إذا أراد المرء التعبير عن هموم وطنه، فالأحرى أن يعبر عن هموم وطنه الصغير وهذا أضعف الإيمان ولأن الوطن الكبير نفسه يتكون من الوطن الصغير وهكذا كان الشاعر قديماً لسان حال قومه يعبر عن حلوهم ومرهم، ثمة قصيدة عصماء لأمير القوافي أحمد بك شوقي يقول مطلعها: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي، كذلك الصحفي يمكنه أن يعبر خير تعبير عن آلام وآمال وطنه وهو اليوم تولى ما يقوم به الشاعر قديماً.. وإلى جوهر الموضوع حيث تعاني بلدة كركوج تدهوراً ملحوظاً في الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن. فبالنسبة للموقف الصحي هناك مستشفى السلمابي الكادر الطبي الذي يديره ثلاثة أطباء هم المدير الطبي وأختصاصي نساء وتوليد ونائب له ولا يوجد به أختصاصي باطنية ولا أختصاصي أطفال أما بيئته فهي الأسوأ إذ لا توجد به مكبات كبيرة لرمي المخلفات الطبية ولا تنقل هذه المخلفات الضارة بعيداً عن المستشفى، علماً بأن هذا المستشفى هو الوحيد بكركوج وما جاورها من قرى، أي أنه يواجه حوالي العشرين ألف شخص أو يزيد، أما عن البيئة ببلدة كركوج عامة فهي ليست بأفضل من المستشفى. فالشوارع متسخة جداً لماذا؟ لأن الوحدة الإدارية ليست لديها وسيلة ناقلة للنفايات، فالمواطن يجد نفسه مضطراً لإلقاء قمامة منزله في الشارع قبالة منزله «ولقد قامت رابطة طلاب كركوج بالجامعات أسبوعاً لإصحاح البيئة لكنه لم ينجح لأن الوحدة الإدارية لم توفر لهم وسيلة لترحيل النفايات من الشوارع، أما عن موقف مياه الشرب فالآبار القائمة حالياً قديمة جداً وتحتاج إلى إعادة تأهيل ومعها الشبكات حتى تواكب التوسع السكاني الذي يطرأ على البلدة تباعاً، أما عن طريق كركوج سنجة حاضرة الولاية فلقد أصبح حُلماً يراود الأجيال علماً بأن طول هذا الطريق حوالي الخمسة وعشرين كيلو متراً!! وعلى ضوء ما سبق ذكره من تردي في الخدمات أو عدم توطين للخدمات عندنا أصلاً أخاطب أولي الأمر والمسؤولين المعنيين بالولاية والمركز للالتفات لهذا التدهور ولتحمل مسؤولياتهم. فالمواطن رعية والمسؤولون رعاة والراعي مسؤول أمام اللَّه عن رعيته وأذكر أولي الأمر بمقولة ابن الخطاب عمر الفاروق «لو عثرت بغلة بالعراق لسألني اللَّه عنها يوم القيامة: لم لم تسوي لها الطريق يا عمر؟ وهذه بغلة فما بالك بإنسان يهتز جسمه كله حتى يقطع المسافة بين كركوج وسنجة أو بالعكس؟!. خالد محمد إسماعيل