قال أحدهم وهو يقف على مقبرة الملوك بجبل العرشكول بالنيل الأبيض: وقفت على قبر الملوك مسلماً أأجاب منها أم هناك صموت كانوا ملوكاً في البلاد وقادة هم يحكمون والأنام سكوت ولهم أيادٍ طالما أسدوا بها للضائقين قِراهم والقوت فاليوم أين الرأي منهم والحجا دثروا فلا ملك ولا جبروت منذ العام920ه تقريبًا ومقبرة الملوك هذه تأتي لجبل أولياء من العرشكول بأمر الملك جموع بن الملك غانم ليصبح الريف الجنوبي حاليًا وكذلك الشمالي مقفولاً لأهلنا الجموعية الذين مدوا أيديهم بيضاء دون سوء لكل الوافدين لخرطوم الفيل التي ابتلعت في كرشها جميع أهل السودان، وأهل هذا الريف الجنوبي الآن يشتكون من انعدام الخدمات المختلفة وهم الذين وطئت أقدامهم أرض الخرطوم منذ سنوات طوال سكنوها ودافعوا عنها وكان لهم القدح المعلى في فتحها إلى جانب جيوش الإمام المهدي، ولكنهم الآن يأتون في الدرك الأسفل من توفر الخدمات، أبناؤهم يعانون من توفر الخدمات العلاجية والبيئة المدرسية و... و... وقائمة طويلة من الخدمات يحتاج إليها أهلنا في الريف الجنوبي، وبالأمس قال لي بعض شباب قرية السليمانية غرب والذين يدرسون في بعض الجامعات إنهم يعانون في الوصول لأم درمان قبل الخرطوم نسبة للأزمة الحادة في المواصلات، وحمل بعضٌ منهم لومًا كبيرًا على حكومة الولاية التي وزعت «باصاتها» على كل المناطق حتى التي وُلدت في عهد «الإنقاذ» والسليمانية التي تعتبر أم القرى الجنوبية تشتكي أزمة المواصلات مثل بقية قرى الريف الجنوبي، وقبل أن يكمل ذاك الشاب حديثه قاطعه آخر بأن واجب حكومة الولاية الآن هو سفلتة الطريق الذي يربط القرية بالشارع الرئيس، هذا الطريق الذي يعاني منه المواطنون كثيرًا خاصة في فصل الخريف إلى جانب أهميته لتوفر المواصلات بمختلف فئاتها لأهل القرية. إن سفلتة بضعة كيلومترات قد لا تعني شيئًا بالنسبة لحكومة ولاية الخرطوم ولكنها تعني الكثير لأهلنا في السليمانية غرب، فهي تعني توفر المواصلات وتعني سهولة التنقل في حالات المرض وتعني احترام مواطنه لأناس ضحوا بالكثير من أجل الوطن واستقراره وتنميته وهم يقدمون أرضهم لتشيد عليها المؤسسات العامة ويقدمون أرضهم لجميع أهل السودان بأريحية قلما توجد في جميع أنحاء العالم.. والكل هناك ينادي ونحن معهم «الطريق.. الطريق» يا والي.