تشكل الدراما الديدن والناطق الرسمي باسم قضايا كافة المجتمع، ولطالما مرّ الدراميون في السودان بأيام عصيبة نسبة لعدم تحقيق ما يصبون إليه على أرض الواقع لكل ما يصبون ويحلمون به مما أثر ذلك على مسيرتهم الفنية وأصبح طريقهم «مسدودًا.. مسدودًا.. مسدودًا» وأصبحت أحلامهم «سراب بقيعة» وساعد ذلك على حدوث استلاب ثقافي وغزو للثقافات الأخرى إضافة إلى إنتاج دراما دخيلة على الثقافات السودانية وتباين عاداتها المختلفة والدراما السودانية مرت بحقب وأزمان مختلفة ومازالت تشكل أهمية قصوى للمواطن السوداني إذ أنها تدخل البيت السوداني دون استئذان والمواطن البسيط في عقر داره وتعكس جل همومه بشفافية منقطعة النظير وقد أصاب الدراميون الكثير من الإحباط نسبة لعدم وجود بيئة العمل المتكامل للمسرح والممثلين والمخرجين والمنتجين مما جعل ذلك يؤثر سلبًا على حضورهم الأنيق وتعوق من هرم إبداعهم، وقد شغلت مشكلات الدراما السودانية حيزًا كبيرًا لدى وزير الثقافة والإعلام الأستاذ السموأل خلف الله حين جلس معهم وحكى الدراميون مشكلاتهم ومعوقاتهم له بإسهاب والوصول بهم إلى بر الأمان وقد أعلن لهم فورًا مهرجانًا ضخماً يقام على إثره انتعاشًا للمسرح وخلاله يتم اختيار الفائزين من المسرح والممثلين والمخرجين والمنتجين ولكن أُصيبوا بخيبة أمل عندما تراءى لهم احتمال أن يتم تغييره إلى وزير آخر حينها أصبحوا هائمين على وجوههم لا يدرون ما يفعلون هل يواصلون التدريب والاستعداد لهذا المهرجان الضخم أم يلزمون ويتخيرون الوقوف ولكن عاد إليهم الأمل مجددًا واجتاحتهم فرحة عارمة منقطعة النظير عند سماعهم تلو التشكيلة الوزارية الجديدة وهي تحمل بين طياتها اسم السموأل خلف الله وزيرًا للثقافة والإعلام مجددًا حينها عاودتهم الحياة مرة أخرى وحدث لهم انتعاش مباغت من جراء سماعهم هذا النبأ فقد وضع خلف الله أحلامهم نصب أعينهم وبعث في نفوسهم الطمأنينة والحياة للدراما السودانية وخروجها من قوقعها وبياتها الشتوي وخروجها من غرفة الإنعاش التي مكثت بها طويلاً.