وفود تسافر ووفود تصل وطائرات تقلع وطائرات تهبط.. والقاهرة تودع والخرطوم تستقبل والخرطوم تودع والقاهرة تستقبل.. وعلاقة ممتدة بين الشعبين السوداني والمصري مئات السنين.. يزينها تقارب وتصاهر.. ويغذيها نيل يجري بين البلدين.. حلاوة وجمال.. ولين وشدة.. ورقة وعنف.. وقوة وبساطة.. هذه العلائق يمثلها اليوم لقاء الحبايب الهلال والزمالك.. فهلموا الى اللقاء..! في المنافسات الكبيرة لا مباراة بلا أهمية.. في المنافسات الكبيرة لا مباراة ودية.. في المنافسات الكبرى تحسب النقاط والنقطة تقدم وتؤخر.. وكاذب من يقلل من اهمية مباراة اليوم حتى ولو لم تكن هناك شكوى تعطي الفريقين فرصة للتقدم في المنافسة.. باختصار مباراة الليلة هي ديربي وادي النيل وبين فريقين باسمين ومكانتين عظيمتين.. وأما حديث الشارع الذي يقول لو انتصر الهلال ففريق فيتاكلوب سيستمر في البطولة.. ولو انتصر الزمالك فالزمالك هو المستمر في البطولة.. والاتحاد الافريقي ينظر في الشكوى فهذا يستحق وقفة اكبر من كبيرة.. و«يلا نقيف«..! امام الزمالك بالقاهرة كان الهلال حاضراً ولم يخرج منتصراً وامام فيتاكلوب تقدم الهلال وخرج خاسراً وامام مازيمبي ضاع الهلال ضياعاً كبيراً بالاداء والنتيجة.. والمهم ان يختتم الأزرق مبارياته اليوم بشكل مختلف يتقدم فيه كما تقدم امام فيتاكلوب ويحافظ على نتيجته ويظهر على الأقل كما ظهر امام الزمالك كمنافس قوي.. ويذيق الزمالك كما أذاقه من قبل طعم الهزيمة.. وده المهم..! جمهور الهلال الذي غاب بصورة لافتة عن فريقه امام هلال الجبال والرابطة كوستي.. يمنع منعاً باتاً من الغياب الليلة.. فالحضور الجماهيري والتدافع الكثيف والتشجيع القوي والمؤازرة الجادة هي طريق الأزرق للفوز.. وجمهور الهلال كما عرفناه كان دائماً وابداً هو المشجع رقم واحد.. وكان وقود الفريق وزاده.. وماكينته المحركة.. نعم المباراة مباراة جمهور وبالجمهور يكرم الهلال ولا يهان.. ومن اجل إكرام الهلال فليتدفق جمهورنا..! لا مرة ولا اثنتان بل لا عشر.. فالهلال طعن من التحكيم الافريقي عشرات المرات وكلما ظلمه حكم افريقي ولد حكم جديد ليواصل الظلم عليه.. حكم مباراة اليوم كل ما نأمله منه ان يعطي ما للهلال للهلال وما للزمالك للزمالك وان يحكم بالعدل.. وان فعل فلا خوف على الهلال الذي عذبه الحكام الأفارقة بعدم احتساب ضربات جزاء له واحتساب ضربات لا وجود لها عليه وما أكثر الحكام الذين ظلموه و«الظلم ظلمات«..! شريط مباراة ذهاب الهلال والزمالك يقول ان الزمالك تحرك بالأطراف وهاجم بالأطراف.. وبأطرافه أرهق دفاع الهلال وفتح فيه النوافذ وكاد يصيب مرماه اكثر من مرة بالمعكوسات.. ومن غير المستبعد ان يعيد الزمالك »الفيلم« بنفس الأبطال والسيناريو والإخراج.. وان كان الهلال لا يستفيد من المعكوسات فعليه ان يحذر حتى لا تهلكه المعكوسات وثقتي كاملة ان الهلال لن يلدغ اليوم من المعكوسات التي لدغ منها مرات ومرات..! اعتذر لاعبو الهلال لجمهورهم عبر لافتة حملوها في اول مران بعد عودتهم من الكنغو بخسارتين في لفتة أجبرت جماهيرهم على قبول الاعتذار.. والاعتذار الحقيقي جاءت الليلة فرصته العملية ليعتذر لاعبو الهلال »عملياً« بأداء قوي ولعب جاد وسيطرة كاملة على الملعب.. لاعبو الهلال اليوم أمام فرصة عملية للاعتذار فليعتذر اللاعبون بنصر يحققوه ويسعد قاعدتهم العريضة.. ويارب يارب يارب انصر الهلال..! »كضاب« من يظن أن الزمالك جاء للسودان للفسحة والنزهة.. »كضاب« من يظن ان الزمالك غير جاد في اداء مباراة جادة.. »كضاب« من يتصور ان الزمالك »هين ولين«.. فالزمالك سادتي حضر ليغسل أحزانه القديمة والجديدة.. والزمالك حضر ليقدم نفسه بصورة مختلفة والزمالك حضر وقاعدته تنتظره منتصراً.. الزمالك سادتي وصل ليمسح على »فانلة الهلال« دموعه التي لا زالت تتساقط.. والحذر واجب..! غير مهم من يمثل الهلال اليوم.. غير مهم من يقف في المرمى ومن يلعب دفاعاً أو وسطاً أو هجوماً.. غير مهم من هم »الحداشر« ومن الذين يجلسون احتياطياً لهم.. المهم ان يمثل الهلال من يمثله خير تمثيل.. المهم ان من يمثل الهلال عليه ان يمثل بالزمالك.. نعم غير مهم من يلعب للهلال اليوم المهم ان يضع ممثلو الهلال »الحداشر« على عاتقهم إسعاد ثلاثة وثلاثين مليون نسمة ويفرحون صغارنا عابد وعائد وعائس و«عزام»..!