سبق لي أن كتبت مقالاً بعنوان «من هؤلاء المجرمون»؟ ولأن افتراضي الذي ذهبت ُ إليه لا يساورني فيه شك بعد حصولي على معلومات من أرض النهب والسلب والاختطاف، فلا بد أن أفضح بعض الذين يقفون وراء هؤلاء المتفلتين المعيقين للتنمية بمناطق غرب كردفان والذين في غالبتهم من أبناء جلدتنا. ولكن قبلاً لا بد أن أنشر المقال السابق .. الذي أضعه هنا بين الأقواس.. كنت قد كتبت: «من هم هؤلاء المجرمون»؟ «أعتقد أ ن أي حديث يخص ويسيئ لهؤلاء الأفراد المتفلتين أمنياً في مناطق غرب كردفان ويحملهم المسؤولية التامة.. هو حديث مراوغ وفيه إجرام وتجريم.. هؤلاء المتفلتون لا نشجع على ترويعهم الأهالي.. ولكن هنا في الخرطوم يوجد وسطنا مجرمون كبار يريدون تشويه صورة المسيرية مقابل حفنة ملاليم وبعض الامتيازات التي يمكن أن يحظوا بها، ولا يمكنهم ذلك في حالة عدم وجود مثل هكذا حالة تفلت مصنوعة.. الآن أنا أذهب إلى كل فيافي وسهوب ورقاب كردفان الكبرى والصغرى ولا يستطيع أحد أن يشهر سلاحه في وجهي حتى لو كان «لجان ثورية». وذلك لأنني أعرف من يدفع لهؤلاء الصبية. نعم مثلما قال لي أحد أقاربي وهو آتٍ للتو من الميرم قال لي: توجد مجموعة هنا «شغالة» بنظام «تفيتني تفيتك شلت العمود لفيتك .. فلان جنبي»، وحقيقة هذا هو المشهد الحقيقي يرسمه جلال الآتي من مناطق قَهَر فيها «الرأسماليون السياسيون» من أبناء المنطقة قهروا فيها الأهالي الأبرياء. وبعد إذ عملوا على سياسة إفلاسهم، ثم أَتبَع معهم سدنةُ المركز هؤلاء عملية «تفيتني» وهي عملية تتم حينما يأتي الصبية للعب الشل أو شليل.. فأنت تختار القوي فتقول مثلما قال جلال: «تفيتني تفيتك شلت العمود لفيتك فلان جنبي» أي اخترته في فريقي .. وذات الشيء هو الذي تمارسه ديناصورات أبناء المسيرية داخل المركز .. أختاروا بالقروش كل الناس جنبهم .. وعملوا وزرعوا وسط الناس الفتن وسياسات الكيمان والشلليات .. ففقد الأهالي الثقة في أنفسهم فكان بأسهم بينهم شديداً، ولن تحل هذه المشكلة هذه ال 2% التي لا يريد قابضوها مجرد الحديث عنها. أريد أن أؤكد تجارب كثيرة فشل فيها الميكافليون من أبناء القبيلة حينما أرادوا «أن يقذفوا بالشل قذفوه في جيوب الآخرين». إن وجود مراكز للتخطيط التنموي والإنتاج الإعلامي ربما سيكون له أثر في تبصير الناس، على الأقل بحقوقهم التي تضيع تحت المراكيب النتنة». إذن هؤلاء المتفلتون هم أكثر من يعيق التنمية في مناطق غرب كردفان.. والسؤال المهم هو : لطالما هؤلاء النفر الخارجون عن القانون ليست لديهم أجندة سياسية، وإذا افترضنا جدلاً أن لديهم أجندة ً سياسية، تتمثل في سوء التنمية.. إذن لماذا يعيقينها أي التنمية بالسلب والنهب والخطف والسرقة والهمبتة؟لماذا يضعون وشاحاً وقناعاً لا يشبه وجه المسيرية؟ بل أهالي المنطقة أجمعين؟ أنهم يعيقون التنمية للحد الذي أحجمت فيه بعض شركات البترول عن التنقيب وكذا شركات تشييد الطرق والجسور.. بل الآن هنالك عشر من آليات «الحفائر» تابعة لإشرافية أبيي لا تستطيع الوصول إلى المناطق المراد لها أن تصلها بسبب الخوف من تعطيلها. هؤلاء الصبية من المتفلتين لا بد أن وراءهم أناساً لا يريدون للآخرين أن يتقدمونهم على خدمة المنطقة.. وهذا هو الفساد الحقيقي. مجموعة من أبناء المنطقة يملأون خشوم هؤلاء الجياع الصياع بالقروش الحرام ليقفوا ضد تنمية بلدهم .. وما ذاك إلا نكايةً بآخرين يريدون التنمية للبلد.. خسئ المتفلتون وخسئ من يحقن شرايينهم بهذا الدم البارد الفاسد.