وصلتني الرسالة التالية من الأخ الأستاذ محمد العوض أستاذنا الجليل : د. محمد عبد الله الريح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أريد أن اردد المقدمات التي تقال في البدايات المماثلة وأفضل الولوج الي الموضوع. ساقني الي الكتابة إليك أمل في أن تصلح الحال أو أن تبلغ من يصلح الحال أو في أضعف الإيمان ان تطلق صرخة من خلال عمودك المقروء فهذه ليست غيبونة بل «غبينة راسها عديل». سيدي أنا من مستخدمي شارع الجامعة ذهابا الى العمل، ومن المستمتعين بالنظر الى أشجاره الوريفة كل يوم في أجواء لا تعرف المتعة. في الأيام القليلة الماضية استوقفني حال شجرتين من أشجار الجميز المميزة للشارع وهما تذبلان وتموتان في صمت. وأكبر الظن عندي ذلك كان بسبب الرعب من المارد الذي تطاول بجوارهما، بل ذهب بي الظن أكثر من ذلك من باب نظرية المؤامرة وأن الموت بفعل فاعل، خاصة وانهما تقفان امام البرج وتحتلان موقعاً يغيظ الملاك والباحثين عن المواقف في منطقة عزت فيها المواقف بعد قيام البرج، ومن ثم بدأت التساؤلات المتاحة هل التجفيف كان عمداً او نتيجة خطأ في المواصفات أو المقايس؟ وأحياناً أسلي نفسي بأن الأمر لا يتجاوز غيبونة وتزول. والبقاء للواحد الأحد. محمد العوض تعليق: أشكرك.. وأزيد على ذلك أنه بالرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الزراعة والغابات الاتحادية والولائية والهيئة القومية للغابات والمحليات ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حماية البيئة وسلطات ومنسوبو وطلاب الخدمة الوطنية من زراعة وحماية للأشجار في ولاية الخرطوم، ومن البدء في تحقيق برنامج طموح يهدف إلى إعادة الخضرة والغطاء النباتي حتى يساهم في تقليل آثار الإنبعاث الحراري.. فقد لاحظنا أن هناك بعض الأفراد وأصحاب المحال التجارية يقومون بقطع الأشجار الظليلة الوارفة التي قاومت كل مشكلات الجفاف والاعتداءات ووقفت سامقة شامخة تؤدي دورها في تحويل ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عوادم السيارات والمركابات العامة إلى أكسجين نقي يتنفسه الناس. إن قطع تلك الأشجار بحجة أنها تغطي اللافتات التجارية ليس مبرراً، لأن تلك الأشجار كانت هنا قبل أن يولد أصحاب تلك المحلات التجارية. وليس لأحد الحق في قطعها أو الاعتداء عليها بحرقها أو تقليمها بطريقة تؤدي إلى موتها أو تحويلها لمجسمات يفترض فيها أن تكون جمالية وهي أبعد ما تكون عن الجمال. الجمال الطبيعي هو ما وهبه الله لتلك الأشجار لتبقى مخضرة تسبح بحمد ربها. وهي ليست ملكاً لأصحاب تلك المحلات ولا للأفراد حتى يفعلوا بها ما يشاءون. ونود هنا أن ننبه إلى أن هناك من القوانين الصارمة ما يمكن تطبيقه على كل من يعتدي على شجرة أو يتسبب في موتها. ولكن لا أحد يقوم بتطبيق تلك القوانين على المخالفين، ونرجو من أعضاء جمعيات حماية البيئة من منظمات المجتمع المدني في الأحياء المختلفة، أن يبلغوا السلطات بكل مخالفة من هذا النوع، لأننا بصدد إحصاء كل الأشجار المعتدى عليها وأعمارها، وسننشر ذلك من وقت لآخر حتى يعلم المواطنون مدى الضرر الذي يلحق ببيئاتهم من جراء تلك المخالفات. ونحن واثقون من أن الوعي بأهمية الأشجار والخضرة عند مواطنينا الكرام سيتغلب على أصحاب تلك النزعات المضرة الهدامة. أما الذين يودون تشذيب الأشجار أو قصها فهناك جهات مختصة بهذا العمل في غابات الولاية تقوم به بدراية تامة، الأمر الذي لا يعرض الأشجار للخطر. وليس لأحد الحق أن يستأجر من يراه ليقوم بقطع تلك الأشجار، وقصده الوحيد أن يتحصل منها على أكبر كمية من الأخشاب.