ما أود سرده في هذه السطور هو إضافة لما نشرته صحيفتكم الغراء حول هيئة اذاعة وتلفزيون جنوب دارفور، ان الاحوال تتشابه بين كافة هيئات الولايات وفى هذه الولاية تم اختياره لادارة الهيئة فيها وذلك بعد حيرة وتلفت لعل سببهما ادعاء خبرة لديه كانت فى زمان مضى.. وحينما ارسل فى طلبه لابلاغه التكليف لم يجدوه لكنه اخيراً جاء وتم الامر ثم جمع منسوبيه ورحب بهم فى حياء، وقال قبلت التكليف غير انى ساترك لكم الشأن تديرونه فأهل مكة ادرى بشعابها.. واستطرد ابدعوا ودعوا لى أمر قفة خضاركم وسوف اوصلها لبيت كل واحد منكم .. أعجبهم قوله وانفضوا فرحين لكن بعض الذين لديهم علم ببواطن الامور قالوا لهم اذكروا فقد انذرناكم لقاء يومكم هذا. ومرت شهور لم ير فيها.. بل لم يحس به احد.. وظل ظهوره قاصراً على توقيع شيكات رواتب العاملين والتى كثيراً ما يوقع عليها فى بيته، وذلك بعد ان يعم التذمر بينهم وكان دائماً يغضب من وصول المراقب المالى الى بيته راجياً توقيع الشيكات ليصرف العاملين حقوقهم، التى بالكاد تسد ديونهم ولا يبقى منها ما يسد الرمق لذلك لم يكن غريباً ان ترى بعض العاملين احدهم يقود ركشة او يقلى طعمية قرب ناصية بيته لمواجهة تكاليف الحياة الصعبة.. وتلك الحقوق التي كانت من الممكن ان ترفع من شأنها بعض العلاوات والبدلات مما حوته مناشير متتابعة اخفيت عمداً لتمكنه من مجاملة معارفه واصدقائه الذين عين منهم ولهم، ما تجاوز به سجل الهيئة وهى تعيينات شكلت عبئاً كبيراً عليها ولم تخدم حاجة العمل بحسب الوصف الوظيفى المطلوب، فمعظم التعيينات تمت على رواتب موظفين مفصولين اومعاشيين او متوفين او فى اجازات بدون مرتب. وتمر بالولاية المناسبات والملمات وتكون فيها اللجان وتعقد الاجتماعات ولكنه يظل الحاضرالغائب، وتفشل كل الجهود فى العثور عليه ويستعصى على مهاتفات الدستوريين وخاصة وزير الاعلام، والرجل لا يتفقد ابداً مرافقه ولا يهتم بمنسوبيه واحوالهم، والرجل يؤمن بان العصر هو عصر الفضاء وأن عصر الراديو قد ولى فاوقف تبعاً لذلك محطة البث الرئيسة، كما انه احتج فى فترة من الفترات على العدد الكبير للعاملين ناسياً انه هو من عينهم، فاصدر قراراً قضى بنقل وتشتيت اعداد منهم الى الوحدات الادارية والمحليات، لكنه عاد ليؤكد ان اجمالى عدد العاملين لا يعادل مجموعة عمل لبرنامج تلفزيونى واحد للفضائية السودانية، والعدد الضخم للعاملين هو فى معظمه عمال حتى انه تندر احد مديرى شؤون الخدمة بالمركز قائلاً : هل هى هيئة اعلامية ام مصنع نسيج.