شهدت العلاقات السودانية الإثيوبية حالة من التطور وبدأت التوتُّرات على الحدود تتبدل إلى علاقات طيبة وتبادل للمنافع، ولعل مؤتمرات تنمية العلاقات الحدودية التي تعقد بالتناوب كان لها كبير الأثر في تعزيز الثقة وتحسين العلاقات بين البلدين خاصة الولايات المجاورة للأقاليم الإثيوبية والتي من بينها ولاية سنار التي شاركت بأكبر وفد في مؤتمر تنمية العلاقات الحدودية الرابع عشر المنعقد بمدينة بحر دار بإقليم الأمهرا، وأكد والي سنار المهندس أحمد عباس أن المؤتمر بدأ بتقييم مستوى تنفيذ القرارات التي خرج بها المؤتمر السابق والذي انعقد بسنجة حاضرة الولاية، وقال في مؤتمر صحفي عقب عودته من إقليم الأمهرا إن نسبة تنفيذ القرارات الصادرة في المؤتمر السابق فاقت ال 90% من الجانب السوداني مع نسبة جيدة من الجانب الإثيوبي مما مهّد إلى أن يكون المؤتمر الرابع عشر أكثر سلاسة مقارنة بما قبله.. وقال: لا يزال الجانب السياسي والأمني هو الأساس لأن الحدود تكتنفها العديد من المشكلات كالعادة.. والحدود السودانية الإثيوبية على مر التاريخ الطويل كانت مصدرًا للمشكلات المعوقة للعلاقات بين البلدين لوجود عصابة الشفتة والمجرمين والخارجين عن القانون لكن وبفضل هذه المؤتمرات الحدودية استطاع الجانبان السوداني والإثيوبي معالجة وحلحلة الكثير من القضايا مما جعل إثيوبيا هي الصديق الأول من بين دول الجوار لأنها وقفت مع السودان في كل المجالات السياسية والعالمية ولم تستجب للضغوط التي تمارَس ضد السودان. وأكد التزام الطرفين بعدم استضافة أي معارضة مسلحة بكلا البلدين لتأمين الحدود مشيراً إلى أن الحدود بين سنار وإثيوبيا ليس بها سكان حيث توجد حظيرة الدندر وقد يحدث تسلل غير مرئي مما أدى إلى الوصول إلى اتفاق وتعاون في مجال الأمن وتنشيط الحدود، وأوضح عباس نيته في فتح طريق حنتوب كوارا بإثيوبيا ليكون منفذًا لتبادل المنافع التجارية والسياحية، وقال: اتفقنا على معاملة الرعاة بصورة مختلفة عن المتسللين لأن كثيراً من الرعاة لا يعرفون الحدود مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على إقامة نقاط مراقبة على الحدود ومكافحة الحرائق العشوائية مشيراً إلى التعاون من إثيوبيا وتجريدها لجيش الحركة من السلاح بعد اعتدائه على ولاية النيل الأزرق ومنعهم من مهاجمة السودان من أراضيها حسب الاتفاقات المبرمة بين البلدين. فيما أفصح وزير الصحة دكتور شرف الدين هجو عن الاتفاقات في مجال الصحة، وقال: اتفقتا اتفاقًا كاملاً على محاربة الأمراض الوبائية بتنسيق تام مؤكداً أن الاتفاقات حول مجالات الزراعة والثقافة والرياضة تفرض على الولاية وضعًا صحيًا كبيرًا لضمان سلامة حركة المواطنين بين السودان وإثيوبيا وضرورة الاهتمام بإبراز الكرت الصحي للعابرين من مواطني البلدين. وأكد وزير الزراعة والثروة الحيوانية والري دكتور رضوان محمد أحمد أن المحور الاقتصادي كان من أهم المحاور التي نوقشت في المؤتمر لتحريك تجارة الحدود والمنتجات الغابية والزراعية مشيراً إلى أن الآفات الزراعية لا تعرف الحدود مما دعا الطرفين إلى التعاون المشترك لمكافحة الآفات وتطعيم الثروة الحيوانية.. معتمد محلية الدندر عبد المحمود محمد إبراهيم قال إن المحلية هي المعنية بالجوار الإثيوبي وتقابل محلية شمال قندر مؤكداً تبادل الزيارات بين المحليتين وإداريتي العزازة وكوارا، وقال إن مدينة الدندر تبعد عن الحدود ب240 كلم وإن الحدود مراقبة بقوات أمنية مشيراً إلى تطور العلاقات الحدودية مقارنة بعام 2000م ولا يوجد تعدٍ على الحدود. فيما وصفت وزير الثقافة والإعلام بثينة خليفة جودة الثقافة بأنها روح الأمة وعنوان رؤيتها وهي تسهم في تحسين العلاقات بين البلدين وأنها جسر للتواصل وهي الكل المركب الذي يحوي كل الأشياء وهي حركة الحياة العامة لذلك كان لابد من إدخالها من ضمن محاور المؤتمرات لأهميتها، وقالت إنه تم الاتفاق على برنامج التبادل الإعلامي مع التركيز على الإعلام الإنمائي والتوعوي وتفعيل العمل السياحي وتشجيع الفعاليات العابرة مع تفعيل الاتفاقات السابقة حول السياحة. ولعل عبد الرحمن باسيس رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة عظّم دور الرياضة بوصفه للرياضة بأنها اصبحت سفارة تقوم بتوطيد العلاقات بين الشعوب ويبقى الأمل معقودًا في أن يتم تنفيذ هذه الاتفاقات التي خرج بها المؤتمر للمساهمة في دفع العلاقات الثنائية التي من شأنها تقوية أواصر التواصل وحفظ الأمن والاستقرار على الحدود السودانية الإثيوبية.