الإعلام غير المسؤول عبر صحف الإثارة أو عبر وسائط التواصل الاجتماعي مثل الواتساب والتويتر والفيس بوك يمكن أن يسبب أضراراً بالغة للاقتصاد. المعلومات المغلوطة التي تم تداولها مؤخراً حول استخدام لحوم الحمير أو اللحوم النافقة في صنع منتجات اللحوم سبب ضرراً بالغاً لصناعة اللحوم في بلادنا. لقد انخفض استهلاك اللحوم المصنعة بصورة حادة نتيجة للتعامل غير المسؤول مع هذه القضية. يوجد بالبلاد (10) منشآت صناعية عاملة في مجال صناعة منتجات اللحوم بتكلفة رأسمالية قدرها 27 مليون دولار، أي ما يعادل حوالي 240 مليون جنيه سوداني. وأغلب هذه المنشآت (المصانع) بولاية الخرطوم. وتقوم هذه المنشآت الصناعية بتشغيل المئات من المهندسين والكيمائيين والبيطريين والعمال المهرة. ومن خلفهم الآلاف وهم الأسر التي تعتمد في معاشها عليهم. وتعتبر صناعة اللحوم من الصناعات ذات القيمة المضافة العالية في الاقتصاد. وعلينا العمل على التوسع فيها بحيث نقوم بتصدير لحوم مصنعة بدلاً عن مواشي حية. وهذا أفضل كثيراً جداً لاقتصادنا. يمر الترخيص بالعمل في هذه الصناعة المهمة عبر مراحل محددة ودقيقة. فالمستثمر الراغب العمل في هذا المجال عليه إرفاق دراسة جدوى دقيقة بمشروعه. تتم مراجعة الدراسة بواسطة الإدارة العامة للصناعة بالولاية التي تتأكد من استيفاء المستثمر لكافة الشروط. خصوصاً تضمين المنشأة معملاً لفحص جودة وسلامة المنتجات، ومرافق صحية للعمال، ومرافق للتخلص من النواتج الغير مرغوب فيها، والمياه المستخدمة في الصناعة. وبعد الموافقة الرسمية والحصول على ترخيص العمل يشرع المستثمر في بناء مصنعه وفق خريطة تجيزها وزارة التخطيط العمراني. ويجب أن تتضمن الخريطة مساحات خضراء كافية ومخازن مبردة ومجمدة بمواصفات خاصة. ويتم استيراد الماكينات ووحدات الإنتاج من الخارج بمواصفات خاصة تجيزها الإدارة العامة للصناعة. وقبل بدء التصنيع على المستثمر تجهيز العربات المبردة (الثلاجات) التي توزع الإنتاج لمنافذ البيع. تخضع عمليات التصنيع لرقابة صارمة داخل المصنع من قبل إدارة الجودة والمعمل الموجود في المصنع والذي تمر عليه عينة من كل حزمة مصنعة. وتتم رقابة خارجية على مستويين الأول من خلال زيارات التفتيش للمصانع التي تقوم بها إدارة الصناعة أو المجلس الأعلى للبيئة. والثانية من خلال رقابة في الأسواق من قبل الهيئة السودانية للمواصفات والإدارة العامة لشؤون المستهلك. لأن المنتجات يمكن أن تخرج سليمة من المصنع ولكن تخزينها أو عرضها أو تداولها يعرضها للتلف. وفي هذه الحالة تحجز وتباد. ولأن المنافسة قوية جدًا في مجال صناعة اللحوم نجد أن المصانع لم تكتف بالرقابة داخل المصنع، إنما مدت التزامها لخارج المصنع، فقامت بتصنيع ثلاجات للعرض، وتقوم دائماً بسحب المنتجات التي انتهت أو قاربت فترة صلاحيتها على الانتهاء بمبادرة منها. إن الضوابط هذه، وطريقة التصنيع والرقابة القبلية والبعدية التي شرحناها، تجعلنا نطمئن تماماً أن منتجات اللحوم المصنعة بواسطة مصانع مؤهلة ومرخص لها بالسودان هي سليمة تماماً ومطابقة للمواصفات ولا يوجد أي خطر من تناولها. يلا نأكل سجق وبيرقر وكفتة ومارتديلا ولحمة مفرومة وفرانكفورتر من منتجات بلدنا. د/ عادل عبد العزيز الفكي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته