الاثنان من هدايا السماء لأهل السودان بوصفهما من أكثر الشخصيات الوثائقية في جانب الرياضة وبالتحديد كرة القدم. تبرز لدى الاثنان القدرة الفائقة على الصبر والبحث والتقصي حول المعلومات والوثائق الرياضية، وهي من صفات الباحثين والوثائقيين. في سيرتهما الذاتية تبرز دلالات عميقة على سعيهما المتواصل للتوثيق الرياضي في السودان وذلك منذ دراستهما بالمرحلة الوسطى (مرحلة الأساس الآن) فالمعتصم أوشى وجد نفسه في بيت والده الذي هو دار جده لأبيه فكانت الصحف القديمة منذ عقد الثلاثينيات والأربعينيات ذات وجود مكثف. شكل هذا السبب الباعث الرئيس لأوشي لاستخراج المعلومات الرياضية منها. حتى وصل للمرحلة التي مكنته من تنظيم هذه المعلومات داخل منظومة منسقة للغاية. تخصص المعتصم أوشى في تاريخ نادي الهلال الرياضي فأصبح في إحصائيات مبارياته ضد الفرق المحلية والعربية والافريقية والاوروبية واللاتينية كذلك والاخيرة رغما عن قلتها الا انها تجد عنده كل اهتمام. داخل هذه المنظومة المعلوماتية والوثائقية تمكن أوشى من تنصيف وفرز عدد مقدر منها حتى أصبحت ذات فائدة عظمى لجموع المهتمين بالمعلومات الرياضية في السودان. في جانب أبو بكر عابدين فيبرز جانب المتابعة اللصيقة للمعلومات. وهو ما كان من أمره منذ دراسته الوسطى وحتى عمله بالتلفزيون القومي لسنوات قلائل وساعده في ذلك تواجده الدائم بمنزل اهله ال السراج اصحاب العلم واللغة والبحث المعلوماتي والوثائقي حتى أضحى في زمن وجيز صاحب سهم وافر في اكتناز المعلومات الرياضية وتحليلها ومن ثم الكتابة عنها بالصحف اليومية. تخصص ابوبكر عابدين في تاريخ نادي المريخ الرياضي. وهو اليوم المرجع الأوحد صدقا ودأبا على إعطاء كل تاريخ النادي. ورموزه الاداريين - لاعبيه - مشجعيه - شعرائه وأدبائه ومبارياته التي خاضها خلال سنوات وجوده منذ تأسيسه وحتى الآن. لأبي بكر عابدين القدرة على جعل معلومة رياضية واحدة مثل مباراة للمريخ مع احدى الفرق الافريقية في عقد من العقود تكون ذات ارتباط بمعلومة أخرى لتُشكل مادة صحافية تُدهش القراء والمهتمين. الاثنان امتهنا مهنتان مرتبطتان بجمع المعلومات والوثائق. أبو بكر عابدين يعمل الان معلماً بالمدارس الثانوية وهي مهنة تتطلب التنظيم والدقة. اما معتصم أوشي فيعمل ومنذ العام 1982م ضابطا اداريا وهو الان يعمل كأحد قيادات ديوان الحكم الاتحادي. رفد الاثنان الصحف بكم من المقالات الوثائقية ذات السبك الصحافي المتقدم والمعلومات الهاطلة كالغيث في عز الخريف. فكانت هذه المعلومات داخل مقالاتهما بالصحف مصدرا رئيسيا للعديد من الذين يودون معرفة تاريخ الكرة والرياضة والناديين الكبيرين (الهلال والمريخ). للاثنان علاقات متميزة مع قدامى لاعبي الناديين الكبيرين.. وفي هذا فهما من الشخصيات الرئيسة حيث إقامة محفل لأحد أقطاب الناديين. كيف لا والاثنان وحدهما من تكبد مشاق البحث والتقصى حول كل كبيرة وصغيرة عن الناديين. يتعاون الاثنان مع بعضهما البعض في جمع المعلومات ودقائقها. وذلك رغما عن هلالية أوشى ومريخية ابي بكر عابدين. و هي حالة توضح حالة الإحترام والصداقة بينهما. كثيرا ما يقوم ابي بكر عابدين باهداء صورة نادره او مجموعة صور لاداريي ولاعبي نادي الهلال لصديقه اوشي. وفي المقابل يقوم اوشي باهداء ابي بكر عابدين معلومات قديمة عن نادي المريخ رموزه او لاعبيه او نتائج مباريات لصديقه ابي بكر عابدين أثمر هذا التعاون بينهما على تصديهما لاي تحريف متعمد او غير متعمد لكل تاريخ الناديين. ألم أقل لكم انهما من هدايا الله علا وجل لأهل السودان!!! الاثنان يمتلكان وثائق ومعلومات تكفي لإصدار عدد من الكتب حول التاريخ الرياضي.. متعهما الله بالصحة والعافية..