نعود اليوم مجدداً للكتابة عن تغطية التلفزيون، وسنخصص الموضوع حول تغطية القنوات لأفراح الشعب السوداني والمريخي بعودة البطولات للبلاد.. وكنت كتبت أول أمس مشيداً بقناتي قون والنيل الأزرق لمبادرتهما وسرعة متابعة الفوز والفرح بصورة واضحة، كما ظل شعار المريخ وعلم السودان على الشاشة، بعكس طيبة الذكر قناة النيلين التي سجلت غياباً في اليومين الأولين ولكنها حققت حضوراً في اليوم الثالث بنقل استقبال البعثة المريخية الظافرة على الهواء، ولكن لم يكن هذا خالياً من الهرجلة وسوء التغطية، مما يستحق أن نطبق عليه المثل الكبير الناتج من بيت الشعر الشهير: ولا أرى في عيوب الناس عيباً ....... كنقص القادرين على التمام وحاول القائمون على أمر القناة إنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة بعد تلك الهتافات في وجه فريق القناة في اليوم الأول من جماهير المريخ، ويبدو أن الجماعة تحركوا وفق الظروف الصعبة التي تمر بها القناة وعدم وجود إعلامي رياضي على رأسها، وتمت الاستعانة بجهاز «مكسر» وكاميراتين، ولكن فشلت التغطية في نقل لحظة هبوط الطائرة ولحظة هبوط الفريق والكأس، بل لم ينجحوا في بث لقطة واحدة من الصالة الرئاسية التي كان بها كبار المسؤولين ومندوبة القناة التي اهتمت بمكياجها وحركتها وسط الناس والحصول على أكبر عدد من أرقام هواتف الحاضرين كما وصف لنا ذلك عدد ممن كانوا بالصالة. إخراج التغطية حدث ولا حرج، فقد كانت المواد المسجلة من قناة سوبر سبورت اضافة جماهير المريخ من لقطات قديمة والأناشيد على حساب مندوب القناة المسكين الذي كان ينقل الاستطلاعات والتي لم يظهر معظمها بسبب الاستديو الهزيل الذي حرص فيه المخرج المبتدئي على أن ينقل المقدم الشاب المتلاعب بأعينه مع ضيفه على حساب الجهد المبذول من موقع الحدث، وهذا يعود لقلة الخبرة وعدم وجود كادر مدرب واحد في العملية كلها. نقطة.. نقطة مؤسف أن تنقل القناة وتكتب «مباشر من مطار الخرطوم» «وكمان حصرياً على النيلين»، وتكون اللقاءات مع رئيس المريخ وأحد اللاعبين والصحافي مزمل أبو القاسم صوت بدون صورة. لا نلوم القائمين على أمر قناة النيلين الرياضية، فمدير القناة علاقته بالرياضة مثل علاقتي بلغة أهالي جزر البهاما.. والمدير المالي والإداري وهو من بقايا الشراكة الهاربة كل فهمه هو تبسبك الفواتير الخاصة بالإعلانات والرعايات والمال السائب، والحرص على أن تكون عائدات القناة بعيدة عن الإدارة المختصة في الهيئة .. إدارة الإنتاج التجاري. سمعت أمس أن الشريك الأكبر الماحي عبد الدائم قد رفع قضية ضد تلفزيون محمد حاتم سليمان يطالبه بأيلولة «عدة الشراكة» له، وهدد باستخدام قوة القانون لسحب الأجهزة، والرجل معه حق، لأن عقد الشراكة العجيب الذي تم بعيداً عن شخصي كمدير للقناة ضمن خطة اللعبة إياها.. العقد يسمح له بذلك. ولم يفطن محمد حاتم سليمان ومستشاره القانوني لمعظم العيوب في عقد الشراكة كما فطن لها رئيس لجنة التشريع بالبرلمان مولانا الفاضل حاج سليمان الذي وصف العقد بأنه معيب، وكذلك رئيسة لجنة الإعلام عفاف تاور في جلسة رسمية علنية حضرها وزير الإعلام الذي لم يعلق على ذلك، ولم نسمع له صوتاً حول شراكات محمد حاتم سليمان. الحوار العينة الذي أجرته قناة النيلين عبر موبايل مندوبتها في مطار الخرطوم مع النجم المصري أيمن سعيد والذي كان صوتاً بدون صورة.. كان اللاعب يصيح فيه ويردد معليش اسمحوا لي لأن بص البعثة في انتظاري.. وكان مقدم الاستديو وضيفه يواصلان سؤاله عن المركز الجديد الذي لعب فيه مما اضطره للهرب واللحاق بالبص المنتظر. هذه ملاحظات مما تمكنا من مشاهدته في تغطية قناة النيلين لاستقبال المريخ من خلال الفترات التي تظهر فيها الصورة والمادة، لأن معظم الوقت كانت فيه الشاشة خالية بدون إشارة، وهذا أمر طبيعي لتحول البث من القمر نايلسات الواضح إلى قمر عربسات الهزيل، وكان هذا التحول المشبوه هو أكثر مصيبة فرضها الشركاء الهاربون على التلفزيون.