العصيدة : نوع من أنواع الكِسرة ، تشبه (الكستر) أو (الحلو) أو (الجلي) عند الحناكيش ، بل قيل أن الكستر كان في بداية أمره عصيدة فتحنكش حتى صار (كستراً ) يرتجف من أدنى هزة تعتريه . و من أسماء العصيدة :( اللُقمة )و( الكوجة) و (البني كربو) .. يقول المستعرب الخلوي معرفاً نفسه : أنا من شدّ خلف السرج ضنّابا أنا من خربشت رجلاه كرّابا أنا من سكّ في الفلوات متلابا و في كبروسه كانت (بني كربو) كدرّابة و الكبروس : إناء يحمل فيه الراعي طعامه . و العصيدة غالباً ما تصنع من الذرة بأنواعها والدخن وما شابهه.. و حديثاُ أدخل الزبادي في تحسينها ، فالزبادي للعصيدة بمثابة (الكريمات لوجوه الفتيات) فهو يجعلها ملساء ناعمة لدرجة أنها تنزلق من الملعقة للمعدة مباشرة دون المرور بمراحل (اللوك ) و (المضغ) ... وتؤكل العصيدة بملاح الويكة (التقلية أو الشرموط) أو بملاح الروب بلونيه الأبيض والأحمر أو (البيجي) . وتحتل العصيدة مكانة مرموقة وسط صواني الإفطار الرمضانية ، وهي لاعب أساسي بل ونجم المباراة بلا منازع ...مكانتها بين صنوف السفاسف كمكانة ميسي بين لعيبة برشلونة ... يأكلها الحناكيش بالملاعق (دا إن أكلوها ) بينما (يتخامشها ) الخناشير (وهي الطائفة البشرية الخشنة والدشنة ) بالأصابع الخمس بل وتغوص فيها أصابعهم حتى قاع الصحن .كما يقول شاعرهم مستكاوي : أو أخوض غمارَ حربٍ كالأصابعِ في العصيدة ويقول آخر واصفاً إحدى المتجلبطات : و كريمٍ بان في وجه اللضيضة كملاحِ الروبِ قد غطّى العصيدة إنها حرب ضروسٌ ... إنها حقاً مكيدة !!