لم تخب توقعاتي بشأن نتيجة مباراة الخميس بين المريخ والهلال والتي جهرت بها لكل من سألني عن توقعاتي وزادت ثقتي حولها حينما رأيت الفاضل ابوشنب داخل الملعب فهذا الحكم يعشق الخروج بمباريات القمة بنتيجة التعادل وسجله فيها يؤكد هذا. ما دفعني لتأكيد خروج المباراة بالتعادل هو احداث ما قبل المباراة وشكوى الخرطوم والتكتم حولها، فالاتحاد الذي اشتدت عليه رياح النقد وطالته سياطه ما من مخرج له من هذه الازمة سوى الدفع بحكم «التعادلات» ابوشنب، فالتعادل سيكون كافياً لارضاء الاهلة لكونهم سيفوزون بلقب الممتاز ولن يغضب المريخاب كونهم ضربوا الهلال بالثلاثة ولم يخسروا في الممتاز وقد كان. وبنظري ان الفاضل لم يكسب رضا الاهلة رغم فوزهم بالدوري وكذلك لم يسلم من غضب المريخاب ولو ان ابوشنب اعطى كل ذي حق حقه لخرجت المباراة بصورة ابهى من ذلك المسخ الذي شاهده كل العالم امس الاول. الفاضل تعامل مع حالات واضحة في بدايات اللقاء بشكل استدعى لذاكرة المشجعين من داخل الملعب وعبر الشاشات الحديث عن مجاملات الحكام وتلونهم بحسب انتماءاتهم ولو انه اعمل قانون اللعبة وقتها لحسم الانفلات في وقته ولتغير شكل اللعب الى الافضل ففي دقائق اللعب الاولى تداخل بكري المدينة مرتين بشكل متهور على علي جعفر وبخيت خميس دون ان يوجه له ابوشنب اي انذار ولو شفاهة. اما اغرب ما فعله ابوشنب فهو تجاهله الغريب لتصرف بكري نفسه بعد منتصف الشوط الثاني وهو يتعمد تأخير اللعب بامساكه بالكرة بيديه مانعاً لاعبي المريخ من تنفيذ مخالفة ضده وعندما امسك به راجي حاول بكري ايهام الحكم باعتداء راجي عليه وبدلاً من انذار بكري المخالف لقواعد اللعب النظيف لم يفعل ابوشنب اكثر من ابعاد لاعبي المريخ عن بكري دون ان ينذره. اما حالة صلاح الجزولي وجمال سالم نرى ان الحكم تساهل فيها بشكل كان يمكن ان يقود لكارثة وهو يقف بعيداً ليراقب اشتباك اللاعبين مع بعضهما وتدخل البقية وكان الاحرى به ان يقوم بانذار اللاعبين فوراً فالجزولي استخدم كوعه لضرب جمال والحالة تستحق بطاقة صفراء بينما يستحق جمال سالم الطرد لضربه الجزولي برأسه. بالمقابل نرى ان ابوشنب لم يمنع المريخ من التسجيل بل نرى ان تبييته النية بخروج المباراة بالتعادل ل«لتنوم الخرطوم هادئة» دفعه لتفويت حالات واضحة جداً كحالة ملامسة خميس للكرة بيده ولو انه احتسبها ركلة جزاء لما لامه احد. نقول ان الهلال استحق اللقب لانه نجح في التفوق على المريخ في مجموع النقاط وكان بامكان المريخ حسم البطولة قبل اسابيع ولكن لأننا ادمنا الحديث عن المؤامرات والايادي الخفية وغيرها لا نرى الاسباب الحقيقية لخسارتنا اللقب الذي كان قريباً جداً فاضعناه. خسر المريخ لقب الممتاز لأن بعض خياراته في مراكز حساسة ضيقة جداً كقلب الهجوم وحراسة مرماه وما خسارته لاربع نقاط في كوستي وكادوقلي الا لهذه الاسباب وللتذكير نقول ان المريخ فقد في كوستي حارسه المميز جمال ليلعب مباراة الرابطة بحارس يساهم في احراز الاهداف في مرماه وليس منعها من الدخول ولولا لطف الله لخسر المريخ نقاط تلك المباراة كاملة اما مواجهة كادوقلي ففشل هجوم المريخ في هز شباك هلال كادوقلي بعد فشل الادارة في منع تراوري من السفر كان المدخل لخسارة نقطتين، ولم يكن للتحكيم دور مؤثر في خسارة اربع نقاط ضيقت فرص احتفاظ المريخ بلقب الممتاز. اخيراً نقول ان الاستماع لعبارات من شاكلة «ترصد،مؤامرة،فساد» لن يعيد بطولة الممتاز للديار الحمراء بل مواجهة حقيقة سوء اداء بعض اللاعبين وسياسات الادارة المتساهلة تجاه لاعبي الفريق خصوصاً الاجانب هي بوابة النجاح.