استلقى حاج الزين على عنقريبه الهباب في الضل الرامي جوار الدكان.. الحر كان «قائظًا» والسموم هابة.. استغفر الله.. همهم وهو يغازل قيلولته اليومية في تحدٍ للجحيم من حوله.. نادى صهيب الذي أحضر جردل موية رشّ به المكان حول الجد قبل أن يتوسّد سفنجته ويجلس على الأرض في لهاث.. «علي بالطلاق ما باكل في بِرشكم تاني».. ارتفعت الأصوات فجأة فاعتدل الزين في جلسته منزعجًا.. «ياخ مادام إنت ما ناوي تسمع لي في ستين».. أرهف الزين السمع قبل أن يسأل صهيب.. يا ولد دا ما صوت أبوك.. أومى صهيب برأسه في كسل إيجابًا.. سحب الزين مركوبه بسرعة واتجه نحو حوش ابنه الريح.. ما إن دخل حتى هدأت ثائرة جارهم منصور.. وجلس على البمبر الذي دعاه الريح للجلوس عليه.. خير مالكم.. إبليس الصيام دخل بينكم ولا شنو؟ هز الريح رأسه نافيًا وأراد أن يتكلم قبل أن ينتهره منصور قائلاً «يرضيك يا عم الزين حقارة منصور فيني؟ من قمنا بناكل في حوشكم السنة دي أنا وسعتا قدام الديوان مخصوص عشان رمضان يقوم الريح يقول إلا حوش الزين باقي الحيشان مالها؟ احتج الريح وأربد.. استغفر الله العظيم.. الناس صايمة يا منصور إنت مالك ياخ بتلوك في الموضوع لبانة؟ أسكت الزين الجميع بيده.. يا ولدي منصور الريح محقوق إنت جهزت الفسحة قدامكم وما شاء الله ما فيها كلمة بس يا ولدي بيتكم بعد شارعين من الحلة.. ونحنا في الوش طوالي.. يعني السبب الأساسي لطلوعنا نفطّر عابرين السبيل حنشوفم كيف لمن نفطر جوه كدا.. لكن حرّم الليلة ما نزعلك ونفطر قدام بيتكم ونصلي كمان التراويح لكن من بكرة كل شيء يرجع لطبيعتو.. رضا يا أولادي.. هز الرجلان رأسيهما في تبجيل للزين وهو يغادرهما ويدعو لصلاة العصر جماعة».