ارتبط تاريخ جامعة الخرطوم في أذهان السودانيين بأنها رائدة الثورات ومن بين أكبر وأقدم المؤسسات التعليمية السودانية مساهمة في كثير من الأحداث الكبيرة التي يذخر بها تاريخ البلاد، حيث يرى الكثيرون أن للجامعة ومكوناتها وفي مقدمة ذلك الطلاب دورًا بارزًا في استقلال السودان وفي أعظم ثورتين شهدتهما البلاد، أكتوبر 1964م وأبريل 1985م وما أعقب هاتين الثورتين وسبقهما من أحداث، ومنذ تأسيس الجامعة أيام الاستعمار سكنت دواخل المنتمين لها النزعة الثورية والإحساس بضرورة تقدمهم في كل قضية ذات صلة بقضايا المواطنين في أي منطقة من مناطق السودان، الأمر الذي عرض المؤسسة حسب مراقبين في كثير من الأوقات إلى أحداث شغب وإضرابات واعتصامات زعزعة انتظام خطى المسيرة التعليمية فيها وشابتها ببعض التوقف. وربما استشعارًا لتلك الأدوار وتأثرًا بها تشهد باحات الجامعة هذه الأيام إحداثاً وتحركات يخشى البعض أن تكون شرارة لشيء قادم ولا يخفي المتابعون لمسيرة الجامعة أن يكون للأحزاب السياسية دور وراء ما يحدث في أسوار الجامعة من تفاعلات سياسية عبر تحريك الطلاب نحو الهدف المطلوب وفي هذا الاتجاه اتهمت شرطة ولاية الخرطوم جهات سياسية من قوى المعارضة بالوقوف وراء الأحداث حيث قال مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم اللواء محمد أحمد علي ل«المركز السوداني للخدمات الصحفية» إن أي حراك يحدث داخل الجامعات وراءه دعم ودفع من الأحزاب السياسية المعارضة في وقت يواصل فيه الطلاب اعتصامهم عن الدراسة مهددين بالخروج من أسوار الجامعة والتظاهر ضد السلطات بسبب اقتحام الشرطة لحرم الجامعة. وكانت الأحداث بدأت بتجمع لعدد من الطلاب للتضامن مع متضرري الخيار المحلي من المناصير الذين تجاوز اعتصامهم الشهر، شرق ساحة أمانة حكومة ولاية نهر النيل بالدامر وتبعه احتجاج آخرين من بعض طلاب دارفور بالجامعة على مقتل رئيس حركة العدل والمساواة د. خليل إبراهيم الأمر الذي أدى إلى توتر الأوضاع داخل الجامعة وحولها مما أدى بالسلطات للتدخل وفي محاولات لمدير الجامعة تهدئة الأمر اتهمه الطلاب بمهادنة النظام. البروفيسر حسين أبو صالح قال ل«الإنتباهة» جامعة الخرطوم لها دور كبير في انتفاضة أكتوبر وجزء من انتفاضة أبريل وأردف أنه في كل مرحلة من المراحل يتفاعل الطلاب في كل الجامعات وليست الخرطوم وحدها مع قضايا وطنهم وأرجع أبو صالح تقدم طلاب الخرطوم في الفترات الماضية نسبة لأنها كانت الجامعة الوحيدة ولا يستبعد أبوصالح أن يكون للأحزاب السياسية خاصة المعارضة دور فيما يحدث بالجامعة، وقال ل«الإنتباهة» في الفترة الأخيرة حدثت انقسامات في البلد وطبيعي أن يكون هناك جزء من الطلاب يتحالف مع المعارضة خاصة تحالف كاودة وربما كان لهذه الجهات دور فيما يجري. ولكن بعيدًا عن كل ذلك يعتبر الطلاب من الشرائح المثقفة وأنها ذات تأثير على مجريات الأحداث في كل البلدان خاصة وهم من شريحة الشباب تلك الفئة التي كانت لها أدوارها في إحداث تغيرات كبيرة في بلدانها ولكن الأهم من كل ذلك هي الطريقة التي تتعامل بها مع التغير فمنها من يمارس حقه في التعبير بصورة حضارية وبمواقف تظل خالدة، وبينما يرى الكثيرون أن من واجب السلطات أن تتعامل معهم بذات الطريقة أما البعض الآخر خاصة الذي يختار طريقاً نتائجه غير محمودة تضطر معها الأجهزة الأمنية لاتخاذ ما يلزم لحفظ الأمن وبسطه.