يتماثل للإنسان في الكائنات الأخرى تشابه بليغ في احوال حياته، فتأتي من ذلك الحكم والامثال والطرائف والحكايات والاساطير والأحاجي. فتحظى الحيوانات والطيور والحشرات والزواحف بقدر وافر مما ذكرنا. وللضب امثال وحكايات مشهورة وله في الصوم تشبيه. يقال: «فلان صايم صيام الضب، البلقاهو كلو يقول فيهو كب»!! ويبدو أن وجه الشبه يأتي من أن الضب «يلبد» نهاراً، ويخرج ليصطاد فرائسه ليلاً. بذلك عند البعض كالصائم. ووجه الشبه عند بعض بني البشر فيمن ينومون النهار كله صائمين.. وبالليل يسهرون ليفطروا. والتشبيه يأتي بالطبع للذي لا توقظه حتى الصلاة، ومثل هذا يكون لا احساس به من جوع أو عطش». خصوصاً لو كانت الغرف «مكندشة» ولا ضجيج أو ازعاج. ويتناول سحوره متأخراً بما لذ وطاب. وقد سهر الليل كله، بما يعينه على النوم العميق طوال النهار وقبيل الافطار بقليل. والصائم مهما كان وبلا شك لا يشبه بكائنات مثل هذه، ولكن التشبيه الذي يأتي هو من الافعال، فالنعامة مثلاً حينما تدفن رأسها في الرمال.. تشكل بفعلتها هذه شكلاً له معنى. وطائر يقول له العرب «الصافر».. يأخذ غصن شجرة يتدلى بها ليلاً لينام واثناء نومه هذا يطلق صفيراً طوال الليل مخافة ان ينام فيؤخذ على حين غفلة. لذا يضرب به المثل في الجبن. يقال: «فلان اجبن من صافر» تماماً كما يقال فلان يدفن رأسه في الرمال كالنعامة» كناية لمن يهرب من مجابهة المشكلات وتحمل المسؤولية. اذن فالذي ينام نهاره كله ولا يصحو إلا عند أذان المغرب للافطار، ينظر إليه كأنما يفعل كما يفعل الضب الذي لا صيام له. لكن الناس يصفونه بانه صائم ويقولون: «فلان صائم صيام الضب ولا صيام السحلية؟». والسحلية عكس الضب، تراها تتلون وتتخبأ وتوصف عندنا بالدارجي «حربوية» لكنك نادراً ما تراها نهاراً وهي تأكل، بالرغم من انها بالنهار تظهر وهي سريعة الحركة.