تعتبر مشكلة توفير الغذاء الآمن كماً ونوعاً من المشكلات المعقدة التي يواجهها العالم اليوم، وأصبح الغذاء السليم أيضاً يشكل هاجساً والسودان جزء لا يتجزأ من المنظومة الدولية وتم سن التشريعات والقوانين الاستثمارية والصناعية رعاية وتنظيماً لقطاع الصناعات الغذائية وتعتبر صناعة اللحوم أحد أهم روافد الاقتصاد السوداني وتصنع اللحوم لإكساب المنتجات الحيوانية صلاحية الاستخدام الآمن على المدى الزمني الملائم ونتيجة للغط الكثيف الذي دار مؤخراً عن ضبط لحوم غير مطابقة للمواصفات مما أثر سلباً على المستهلك نظم المركز السوداني لثقافة وحماية المستهلك بالتنسيق مع الإدارة العامة لشؤون المستهلك والهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ورشة أمس حول صناعة اللحوم في السودان مالها وماعليها، وأكدت مدير المركز السوداني د. أم سلمة أن المعلومات المغلوطة التي تم تداولها مؤخرًا عن ضبط لحوم فاسدة عانى منها المستهلك السوداني الذي يعتمد على اللحوم التي تشكل أهم مكونات الغذاء فضلاً عن أن السودان يعتبر من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للحوم وتقدر الثروة الحيوانية في البلاد بواقع 100 مليون راس من الثروة الحيوانية، وأشارت إلى الحوجه للمزيد من ضوابط السلامة العالمية والقوانين لحماية المستهلك. وأكدت وجود 897.678 ألف وحدة حيوانية بولاية الخرطوم وركزت على أن دور المركز يتمثّل في نشر الثقافة والوعي وتسليط الضوء على المشكلات التي يعاني منها المستهلك بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، ومن جانبه قال مدير عام قطاع الاقتصاد بوزارة المالية والاقتصاد وشؤون المستهلك ولاية الخرطوم د. عادل عبد العزيز إن قطاع منتجات اللحوم يمثل رابطاً أساسياً بين القطاعين الزراعي والصناعي لافتاً إلى وجود 10 منشآت صناعية في المجال بتكلفة راسمالية تقدر ب 100 مليون دولار وتتركز غالبية مصانع اللحوم بولاية الخرطوم وتعتبر الأكبر استهلاكاً بين الولايات، ودعا إلى احكام التنسيق مع الأجهزة المختصة في الولاية لمراجعة التصاديق الممنوحة مشيرًا إلى صلاحية اللحوم المصنعة بالمصانع المصرح لها بالعمل وقال (محتاجين وقفة على المستوى المؤسسي لمعرفة السبل لتطوير الصناعة وبحث مستقبلها) ولا بد من نظرة إستراتيجية للاستثمارات وأي ضرر يصيب الصناعة في مقتل ويؤدي إلى خسارة فادحة وفقدان الآلاف من العمال والموظفين بالمنشآت لوظائفهم في ظل المعاناة من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة، داعياً للتوسع في صناعة اللحوم بدلاً من تصدير المواشي حية مما يفقدها قيمتها الاقتصادية وتصديرها مذبوحة أو مجمدة وتصنيعها لزيادة القيمة المضافة وقطع بخضوع اللحوم المصنعة لرقابة بيطرية وداخل وخارج المصانع وإجراءات مشددة بالمصانع المرخص لها بالعمل وزاد حال وجدت مصانع غير مرخص لها أو تذبح في المنازل فيجب اتخاذ الحذر، مشدداً على أن المنتجات التي تحمل علامة تجارية ومصدق عليها من قبل الجهات الرسمية معلومة لاضرر منها على المواطن، مطالباً باتاحة المعلومات الصحيحة من قبل الأجهزة الرسمية وتمليكها للرأي العام والمواطن، ودعا إلى إبادة اللحوم غير المطابقة بوجود السلطات والأجهزة المختصة كافة، وعمل مزيداً من الضوابط بالولاية، وأكد ممثل وزارة الصناعة المهندس محمد صالح عراقي في ورقته بعنوان صناعة اللحوم الضوابط والإجراءات الصناعية والمعايير أن قطاع الصناعات الغذائية تمثل 70% من جملة الأنشطة الصناعية بالسودان ونسبة 50% من العمالة الصناعية تتركز في قطاع اللحوم، وتوجد 10 مصانع براسمال 100 مليون دولار وعمالة تقدر ب 1500 عامل وطاقة إنتاجية ما بين 75 إلى 500 طن شهرياً و20 معمل صغير بطاقة إنتاجية ما دون 500 جرام في اليوم تقع كلها بولاية الخرطوم، مشيراً إلى اتخاذ تدابير وإجراءات من قبل السلطات المختصة لضمان سلامة المنتج النهائي للحوم، وقال إن القطاع مؤسس ومراقب ويخضع لرقابة من قبل عدة جهات ويتم تطبيق اللوائح والاشتراطات الصحية ومراجعة الكروت الصحية للعاملين والكشف عليهم مبيناً أن القطاع يلعب دوراً محورياً ففي تحقيق الأمن الغذائي يحقق منافع ومقاصد اقتصادية.