة، بيد أن بعثة الخرطوم الدائمة طلبت وفقاً لإجراءات المجلس المشاركة واستطاعت بعد تحركات ماكوكية وتمسك الدول الصديقة بضرورة مشاركة السودان، باعتبار أن المداولات سوف تتطرق إلى التطورات الأخيرة بين الخرطوموجوبا.وكشف الناطق الرسمي باسم الخارجية العبيد مروح للصحفيين أمس عن عقد المجلس لجلسة مشاورات مغلقة أمس استمرت لأكثر من ساعة حول المسألة الإجرائية المتعلقة بالمشاركة، ونوه إلى تأكيد دول غربية مثل فرنسا والبرتغال بأحقية الخرطوم في المشاركة مما أدى إلى رضوخ الوفد الأمريكي، وقال العبيد إن مندوب السودان الدائم للأمم المتحدة السفير دفع الله الحاج ذكر في مداخلة شفاهية بالجلسة أن إتاحة الفرصة للمشاركة تمكن المجلس من معرفة الحقائق واتخاد قرارات متوازنة وموضوعية في إشارة ضمنية للممانعة الأمريكية من مشاركة السودان وأكد دفع الله في حديثه على التزام السودان بالعملية السلمية دامغاً دعاوى حكومة جوبا بأن السودان يسعى لاحتلالها ب «الأمر غير المستقيم عقلاً» وأوضح أن الخرطوم منحت جوبا استقلالاً منظماً وحرًا، معرباً عن أسفه من استضافة جوبا لاجتماعات الجبهة الثورية في ياي، لافتا إلى إقرار ضابط منشق من الجيش الشعبي بنقل الجيش الشعبي لإمداد وعتاد إلى جنوب كردفان، وطالب مندوب السودان في مداخلته وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام هيرفي لادسو بالدقة في استخدام المفردات بشأن معسكرات اللاجئين مشيرًا إلى أن معسكر «اييدا» يقع في منطقة بحيرة أبيض بشمال السودان ويقع طرفها الآخر في دولة الجنوب ويحتضن الفرقة التاسعة للجيش الشعبي، ورد المندوب بقوة على اتهامات المندوبة الأمريكية سوزان رايس التي اتهمته بنقل معلومات كاذبة مبيناً أن ما ينقل للمجلس حقائق دامغة وفقا للأعراف والمتطلبات الدبلوماسية، مضيفاً أن السودان يحتفظ بحقه كاملاً في الدفاع عن النفس حتى ولو استخدم أي نوع من أنواع العمل العسكري داخل أراضيه، وقطع السفير دفع الله بأن السودان لم يمارس ولم يقم بأي عمل عسكري داخل أراضي حكومة الجنوب، و ذكَّر أن الذين يدافعون عن الخطأ أنه في نفس اليوم الذي اتهم فيه السودان بقصف أراضٍ داخل دولة الجنوب كانت هناك أكثر من ثلاثين شاحنة تحمل سلعاً ومواد غذائية تعبر من السودان إلى دولة الجنوب عبر معبر جودة الحدودي. وفي السياق أدان رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة أمس تحالف الجبهة الثورية، مؤكدًا أنه سيأتي بنتائج عكسية ويفجِّر مزيدًا من العنف. وقال ايرف لادسوس رئيس عمليات حفظ السلام لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: «هذه خطوة أخرى في نمط من التصعيد سيأتي بنتائج عكسية»، وأضاف: «الأممالمتحدة مستمرة في التشديد على أنه يجب على كل أطراف الصراعات المختلفة بين حكومة السودان ومناطقها الحدودية العودة إلى مائدة التفاوض وحسم خلافاتها من خلال الحوار السياسي».