جاءت إحسان زوجة جعفر ووشها يلعن قفاها.. جلست جوار عم الزين كاضمة.. راقبتها حاجة زهور من شباك غرفتها فأوجست خيفة ونهضت بتثاقل إلى أن وصلتهم.. إحسان.. كيفك يا بتي.. كانت زهور قد سمعت صوت شجار غير متكافئ من حوش الريح.. وسمعت حليفة طلاق.. لذا عندما رأت سحنة إحسان المقلوبة بدأت تدعو في سرها «الله يستر».. دخل جعفر.. الحوش متحفزاً وهو يكفف يدين جلبابه.. جايه تشتكيني موش.. شوفي يا مرة كسرتي كلامي.. ومشيتي التروايح.. خلاص تتفضلي تمشي بيت أهلك ما عندك قعاد معاي خالص.. عند هذا الحد انفجرت إحسان باكية.. ما كل سنة بمشي التروايح السنة دي الجديد شنو؟ لوّح جعفر بيديه وهو يقول.. طقت لي.. مزاجي حكم.. بعدين قالوا بيوتهن خير لهن.. ولا إنتي بس دايره تلاقي صاحباتك بتاعات الشمار وتغشي فلانة وعلانة.. أنا عشان الحركات دي قلت تروايح مافي وإنتي مشيتي أمبارح وأنا حالف تمشي بيت أهلك.. تدخل عم الزين قائلاً.. طيب ومالو تمشي طوالي بس ما هسي.. الشمس حارة والمرة صائمة وأهلها صائمين برضو بعد المويات أنا بوديها بيت أهلها.. اتفقنا.. همهم جعفر بعبارات موافقة وخرج إلى حوشه.. دخلت إحسان غرفة البنات وهي حزينة ومتأثرة.. أذن الأذان والناس فطرت.. لم تأكل إحسان شيئاً رغم محاولات زهور معها.. بعد الصلاة خاطب الزين جعفر.. قوم يا ولدي خلي مرتك تعمل لينا قهوة من بيتكم.. نهض جعفر دون نقاش ونادى على إحسان التي ودعت نساء الحوش ظناً منها أن جعفر سيأخذها إلى بيت أهلها.. عادت مستبشرة بعد أن أمرها جعفر أن تعد القهوة وهو مبتسم.. دخل الزين المطبخ ووضع صينية القهوة وقال: إحسان يا بتي لو قبيل عاندناهو كان رفض لأنو عطشان وأعصابو تعبانة.. من هنا ولي قدام أعملي حساب خطواتك.