يالتعاستي المفرطة! في لحظة جنون يحطم المرء كل شيء في حياته. كنت واثقاً أنني سأرتكب شيئاً أحمقاً يوماً ما الشك يمزقني ويقطعني إرباً لماذا كل هذا؟ ماذا جنيت لأحصل على كل هذا؟ لا أستطيع أن أظلّ في مكان واحد. أنا قلق قلق حتى النخاع .أقوم لأجلس ,أقف لأستريح .أذرع المكتب جيئة وذهاباً ,أرفع سماعة الهاتف لأنزلها مرة أخرى .أفتح الباب لأقفله .ياربي..لاأستطيع أن أحافظ على هدوئي .ذهب عقلي .منذ خمس دقائق فقط كنت هادئاً كنت أضحك .ماذا فعلت لبيتي.لمَ رفعت سماعة الهاتف.هل هذا حلم.فليكن.أكاد أجنّ.يالعقلي. أخذت الأفكار تتضارب فى عقلي .خمسة عشر عاماً من الزواج.أربعة أولاد,منزلي,سيارتي,مكتبي.ماذا فعلت أنا ؟كل هذا يهده الشك.هل هو شك؟أتساءل .لابل يقين .ألم يكن الرقم ؟!بل هو.أنا متأكد تماماً. شخصيتي,شكلي.قمت من مكاني ونظرت فى مرآة الحمام الملحق بالمكتب.التجاعيد تجعلني كبيراً .لكن ليس إلى ذلك الحد.البؤس مجسم فى وجهي ,ذهبت ابتسامتي السعيدة .النظارة تبدو أسمك مما كانت عليه,قبيحة المنظر.شعررأسي ليس فى حالته الطبيعية ,ملابسي..نظرت إليها مليا.هل هي أنيقة.أمعنت النظر .عادية..,ألبسها منذ عشر سنين.للسن أحكام.لم أعد شاباً.تخيلت نفسي وأنا أرجع للوراء سنوات.ماذا فعل بي الزمن ؟زوجتي تحكي لي كل صغيرة وكبيرة.إبني الأكبر مشرف على الثانوية العليا.أعرف مشكلاتهم واحداً تلو الآخر . أخذت أتذكر هل كنت منفصلاً عن حياة البيت.لا,لا,لم يحدث.أنا مرتبط تماماً بالبيت .هل أهملت زوجتي ؟لم يحدث هذا مطلقا.ربما كنت أكثر من السفر والعمل لكنني موجود بجانبها .هل هو حلم؟.لا,بل كابوس..كابوس مخيف..كيف أتصرف. ضغطت على الجرس..آتت سكرتيرتي بسرعة ..لم أعرف ماذا أقول لها ..صرفتها..سألتني.هل هناك مشكلة؟ طردتها شر طردة .مالها وما ألمّ بي ..مشكلة..بل مصيبة .كل ذلك بسبب أفعالي المجنونة ..نظرت إلى الهاتف..أخذ الغضب يثور داخلي كالبركان .كل ذلك بسببه ..ليته لم يخترع..ركلته بقدمي فأطرته بعيداً .لم يشف ذلك غليلي فأنكببت عليه على الأرض .أفصل السلك عن السماعة .وأضربه بالأرض حتى حطمته .كنت فى أحسن حال والآن أسوئه. بدأ ذلك كله عندما فكّرت فكرة مجنونة .أن أداعب زوجتي فى البيت.الهاتف بجانبي.رنّ الجرس في أذني . سمعت صوتها.أعرفه جيداً.يا طالما هاتفتها. - آلو.. أردت أن أعاكسها غيّرت صوتي.بدأ صوتي غليظاً. - صباح الخير ياليلى .. - -صباح النور. - ماعرفتيني - صوتك مالو إتغيّر - عندي نزلة..أسمعي داير أقابلك. - طيّب كويّس - ................. - أحمد ...مالك ياأحمدّ - ............... - أحمد - .................... - المصيبة إنّ اسمي عمر. * من مجموعته القصصية (الفيلسوف وقصص أخرى).