أستاذنا الفاضل البروف/ محمد عبد الله الريح السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتقبل الله الصيام والقيام وسائر الاعمال بكرمه وجوده. أوافق السيد ابراهيم منعم منصور في ما ذهب اليه بخصوص ما يقوم به المشتغلون بأجهزة المخابرات من أعمال عظيمة لصالح أوطانهم وبلادهم، وهذه مسألة سأفرد لها مقالات عدة ان شاء الله. المعضلة الرئيسة تكمن في ترجمة كلمة Agent إلى كلمة عميل، وهذا خطأ اصبح شائعاً روجت له ترجمات السينما، واصبح من الاخطاء الشائعة المتداولة. فوكالة المخابرات المركزية CIA هي كما تعلم اختصار ل Central Intelligence Agency وهم يطلقون علي الواحد من منسوبي هذه الوكالة بصفة رسمية تسمية agent وهي اشتقاق من agency حتي كلمة عميل «لغة» ليست لها دلالة قيمية محددة فهي ليست صفة بل اسم ، ولا ادري لماذا تواتر استخدامها إصطلاحاً على انها صفة تحمل معنىً يشير الى اشتغال زيد من الناس لصالح جهة أجنبية ضد بلاده او وطنه. وهذا المعنى شائع فقط في عالمنا العربي، فأجهزة المخابرات العربية تطلق على من يظاهر العدو ويتعاون معه لفظ عميل، بينما في الغرب وفي كل الدنيا يطلقون عليه جاسوس. لذلك أصبحت كلمة «عميل» كلمة مستقبحة عندنا وليس لذلك اصل معروف، يعني لا إيدها لا كراعا. وللعلم فإن للسودان صولات وجولات مشرفة في عالم المخابرات لم تجد نصيبها من تسليط الضوء عليها حتى الآن، وما عرف منها نزر يسير جداً. مع تحياتي الركابي حسن يعقوب تعليق: أشكرك. ربما يكمن الداء في الترجمة العربية لاستخباراتي «عميل» مع أن البنوك تستعمل كلمة عميل ولا أحد يحتج بأنه غير عميل للبنك الفلاني. ولكن الصورة التي تنمطت عندنا هي صورة العميل الذي يعمل ضد وطنه. وفي قصة سيدنا سليمان عليه السلام نجد أن الهدهد كان أكبر «عميل» في استخبارات سيدنا سليمان عليه السلام، بل إن المعلومات التي نقلها أدت إلى انهيار مملكة كاملة كانت تحكمها امرأة هي بلقيس ملكة سبأ. وأن تلك المعلومات كادت تشعل حرباً لولا أن بلقيس جاءت مستسلمة صاغرة ونطقت بكلمة التوحيد بعد أن كانت هي وقومها يعبدون الشمس من دون الله. العلماء المصريون كما يقول السيد إبراهيم منعم قدموا أجل الخدمات التقنية لإنجاح مهمة رأفت الهجان الذي زرعته المخابرات المصرية في قلب إسرائيل، وظل يؤدي عمله باتقان لم تكتشفه أجهزة المخابرات الإسرائيلية رغم تأهيلها وبراعتها في الرصد والتقصي. نحن ننادي بأن يكون جهاز المخابرات عندنا وطنياً بمعنى الكلمة، حتى يستفيد من خدمات كل الذين يمكن أن يسهموا في حماية الوطن من المخاطر الخارجية والداخلية، وذلك لن يتم إلا بعد عمل مضن لبناء جسور الثقة والصدق.