منذ الثمانينيات اكتشف الطبيب العالم landry مرضًا يصيب الخلايا العصبية الحركية مسبباً عدم المقدرة على المشي، وتابع بعده العالمان GuILLAIN وBarie ..تتصاعد هذه الإصابة من الأسفل إلى الأعلى وتبدأ من القدمين وتسبح في الجسم إلى أعلى فتصيب اليدين كما قد يستفحل الخطر أكثر من عدم الحركة مسبباً «ضيقًا» في التنفس بسبب إصابته جذور عصب العنق.. هذا المرض رغم أنه غير منتشر لكنه موجود وتكاد لا تخلو قرية أو مدينة من وجود حالات مصابة به وتختلف الفئات العمرية المصابة به لكن علاجه مكلِّف بعض الشيء كما أنه يؤدي إلى موت مصابيه بنسبة «10%» كما يسبب الإعاقة الدائمة للبعض الآخر من المصابين بنسبة «5%» بمعنى أنه يترك أثرًا دائماً والبقية الأكبر هم «الناجون» منه.. هذا المرض رغم انتشاره لكنه مجهول لدى الكثيرين ولتحاشي خطر الإصابة به ولتسليط جزء من المعرفة به حاورنا د. عثمان قنديل استشاري الباطنية فإلى إفاداته: ٭ كيف نعرِّف مرض الشلل التصاعدي؟ الشلل التصاعدي ALute poly nedic apaty أو Landry_ Guillain _ Barefgrdume وهم العلماء أو الأطباء الثلاثة الأوائل الذين اكتشفوا هذا المرض لذلك نسيت تسميته لأسمائهم.. يحدث شلل في الأطراف السفلى ثم يتصاعد حتى الأطراف العليا من الجسم كما يحدث ضعف في العضلات من أسفل إلى أعلى لذا سمي بالشلل التصاعدي. ٭ ما هي أسباب حدوثه؟ يحدث الشلل التصاعدي نتيجة لتكوين أجسام مضادة تهاجم الأعصاب الحركية بصورة تصاعدية من أسفل إلى أعلى. ٭ أعراض الإصابة بالمرض هل هي واضحة أم من الصعب معرفتها؟ الأعراض بالنسبة للكبار قد تُحدث تنبيهًا نوعيًا لهم ولمن حولهم ولكن الأطفال لا يستطيعون توضيح الحالة المرضية بالشكوى وعلى كلٍ ففي الأسبوع الأول أو أكثر من أسبوع يحدث الشلل التصاعدي للمصابين بنسبة «50%» من الحالات المرضية حيث يبدأ بتنميل وخذلان «خدر» في «الأقدام» الأطراف السفلى ثم تتصاعد إلى اللكفين مع الشعور ببعض الآلام ومن ثم تتطور هذه الأعراض إلى ضعف في قوة العضلات وحركتها بصورة تصاعدية تشمل حتى الأطراف العليا من الجسم لذا سمي «بالشلل التصاعدي الحاد».. «05%» من حالات الإصابة بهذا المرض تسبقها أعراض مرضية عامة خاصة تلك التي تصاحب التهاب الجهاز التنفسي العلوي، وأحياناً في حالات أخرى تصيب الجهاز الهضمي فتسبب الإسهالات، أو بسبب الإصابة بالالتهابات الفيروسية مثل فيروس الإيدز. ٭ ما هي مضاعفاته؟ من مضاعفاته أو علاماته أيضاً حدوث الشلل والضعف الحركي التصاعدي مع وجود غياب في الأفعال الانعكاسية في أوتار المفاصل (Ref Letes) كما أنه قد يُحدِث للمرضى بنسبة «50%» منهم شللاً في العصب السابع «عصب الوجه» بجانب الوجه مع إحداث صعوبة في البلع كما تُحدِث الإصابة بالشلل التصاعدي تغييرًا في ضغط الدم وذلك بانخفاضه أو ارتفاعه بالإضافة لحدوث تعرق غير طبيعي وأيضاً اضطراب في معدل نبضات القلب.. وقد تتطوَّر تلك الأعراض المذكورة وتصيب جذور العصب العنقي مسببة ضعفًا في حركة الحجاب الحاجز وعضلات التنفس ومن ثم شلل الجهاز التنفسي. ٭ كم تبلغ فترة حضانة الإصابة في جسم المصاب؟ تتراوح الفترة ما بين ثلاثة أيام إلى أسبوع أو أكثر حتى تتضح الإصابة بعدم المقدرة على المشي وفعل بعض «الحركات». ٭ ما هي الفئات العمرية التي يمكن أن يصيبها المرض؟ هذا المرض يمكن أن يصيب كل الفئات العمرية، فالأطفال ليسوا بمعزل عنه كما أنه يصيب الكبار. ٭ نسبة حدوثه بين النوعين؟ نسبة الإصابة بالشلل التصاعدي بين الذكور أكثر بقليل مقارنة بالإناث. ٭ كيف يتم تشخيص الإصابة بمرض الشلل التصاعدي الحاد؟ يتم التشخيص أولاً بمعرفة التاريخ المرضي وبالكشف السريري الواضح من الأمراض الإكلينيكية ثم يخضع المريض لإجراء فحص سائل النخاع الشوكي وأيضاً يُجري فحصًا إشعاعيًا بواسطة الرنين المغنطيسي لمعرفة تخطيط كهرباء الأعصاب الطرفية (MRI). ٭ هل تنتقل الإصابة بالعدوى؟ لا تنتقل بالعدوى فهو مرض غير منتشر رغم وجوده في كل أنحاء العالم. ٭ هل له علاقة بالوراثة؟ لا ليست له علاقة بالجينات الوراثية لا من قريب أو بعيد. ٭ كيفية العلاج؟ أولاً يوضع المريض في غرفة العناية المكثفة إذا لزم الأمر، مع ضرورة التمريض الجيد إن لم يوضع المريض بغرفة العناية المكثفة، كما يحتاج المريض في حالات كثيرة لوضع الجهاز التنفسي الاصطناعي إذا دعت الحالة المرضية ومن ثم مراقبة نبضات القلب وضغط الدم ثم يحقن المريض بجرعات الامينو قلو بيولين biulin mmuno glo لمدة خمسة أيام أو يتم تصفية بلازم الدم من الأجسام المضادة للمريض. غير أن هنالك بعض الحالات يتم الشفاء التلقائي لها من الإصابة بمرض «الشلل التصاعدي الحاد» دون الخضوع لعلاج طبي حين يبدأ التعافي من الشلل التصاعدي في اتجاه معاكس لبداية مرض الشلل أي من الأعلى إلى الأسفل. ٭ كم تبلغ مدة الشفاء التام؟ تتراوح مدة التشفي من الإصابة بالشلل التصاعدي الحاد من أسابيع إلى أشهر حسب درجة الإصابة.. وبعض الحالات يتم شفاؤها في سنين أو أكثر. ٭ هل يتسبَّب الشلل التصاعدي في الموت؟ قد تصل نسبة الوفاة في الحالات المرضية إلى «10%» من الذين يصابون بالشلل التصاعدي. ٭ هل يعني ذلك أن كل العدد المتبقي يُشفى من المرض تماماً؟ الشفاء التام من المريض يتحقَّق بنسبة «85%» من حالات الإصابة بالشلل التصاعدي وكما ذكرنا «10%» منهم يتوفون بسبب ضيق التنفس أما ما تبقى من ال «5%» فهؤلاء هم الذين لا يتم الشفاء التام لهم فيترك المرض فيهم عاهة أو علَّة طويلة المدى. ٭ هل يحتاج المريض لدلك أو مساج بعد الخروج من غرفة العناية أو المستشفى؟ نعم يحتاج مريض الشلل التصاعدي لمساعدات للشفاء والعودة الطبيعية للأطراف وذلك بالدلك الطبيعي والمساج.
