إن للكتابة إليك طعماً متميزاً تتداخل فيه معانٍ جمة من معاني الإخاء الصادق والحب الخالص ومن بعض القيم التي تتجلى في شخصك وإن اللقاء بأمثالك هو من أعظم ثمرات الجهاد العاجلة التي يجنيها المرء من جهاده وإن فيوض المودة والتآخي والوصال التي ننعم بها ونسبح فيها تظل مداداً وزاداً نعيش به ما دمنا أحياء ونتوسل به في الدعاء لربنا.. ربنا جمعت هذه القلوب وملأتها حباً لبعضها البعض من غير حول منا ولا قوة فظلها بظلك في يوم تدنو الشمس فيه من الرؤوس ويبقى كل ذلك نعمة من الله ينبغي أن تقابل بالحمد لذلك يجد الإنسان نفسه لا بد له من أن يبدأ بالحمد لله رب العالمين ليس من باب ترتيب الحديث أو الكتابة ولكن اعترافاً بفضله وبه أبدأ الكتابة إليك.. الحمد لله على نعمة الإسلام ابتداءً ثم نعمة أننا معشر السودانيين مميزون في إسلامنا بتحلينا ببعض القيم كالكرم والمروءة وأجلها حبنا الدافق للمصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وأبرك التسليم من بعد ذلك أكرمنا بنعمة الهداية والإبصار لطريق الحق القويم ثم أعاننا على المضي فيه صبراً واحتساباً وتفاعلاً وتكاملاً مع إخوة أماجد ثم إن الله اختارنا في زمرة المجاهدين وهذه أيضاً من نعم الله علينا التي ينبغي ألّا يغيب عن المرء استشعارها والحمد لله عليها حتى تقيد لأن النعم تقيد بالشكر ثم أكرمنا من بعد بنعمة الجهاد بصحبة أخيار فيه وهذه نعمة عظيمة حيث يذكرونا إذا نسينا ويعينونا إذا رشدنا ويصبرون على اساءتنا. ولعله في سياق ذكر الأخيار نذكرك ليس من باب المجاملة يا أخي لكن من باب الاعتراف بالفضل.. وأصدقك القول إنني أحسبك من بعض نعم الله عليَّ إذ أكرمني بصحبتك في هذا المسار القاصد إلى الله وإني لا أجد مثالاً للتوسل بنعم الله أصدق وأوضح من التوسل بالحب الخالص فيه لطلب الغفران لمن تحب ونطمع في دعاء الملائكة «ولك مثله». أخي عبد الغفور... قدر الله أن يكون هناك حق وباطل وحكومة وتمرد وتكون الكرمك ويكون الجهاد وتكون شالي وودكة ومقوي وياي وأن تكون نفرة وكتائب وتجريدات كل ذلك بتدبير منه وتقدير ليكون الأمر لقاء وصحبة وقتالاً واستبسالاً وشهادة.. وكل ذلك يكون اتخاذاً واصطفاءً وابتلاءً ومن ثم جنة وخلودًا وسررًا وتقابلاً على الأرائك ونسأل الله أن يجعلنا من الذين من أجلهم تدور تلك الحلقات ليبلغوا ذلك المقام، أخي عبد الغفور من كان يدري ما ودكة وما مقوي وما مايك ومن كان يقدر أن يلتقي بمن التقى ويجري بينهم من المودة والوصال ما جرى.. خلص أخيار من أجل ذلك نختار طريق الحرب على كرهه نجد الأحباب فيه ونكرهه على ما جرى لأن الحرب تأكل الأخيار وبين هذا الكره وذاك الحب نرجو خير الله الكثير «عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم».. ويبقى الدعاء والوصال واللقاء هو زاد ما غرسناه من مودة وإخاء به ينمو ويترعرع ويثمر فلنعتصم بحبل الدعاء لربنا لبعضنا فهو أوثق الحبال وأوصلها وإذا عز الوصال أو التلاقي ففي جناته يكن اللقاء ولك حبي ولله خالص دعواتي ونسأل الله حُسن الختام لنا سوياً شهادة في سبيله خالصة صادقة مقبولة راضية مرضية وله الحمد بدءاً وختاماً ونستغفره ونتوب وإليه السلام. أخوك: أبوبكر جمال الدين ودكه 6 /4/7991م