كمال حامد" لا أظن ان أي حديث عن الحوار الوطني سيكون مجدياً.. بعد أن وصفه الحزب الكبير صاحب الدور الأكبر في العملية الحوار حزب الأمة القومي أنه كذبة وليس وثبة.. وكذلك إسراع قيادة الحزب ممثلة في الأمين العام السيدة سارة نقد الله بالنفي الكامل لتصريح مساعد الرئيس نائب رئيس الحزب الحاكم البروفسور ابراهيم غندور بأن حزب الامة لم ينسحب من الحوار.. وكذلك صدرت تصريحات من قياديين في الحزب صاحب الدور الكبير في العملية الحوارية المؤتمر الشعبي بأن الحوار متعثر ويحتاج لمعجزة حتى يتواصل.. أما الطرف الثالث المتحمس للعملية حزب الإصلاح الآن فقد ذهب أبعد من الأمة والشعبي واتهم صراحة المؤتمر الطني بأن يعمل ضد الحوار. إذا كان هذا موقف الأحزاب الثلاثة الكبيرة كما وضح من حديث قادتها الثلاثة الامام الصادق المهدي والدكتور حسن الترابي والدكتور غازي صلاح الدين في لقاء الوثبة في تلك الأمسية التي جاءت برداً وسلاماً على الناس، بل منهم من وصفها بانها ثورة جديدة وفاتحة لعهد جديد، ولكن سرعان ما تلاشى الأمل بعد موجات الرفض للحوار والتي بدأت كما هو متوقع من ذوي الاجندة الخارجية ومن الأحزاب اليسارية، وهؤلاء قالوها بصراحة نحن نعمل لاسقاط النظام وتفكيكه، ثم تلاهم منبر الوسط من بعض الاحزاب المشاركة في الحكومة.. ولم يبق في الساحة غير الاحزاب الكبيرة، وهي المؤتمر الوطني، الأمة القومي، المؤتمر الشعبي ثم الاصلاح الآن.. وحتى هؤلاء وبطريقة أو بأخرى نفضوا أيديهم من العملية الحوارية. لحزب الأمة منطقه بعد اعتقال زعيمه وعراب الحوار بتلك الصورة التي لم تجد من يؤيدها حتى القيادة السياسية التي اضطرت لاطلاق سراح الزعيم الكبير ولكن بعد إيه بعد خراب مالطة.. وبعد ان شمت اعداء الحوار في حزب الامة وفي زعيمهم وعلا صوتهم. فتور المؤتمر الشعبي له العديد من الأسباب، فمنهم من يرى ان في المؤتمر الوطني من لا يرحب بوحدة الاسلاميين والسبب معروف، والقيادات ذات الخبرة التي انسلخت بعد المفاصلة قد تعود لمواقعها خاصة أن الدماء الشابة التي بشرونا بها لم تملأ فراغ القيادات ذات الخبرة.. وكذلك ربما استغل بعض أعداء الحوار في المؤتمر الشعبي حادثة طرد زعيم المعارضة بواسطة رئيس البرلمان، وتتعدد الاسباب والنتيجة واحدة ان حماس المؤتمر الشعبي للعملية الحوارية اصابه الفتر. حزب الإصلاح الآن الذي ذهب ابعد من حزب الامة والمؤتمر الشعبي بالكشف صراحة وفي تصريحات واضحة من اثنين من قيادييه البارزين، أن المؤتمر الوطني أو بعض عناصره لا ترغب في الحوار.. ولم يظهر موقف أو تصريح واضح ينفي ذلك.. غير ان الدعوة وجهت للقاء رئيس الجمهورية بمجموعة «7+7» لتحريك العملية، ومن أبرز أعضاء هذه المجموعة من جهر بأن الحوار لم يعد له وجود. راحت حالة التفاؤل التي اصابتنا في ليلة الوثبة وما تبعها من تصريحات ايجابية.. وحلت مكانها حالة التشاؤم.. ويكفي أن في حزب الامة الذي كان الأكبر في العملية الحوارية.. ارتفع صوت الصقور المعارضة للحوار، بل تولت القيادة، وأقصد بذلك القيادتين البارزتين السيدة سارة نقد الله والدكتورة مريم الصادق، وحالياً هما في القيادة الأكبر في الحزب. اذا حاولنا ان نحرك ما تبقى من تفاؤل في دواخلنا لمواجهة الكم الهائل من التشاؤم، فإننا قد نردد ما كان يطالب به اعداء الحوار.. مثل قيام حكومة قومية تعد للحوار والانتخابات أو على الاقل تقديم تنازلات من الحكومة.. ويبدو أن الأمرين متشابهان، فالتنازلات قد تعني حكومة انتقالية قومية.. والعكس صحيح.. فهل المؤتمر مستعد لهذه الخطوة.. أو قد تكون وثبة اكثر وضوحاً، ولو فعلها فإنه لن يخسر، فإما أن تسير قافلة الحوار وتجري مياهه، وإما ان يكشف حقيقة اعداء الحوار أو اولئك غير الواضحين المتلاعبين على الحبلين. لم نعلق كثيراً على موقف احزاب التوالي أو الاحزاب المشاركة في الحكومة.. والتي بدورها تكتفي بالاعلان بين الفينة والاخرى بأنها مع الحوار.. ولكن لم نشهد لها حراكاً سياسياً واضحاً.. أو تحريكاً لقواعدها.. ولو لتنفي ما تتهم به بأنها ضعيفة وسط الجماهير.