توقعت الخرطوم من القاهرة عقب ثورة «25» يناير واستلام المجلس العسكري لزمام الامور بالبلاد، أن تعيد القاهرة ترتيب أوراقها تجاه سياستها الخارجية نحو السودان، ولكن حسب ما تحصلت عليه «الإنتباهة» يبدو أن السياسية المصرية نحو السودان مازالت كما هي، خاصة عقب استضافة القاهرة لمتمردي جنوب كردفان والنيل الأزرق، اي ما يعرف بتحالف «كاودا» الذي يضم في معيته متمردي دارفور، وقال مصدر مطلع ل «الإنتباهة» إن المبنى الذي كانت تمتلكه الحركة الشعبية بالقاهرة قامت دولة جنوب السودان ممثلة في الأمين العام للحزب الحاكم في الجنوب ووزير السلام باقان أموم بمنحه لرئيس مكتب تحالف «كاودا» بالقاهرة نصر الدين كوشيب خلال زيارته إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، وبحسب المصدر فإن الخرطوم طالبت القاهرة وأبلغتها بضرورة حسم وطرد متمردي تحالف «كاودا» الموجودين بالقاهرة، لأن ذلك يمثل ضرراً كبيراً ونقطة سوداء في الصفحة الجديدة للعلاقات السودانية المصرية التي فتحها خلع الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونظامه، ويشير مصدر آخر إلى أن متمردي تحالف «كاودا» بدأوا تحركات كبيرة في القاهرة لاستجلاب الدعم السياسي لهم من عدد من السفارات الأجنبية بمصر، ويقول المصدر إن وجود المتمردين بالنسبة للحكومة السودانية لا يعني سوى أن القاهرة توفر لهم الغطاء اللازم للقيام بأنشطتهم المعادية تجاه البلاد، خاصة أنه مع تغيير النظام الحاكم في مصر اتجهت أعين معظم المراقبين إلى أن نقطة الضعف الوحيدة في العلاقات السودانية المصرية وأكثر القضايا حساسية بين الطرفين هي النزاع حول مثلث حلايب الذي سبق أن انسحبت منه القوات المصرية إبان عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، لكن يبدو أن استضافة مصر لمتمردي تحالف «كاودا» سيفتح الباب لتدهور سريع ومريع للعلاقات بين البلدين، ويتطالب من القاهرة الرد على سؤال الخرطوم: لماذا وافقت على فتح مكاتب لتحالف «كاودا» بالقاهرة؟