ليس بالبعيد عن عين المراقبين والمتابعين لقضية دارفور تحول الأوضاع واستقرارها داخل هذا الاقليم الكليم والاستقرار يعني إتساق الاستقرار سياسياً وأمنياً و ذلك بإقرار كل الأشهاد داخلياً وخارجياً وإقليمياً وذلك من حيث التدليل بأقوال كل الفاعلين والمؤثرين فى شأن دارفور، حيث جاءت تأكيدات المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي شئون دارفور (دان سميث) باستقرار الأوضاع، ايضاً تطمينات رئيس اللجنة المشتركة إبراهيم قمباري باستقرار الأوضاع وسيرها نحو الأحسن. من داخل منظار الرؤية مدي فاعلية وتقدير لمدي وديمومة التحالفات العسكرية والسياسية فى إقليم دارفور خاصة دولة السودان عامة مستصحباً كل نماذج التحالفات العسكرية والسياسية منذ التجمع الوطني الديمقراطي مروراً بجبهة الخلاص الوطني التى فشلت أطرافها فى هيكلة الجبهة ومؤسساتها والذي كان السبب الرئيس وراء فناءها، أضف إليها تجربة الجبهة الثورية السودانية الآن. و بالرغم من كل تلك النماذج كانت قد لاقت الدعم ومساندة الأجنبية سواء من أمريكا وفرنسا وذلك فى أطار توحيد الجهود العسكرية، إلا أنه كان إعادة إنتاج لذات التجارب التى فشلت فى تحقيق وحدة المقاومة بالصورة المطلوبة. وبتسارع وتيرة الأحداث ومجريات المشهد السياسي السوداني وبالنظر فى الحالة التى وصلت إليها قوي ما سمي ب(تحالف جوبا ياي) او الجبهة الثورية، نجد ان التحالف صار يضيق عليها شيئاً فشيئاً وذلك تثبته الوقائع والأحداث الآتية... أولها العزلة الإقليمية التى فرضتها الدول الإفريقية المنضوية تحت مسمي المؤتمر الدولي لإقليم البحيرات العظمي على الحركات الدارفورية الرافعة للسلاح فى وجه الحكومة المركزية فى الخرطوم، حيث وصفت دول المنظمة تلك الحركات بأنها سالبة و تهدد أمن وسلامة الاقليم ودعت لمحاربتها فى أطار الجهود المبذولة اقليمياً للتعامل مع الحركات المسلحة، وبذلك يتضح ان الحركات أصبحت وحيدة وتائهة فى الساحة الإقليمية وإنتقل تهديدها من الأمن القومي الى الأمن الإقليمي مما يصعب مقدرتها على أحداث أثر . إذ تخطو دول المجموعة البحيرات تلك الخطوة فهي تكون قطعت الطريق أمام تحالف الحركات المسلحة الذى تمدد ناحية الجنوب لتتخذ من الدولة الوليدة مستقراً لها . وبإعلان دولة يوغندا على سبيل المثال لا الحصر حيث شهدت ذات العاصمة (كمبالا) فى أوقات سابقة هجرة معظم الفصائل المسلحة التى شملها تصنيف دول البحيرات وذلك قبل ان تحتضنهم جوبا. وأصبحت تلك الدول من ورغم ان بعض المحللين لا يعول عليه اتخاذ مثل تلك التصريحات التى لا تلحق بالفعل أو الممارسة الفعلية وتنزلها على أرضية التنفيذ أضحي إذن ان ليس لهذه الحركات موطئ قدم داخل تلك الدول وأنها سوف تتحرك لهذه الحركات موطئ قدم داخل تلك الدول وأنها سوف تتحرك فى طار أضيق بين السودان ودولة جنوب السودان. وبالرجوع الى مخرجات القمة التى وُفِقتْ فى وضع الحركات فى إطارها الصحيح لأنها رافضة للسلام سيشكل ضغطاً على الحركات ويجعل من اللجوء الى خيار العمل المسلح والعنف لتحقيق مكاسب سياسية أمر معزول وغير مرحب على المستوي المحلي والإقليمي ولأن الفعل سيكون معزول فان من يؤويه سيدخل فى عزلة دولية هو الآخر وذلك فى إشارة واضحة للدور الذى تلعبه دولة الجنوب من جانب الدول فى دعم مثل تلك التحالفات والحركات، فى إشارة مبطنة من جانب الدول المنظمة التى سدت الباب أمام طلب الدولة الوليدة للانضمام إليها. وفى حالة ان تم تطبيق فرض العزلة الإقليمية على الحركات المسلحة ستؤدي الخطوة الى تحجيمها والحد من نشاطها المسلح وحصره فى أضيق نطاق لاسيما مع الدعوات المتكررة من قبل المجتمع الدولي الى دولة جنوب السودان لحضها على عدم تقديم أى نوع من أنواع الدعم للحركات المسلحة وإخراجها خارج حدودها. يبقي ان الحركات المسلحة وبالأخص التحالف الموسوم (جوبا/ياي) أصبح يفقد أصدقاءه قبل أعداءه ولا بُد له من البحث عن سبل سلمية لا تخرجه خارج إطار الصورة القومية.