سكتنا خلال الأيام الماضية عما يدور في تلفزيون محمد حاتم سليمان نزولاً على وساطة كريمة.. ولكن وجدنا أن الهم أكبر من همنا الأصغر، وأن مصلحة الوطن تتضاءل أمامها مصالحنا الشخصية وأن هم وهموم المشاهد المسكين تعلو على جميع همومنا.. ولهذا كان لا بد من أن نواصل بعد الفاصل.. الدولة التي تدعم تلفزيون محمد حاتم سليمان شهرياً بأكثر من خمسة مليارات جنيه (بالقديم) حتى العام الماضي ولا نعلم إلى كم وصل الدعم في العام الحالي.. الدولة.. وجهاز الأمن والمخابرات الذي تدخل عدة مرات لحل الضائقة المالية والوفاء بحقوق العاملين.. كل هذه الاهتمامات الرسمية من أجل أن ينعم المشاهد بوقت جميل أمام الشاشة يجعله يتسمر أمامها ومن خلال ذلك تمرر الدولة سياساتها وبما أننا في مساحة رياضية والمشاهد الرياضي هو مسؤوليتنا التي اضطلعنا بها لسنوات وعقود من أجل راحته ومتعته فإنه محروم منذ أسابيع من متابعة مباريات الكرة وبالتحديد من مشاهدة المباريات التي طرفها فريقا القمة المريخ والهلال وإذا عَرفت السبب بطل العجب. المباريات التي أحد طرفيها المريخ والهلال ذات مشاهدة عالية وبالتالي تجلب الإعلانات والدعايات وبالتالي ستستفيد الدولة لأن عائداتها تذهب للخزينة العامة عبر إدارة الإنتاج التجاري بالتلفزيون المنضبطة ولكن بقدرة قادر وبعلم محمد حاتم سليمان ومباركته صدر القرار بأن تذهب هذه المباريات (المدرّة للمال) إلى قناة الشراكة العجيبة الهاربة (شكلاً) وبالتالي تذهب كل العائدات لغير إدارة الإنتاج التجاري المنضبطة وبالتالي إلى غير الخزينة العامة للدولة التي تدفع وتدعم وتلتزم بالتسيير الشهري ويذهب العائد إلى غيرها. للتلفزيون أصول هائلة ومكتبة هائلة وإرث هائل من المواد والخبرات ورصيد هائل من العاملين وكل هذا وذاك يذهب للشركاء الجدد في القنوات الحاتمية الجديدة الذين أتوا للتلفزيون (مطلقين يديهم) ويخرجون منه بالعائدات الضخمة وكأنما الدولة غير قادرة على تسيير القنوات الجديدة المقترحة، حتى تذهب لكل من هب ودب وسرح ومرح في الجهاز الكبير. طالبنا وبح صوتنا للتحقيق في الشركات التي هبطت على المحظوظين ولم يتم أو الإعلان عن أي تحقيق.. وقد تابعت شخصياً بعض مراحل التحقيقات ولكنها تصل عند مرحلة معينة ويتوقف ويزداد الهمس والجهر والإشاعات ويغط في نوم عميق والدولة والمراجع العام الذي فغر فاه يوماً حين أطلعته على بعض المستندات وكذلك المسؤولون الأوائل في إدارة الأمن الاقتصادي ولجنة الحسبة والمظالم ولجنة التشريع ولجنة الإعلام بالمجلس الوطني و هذه المرة سنواصل بدون فاصل ولدينا الكثير والمثير.. نقطة.. نقطة أول شراكة توغلت في جسد التلفزيون باسم قناة النيلين الرياضية كان عبر شركة آيسيبس الكويتية و لكن يشهد الله وإنني مدير عام القناة لم أر كويتياً ولم أر عقالاً واحداً.. وكل من رأيتهم كانوا الإخوة الماحي عبدالدائم وخالد الاعيسر وعلي الطيب.. ولا يزالون يديرون القناة رغم غياب الأول غياباً ظاهرياً. اسألوا الله أن يجعل أخانا محمد حاتم سليمان يخرج من دائرة هذه الشراكات لأنني أحس أنه مثل المغلوب على أمره لأن ما كنت أسمعه منه يختلف عما يفعله تجاههم. المشاهد السوداني الذي يشاهد ويتابع تلفزيون بلده حتى بدون الاريال الداخلي محروم من مشاهدة أية مباراة طرفها أحد فريقي القمة، وكان الله في عونه وهنيئاً للمستفيد الأكبر من العائدات.