بدت معالم الاستياء والإحباط تلوح فى الافق وسط الجماهير والقيادات الاهلية بولاية جنوب دارفور، بسبب ما رشح من معلومات عن بوادر توقف العمل الجارى لانشاء الطريق القارى الذى يربط السودان بافريقيا الوسطى عبر اكثر من ست محليات بالولاية. وذلك نتيجة لعدم اصدار وزارة المالية الاتحادية لخطاب الضمان الذى جعل البنك الممول يخرج من العملية، التى ربما اذا لم تجد التدخل العاجل قد تؤدى الى موت أحلام الملايين من الجماهير الذين عمتهم الفرحة بإكمال حلمهم بميلاد هذا الشريان الاقتصادى الهام، الذى وعد به رئيس الجمهورية الجماهير فى زيارته الاخيرة للولاية، وقد اوفى الرئيس بوعده وتجاوز العمل فى مرحلة السفلتة «36» كيلو متر، فهذا الطريق قبل بداية العمل فيه ولاكثر من عشر سنوات يشهد حالات وفاة لعدد من المحليات الغربية للولاية خاصة النساء اثناء الولادة فى فصل الخريف، الذى تنقطع فيه حاضرة الولاية بسبب كثرة الاودية التى ترقد على طوله من نيالا وحتى محلية ام دافوق الحدودية مع دولة افريقيا الوسطى، والتى تظل ممتلئة بعض الاحيان لاسبوع كامل. فى الاسبوع الماضى تناولت بعض الصحف اخباراً حول فشل هذا المشروع فى مرحلته الاولى من «نيالا، السلام، عدالفرسان، ورهيد البردى» بطول «158» كيلو متر، وقال المنسق الاهلى للمشروع بجنوب دارفور عيسى محمد عبدالله ل«الإنتباهة» ان اسباب الفشل تعود لعدم اصدار وزارة المالية الاتحادية لخطاب الضمان للجهة الممولة للطريق منذ ديسبمر من العام 2013م، عقب توقيع الهيئة القومية للطرق والجسور ممثلة لوزارة المالية عقداً مع شركة مان للبنى التحتية المنفذة للطريق عقب التعديلات فى الاسعار التى استدعاها ارتفاع الدولار وقتها، مبيناً ان الشركة المنفذة تواجه الان العديد من المشكلات التى ربما تتوقف عن العمل نهائياً قبل مارس المقبل حسب المتوقع حال انتهاء التمويل المصدق به حالياً، قبل ان يصل الطريق لمحلية عدالفرسان واشار الى ان الشركة المنفذة ظلت تعمل فى ظروف امنية معقدة، وناشد عيسى رئاسة الجمهورية بالتدخل العاجل حتى لا ينهار حلم الملايين من اهل دارفور، الذين استبشروا بالميلاد الحقيقى للطريق الذى تمت فيه سفلتة «36» كيلو من نيالا وحتى تمبسكو بمحلية السلام، واضاف ان الطريق يشكل رافداً اقتصادياً مهماً يسهم فى انعاش الحركة التجارية مع دول الجوار الافريقى، سيما وان دارفور غنية بمواردها التى ادى عدم وجود الطرق المعبدة لعدم اكتشافها وتسويقها خاصة المواشى والمحاصيل الزراعية والمنتجات البستانية وغيرها، موضحاً بأن المواطنين بعد سماعهم لهذا الخبر اصيبوا بحالة احباط واسعة بعد ان شعروا بمعالم السلام الاجتماعى الحقيقى الذى احدثته الجزئية التى انتهى العمل فيها والتى جعلت الاهالى بتلك المحليات من القبائل المختلفة رغم موجة الحروب القبلية التى شهدتها الولاية، ان يتداعوا ويتضامنوا من أجل حماية الطريق حتى يصل لغاياته متوقعاً حدوث ما لا يحمد عقباه حال توقف العمل بهذا الشريان، فيما قال ناظر عموم قبيلة بنى هلبة التوم الهادى عيسى دبكة إن الطريق وعدهم به رئيس الجمهورية وبدأ العمل به ووزارة المالية تقول ليس اولوية ولم تصدر خطاب الضمان الخطوة فيها الف استفهام؟، وأكد التوم ان أى خطوة لايقاف العمل بهذا الطريق ستحدث انهياراً كبيراً فى الاوضاع الامنية وعلى الدولة ان تتحمل ذلك لانه يرفع المعاناة عن كاهل مواطنى «7» سبع محليات بجانب انه يربط السودان بافريقيا الوسطى وقال ل«الإنتباهة» ان الشركة نفذت جزءاً مقدراً من الطريق بمواصفات عالمية وقال «نحن لا بنخاف ولا طمعانين وهذا الطريق اذا تم ايقافه سيحصل خلاف كبير مع المركز» بينما وصف مراقبون للوضع وعدد من المعتمدين بالمحليات التى يعبر بها الطريق، أن خطوة انهيار المشروع بالخطيرة وربما تؤدى الى انتكاسة الاوضاع من خلال الغضب الجماهيرى حال الاعلان الرسمى بالتوقف وخروج الشركة المنفذة، مطالبين نواب الولاية بالبرلمان وتشريعى الولاية بتحريك الملف حتى يصل لغاياته ويحقق احلام الملايين من الغلابة، الذين ذاقوا مر المعاناة عبر هذا الطريق قبل البدء فى انشائه لافتين الى ان اكمال الطريق يسهم بصورة واضحة فى معالجة اثار وقضية التهميش التى علقت فى نفوس أهل دارفور منذ اندلاع الازمة فى العام 2003م، عموماً إكمال هذا الطريق خيار لابد منه لانه سيمثل فتحاً ًاقتصادياً كبيراً على الولاية والسودان عموماً لكونه قارى يربط البلاد بافريقيا الوسطى فى مرحلته الثانية، التى يأمل الجميع أن تكتمل الاولى التى تربط كل محليات غرب الولاية بحاضرتها نيالا وقد لحظت «الإنتباهة» أهمية هذا الطريق من خلال التوسع فى الاسواق الصغيرة ببعض المناطق، ففى الجزئية التى تمت سفلتتها بالطريق وهى«36» كيلو والتى بدأت تستقبل العربات حتى من نيالا، بجانب أن معظم مواطنى نيالا يخرجون كل جمعة من كل اسبوع لقضاء يوم ترفيهى بالمواقع الترفيهية بالقرب من الاودية الراقدة على طول تلك المسافة، فتطلعات واشواق الجماهير التى كانت تكسوها البهجة والسرور لاستقبال هذا المولود الذى ربما سيدخل غرفة الانعاش، اصبحت فى انتظار عودة الابتسامة من قبل المالية الاتحادية بإصدار خطاب الضمان الذى يجتث حالة الاستياء والحزب الذى بدأ فى نفوس المواطنين وقياداتهم الاهلية والسياسية.