أسمح لي أستاذي الفاضل/ علي يس، بكتابة «كنانة الغلبانة 2» حتى نصل إلى حل المعادلة المطروحة عدنا إلى حل للمعادلة التي طرحناها سابقاً في معادلات. وللتذكير فقط: أثبت أن قيمة عبوات السكر التي تقوم بتعبئتها شركات التعبئة _ «أقل من أو تساوي» قيمة جوال السكر المنتج من الشركة المصنعة. علماً بأن شركات التعبئة تضع هامش ربح طبعاً بعد إضافة تكلفة الورق والبلاستيك والكهرباء والعمالة مع وضع استجلاب الماكينات والمباني وإقامة المصنع في الحسبان مع شراء أكبر الكميات من السكر وتخزينها لضمان الاستمرارية في التعبئة. وبعد جهد جهيد.. وأجر دون الزهيد خلص علماء الفلك والرياضيات بعد مساعدات أهل اللغة والبلاغة إلى أنه لابد من وجود عامل مساعد «ديل ناس الكيمياء» ووجود عامل مشترك «وديل ناس الرياضيات» ولكن لصغر المساحة الفهمية في عقلي طلبت المزيد من الإيضاح؟ فانبرى رجل وقور حباه الله طولاً في البال وبعداً في الخيال لهذه المهمة الشاقة التي تفوق مهمة حل المعادلة صعوبة.. كما همس أحد العلماء الحاضرين لآخر: لو حلوا عشر معادلات زي دي ما أظن زولنا دا يفهم «لكن أكلتها في حناني وقلت أحسن أصبر دي ضريبة العلم»، وفجأةً زجرني الرجل الوقور طويل البال بعيد الخيال «أظنه من أهل اللغة العربية»: خذ يابني هذه المعادلة لتقيس عليها، قلت: يعني شنو؟ تدخّل عالم آخر «أظنه من ناس الفيزياء لأنو مسخن في الكلام وما الباقي ليهو إلا يعضيني»: قال ليك هاك المعادلة القدر فهمك عشان تعمل مقارنة وتحل معادلتك! أثبت أن الأعمى = «يساوي» المفتح فنقلت عيني كالفنجان بين وجوه القوم، ثم همهمت بكلمات تفيد عدم الفهم. ثم تابع قائلاً: خذ العامل المشترك بين الأعمى والمفتح ولنقل مثلاً أنه «الأعور» فله عين مفتحة وأخرى عميانة، تبسمت كناية عن الفهم، فنجد أن:- الأعور = «نصف» المفتح الأعور= «نصف» الأعمى إذن الأعمى = المفتح وبالضرب في «2» نخلص إلى أن الأعمى = المفتح وهو المطلوب إثباته(#) . قمت مهللاً فرحاً وضربت ليك القاعة كوراك لكن بفهم ونتيجة ما زي بتاع جماهير الهلال والمريخ. وقطع جمهور العلماء المحتشد فرحتي بتلك النهرة المجلجلة وقال عالم منهم «ودا أظنه بتاع التربية الإسلامية» يابني لاتضع وقتنا في اللهو، وبما أنك فهمت فهلم بنا وعليك حل المعادلة الأصلية، «مادام جابت ليها هلم معناها واحد من اتنين يا العلماء ديل غتسوا حجري يا خلوني عالم زيهم، فشمّرت وجلست أفكر بترو وطلبت كباية شاي بالبلح حتى يساعدني المضغ على تشغيل عقلي «ماعشان حاجة تانية»، وعرفت أنها فرصتي الوحيدة للدخول في عوالم العلماء وأصبح مشهوراً وألحق الوزارة الجديدة «كلها محفزات». وبعد أن طال انتظار هؤلاء القوم المساكين «عارف انتو ذاتكم معاهم وزهجتوا» الذين ندموا على اليوم الذي أصبحوا فيه علماء. قلت: نختصر المعادلة ياعلماء: شركات التعبئة «تمثل قيمة عبوات السكر التي تقوم بتعبئتها شركات التعبئة»، شركات الإنتاج «وتمثل قيمة جوال السكر المنتج من الشركة المصنعة .» نأخذ «الراجل» كعامل مشترك « والراجل من الارتجال». إذن الراجل = «لديه مصلحة» في شركات التعبئة الراجل = «لديه مصلحة» في شركات الانتاج إذن ... وقبل أن أكمل الحل ضجت القاعة بالتصفيق والكوراك البلدي .. فوق فوق سودانا فوق، بالطول بالعرض سودانا يهز الأرض، لعب وفن وهندسة يا سودانا يا مدرسة، يا سودان يا أبهة ايه العظمة دي كلها، كنانة كنانة.. ما غلبانة.. مجاهد النعمة من المحرر: - وبرغم عبقرية الحل، إلا أن المشكلة يا مجاهد في المعادلة وليست في حلها.. المعادلة الغبية تبقى غبية حتى ولو وجدنا لها حلاً ذكياً، و يا لها من معادلة هذه التي إن أنت حللتها وفق المنطق الرياضي الصارم والذي لا يحابي أحداً، تبين لك أن: - العامل = العميل - و الأعمى = البصير - و من «ارتجل، يرتجلُ ، ارتجالاً ورجالة = أرجل راجل!!« - وينتهي العزاء بانتهاء مراسم التعبئة!!