شكلت الإفادات التي قدمها البروفيسور علي شمو رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في المؤتمر الصحفي الذي استضافه المركز الثقافي السوداني البريطاني، شكلت رؤية لمسارات جديدة في الصحافة السودانية، فقد أقر شمو بخلل تشريعي في قانون الصحافة والمطبوعات، وقال إن القانون الحالي لا يتوافق مع طلوبات الصحافة الراهنة، مشيرًا لمقترحات تعديل واسعة تخضع الصحافة الإلكترونية والإذاعية والتلفزيونية تحت إشراف المجلس، كما اعترف بتضارب في القوانين وضعف صاحب الكثير من أعمال المجلس، وقال إنهم بريئون من عمليات المصادرة التي تطول بعض الصحف، وأشار لقوانين أخرى لها قوة وصلاحيات لا يمتلكها المجلس، ورغم أن المؤتمر جاء ضمن برنامج تدريبي خلال أعمال الدورة الصحفية التدريبية التي يشارك فيها مركز طومسون العالمي للتدريب الخاصة برفع المهارات الصحفية، إلا أن حديث البروفيسور كان جديراً بالاهتمام. الصحافة الانتقالية بدأ شمو حديثه بواقع الصحافة وتشريعاتها، وقال إنها تمر بمرحلة انتقالية، ويقصد أن هناك نقلات نوعية في الصحافة العالمية ووسائل الاتصال التي صارت متاحة للجميع، وقال إن العالم يخطو خطوات متسارعة خاصة في مجالات حرية الرأي والتعبير، واصفاً حالنا بالمتأخر، إلا أنه قال لدينا تحديات تتطلب مواكبة العالم وإلا ستظل الصحافة الورقية كما هي، موضحاً أن أولى التحديات تتمثل في تعديل القانون ليشمل الصحافة الإلكترونية، الأمر الذي يحدث نقلة كبيرة لمسارات الصحافة، مؤكداً أن الأمر قيد الدراسة والنقاش، لافتاً النظر إلى تعديلات تشمل حتى الإذاعة والتلفزيون. وقال: لم تكن هناك تشريعات للإذاعة والتلفزيون وكانت محتكرة للحكومة وصدرت قرارات رفعت الاحتكار وفتحت المجال للمستثمرين بعمل قنوات فضائية وإذاعات متخصصة مما يوجب وضعها في إطار تشريعي جديد. تشكيل المجلس قدم رئيس المجلس تنويراً كاملاً عن تشكيل المجلس حسب القانون، وقال إنه ليس عضواً في الجهاز التنفيذي وهو مستقل يتبع مباشرة لرئيس الجمهورية وليس لأحد سلطة عليه حسب القانون، ولم يحدث أن تدخلت جهة أملت عليه قراراً أو موقفاً، وهناك بعض المسائل التي ينظر إليها المجلس باهتمام كمستقبل الصحافة الآن الذي أرى أنه مواجه بعدة إشكالات منها المالية والطباعة والمدخلات والإيفاء بالالتزامات للعاملين بالرغم من أن كل يوم تزداد عدد الصحف، وهناك إقبال كبير على إصدار الصحف بالسودان «55» صحيفة، منها «31» سياسية و«17» رياضية و«اجتماعية» هذه المصدقة والعامل منها «42» صحيفة «10» رياضية والتقارير الإحصائية تشير إلى انخفاض في التوزيع حيث تبلغ كمية المطبوع حوالي «400- 450» ألف نسخة يومياً توزع ما بين «250- 300» ألف نسخة، وهذا بالمعايير الدولية ضعيف جداً لو قارنته بعدد السكان المقدر ب «35» مليون نسمة، ومع ذلك هي الأكثر تأثيراً على الرأي العام وهذه تحتاج لدراسة. استفسارات الصحافيين رداً على استفسارات الصحافيين قال شمو إن الذي يحدث وحدث ل «الصيحة» لا علاقة لنا به ونحن كمجلس لم نصادر جريدة ولم نتخذ أية إجراءات سوى إجراءاتنا المعروفة عند المخالفات. وفيما يتعلق بسلطات القوانين الأخرى، قال رئيس المجلس: هناك قوانين أخرى لها قوة ولها صلاحيات تتخذ من خلالها إجراءات، وهو تداخل بين القوانين ويوجد تناقض ولكل رؤيته، فالتعديل الجديد لا يهدف إلى تعارض القوانين. وفيما يتعلق بمقاضاة الصحافيين في الولايات، قال شمو: بذلنا جهداً قبل عشر سنوات واتفقنا أن يكون التحقيق مع الصحافيين ومحاكماتهم في الخرطوم، وصدرت توجيهات بأن تعالج القضايا بالخرطوم إلا أن النائب العام وأهل القانون يرون أن العدالة تقتضي أن يتظلم أي مواطن في دائرة اختصاصه إن كان التأثير محيطاً بهذا المجتمع، وفي ذلك رؤية عدلية للأطراف. واختتم حديثه بالحريات وقال: بالمعايير الدولية فلا يمكن مقارنة السودان وظروفه بأوربا وأمريكا وغيرها من دول العالم الثالث، ولا توجد حرية مطلقة، هناك معايير تتحكم فيها عمليات الحرية المرتبطة بالثقافة والأعراف والدين، ولا يمكن أن نتحدث مثلاً عن الشواذ، كما أن هناك مسائل تتعلق بالأمن القومي والتحركات العسكرية وغيرها.