قام رئيس البرلمان الفاتح عز الدين أمس الأول بطرد رئيس كتلة المعارضة من البرلمان القيادي بحزب المؤتمر الشعبي د. إسماعيل حسين على خلفية احتجاجه على عدم إتاحة الفرصة له للحديث وفق لائحة المجلس فيما أنكر رئيس البرلمان وجود أي كتلة خلافاً لكتلة الحزب الحاكم المؤتمر الوطني وكانت قد دارت ملاسنات حادة بين الطرفين في حين رفض زعيم المعارضة الصمت واصفاً ما يقوم به البرلمان بالمهزلة وأتهمه بالوصاية على النواب الأمر الذي دعا رئيس البرلمان بطرده من الجلسة وخرج على اثرها غاضباً مردداً عبارة ( لن نذل ولن نهان أدخلنا السجن أو أقتلنا ولكن لن نصمت). ويبدو أن الطريقة التي أخد يدير بها رئيس البرلمان جلساته تعيد إلى الأذهان ذات الطريقة التي يدير بها سلفه الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر أو على الأقل قريبة منها حتى الآن ، وللتذكرة نعيد بعض تلك المواقف التي توضح نهج الأستاذ الطاهر في إدراة الجلسات وتحيزه الواضح للونه السياسي المؤتمر الوطني ، فقد أحتجت العام الماضي د، سعاد الفاتح على عدم منحها فرصة كافية للحديث داخل البرلمان وقالت ( أبو يخلوني أتكلم في البرلمان لأنو أنا مهمة) وكانت النائبة التابعة للمؤتمر الوطني عواطف الجعلي قد أنتقدت النهج الذي يدير به البرلمان الأستاذ احمد إبراهيم الطاهر وأنتقدت في حوار سابق مع صحيفة (المجهر) الطريقة التي يُدار بها البرلمان حول منح الفرص وعدم قيام المجلس بدوره في قضايا مهمة، ، وقالت: »إذا كان لك رأي مضاد وقلته في أية لجنة من اللجان ونما إلى علم رئاسة البرلمان أن عضواً ما لديه رأي مخالف، يمكن أن يمنعك من أن تقول رأيك هذا داخل الجلسة، ولا يتم منحك فرصة للحديث«. وعندما سألها المحرر قائلاً: »هل تعتقدين أن رئيس البرلمان يمارس الدكتاتورية قالت: »أنا دي بأكد عليها«، وأشارت إلى ان الفرصة الكافية لا تعطى داخل البرلمان، وقالت: »إن هناك كثيراً من البيانات والقرارات والقوانين التي تقدم، ويسوق رئيس البرلمان النواب إلى قرار معين بتأثيره عليهم، يعني بعد النقاش ينتهي هو بقوم يتحدث في الموضوع لصالح العمل الذي يرد إلى البرلمان مع إنو نحن بنعرف إنو رئيس البرلمان هو شخص مفروض ينظم الجلسة من ناحية إدارة وإجراءات وينظم الكلام حسب اللائحة، وإذا أراد مناقشة الموضوع كعضو مفروض يتنحي عن كرسي الرئاسة ويكون مخصص ليهو مقعد داخل البرلمان يتحدث فيه كعضو برلماني«، وقالت إن بيانات الوزراء تأتي إلى المجلس والوزير واقف عند المنصة، وحين قال لها المحرر إن المجلس يناقش الآن قضايا قديمة جداً لا علاقة لها بواقع الناس مثل أزمة الخبز والغلاء، قالت: »إن رئاسة البرلمان هي السبب في ما يحدث«، لكن بعيداً عن هذا الحوار الصريح يبرز سؤال ملح هل استطاع رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر أن يفرق بين لونه السياسي ومتطلبات منصبه بوصفه رئيساً للبرلمان؟ أعتقد أن الإجابة عن هذا التساؤل من الممكن العثور عليها بسهولة إذا نظرنا إلى بعض تعليقاته على مجريات الجلسات التي تتحدث عن قضايا مهمة، فمثلاً في قضية القرض الربوي قال مخاطباً النواب من المنصة حول قبول الحكومة للقرض، وقال: »لو لم نكن مكرهين لأدرنا له ظهورنا«، وعندما أطلقت النائبة البرلمانية عائشة الغبشاوي انتقادات حادة لمسيرة الدولة وحذَّرت من تجاهل غضب الشعب، رد عليها رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر بلسان الحكومة مؤكداً أن الدولة لا تخاف إلا الله وليس الشعب، أخيراً أذا كان نسبة حزب الحكومة المؤتمر الوطني داخل البرلمان حوالي 90% فهل هناك ضرورة أن يتقمص رئيس البرلمان لسان الحكومة ؟ وهل هناك ضرورة لطرد رئيس كتلة برلمانية تمثل حوالي ثلاث نواب فقط معارضون ؟ أليس من الأفضل أن يحاول البرلمان بهذا التشكيل الحكومي أن يثبت للناخبين أن لونه الغالب لا يمنعه من عكس قضايا الجماهير الحقيقية والإستماع إلى الرأي المخالف وليس محاولة إسكاته وتجاهل وجوده رغم أن تلك الأصوات المعارضة هي في الأصل داخل البرلمان مجرد نقطة في بحر الوطني الذي لا ساحل له حتى الآن .