(يابا أنا جاي أبكى نيابة عنك إن بكاي ما نفعك تعال أبكى بدلي ) بهذه العبارات، خلع معتمد أم درمان جبته التنفيذية ولبس جبة خواله (الجموعية) ليخفف أوجاع (شيخ العرب) الذى وضع كرسيه أمام المنصة وكل همه أن يسمع إلتزاما من الحكومة بإصلاح حال (ريف الجموعية الجنوبى )، فى حضرة والى الخرطوم ووزير الزراعة وزير البيئة والمياه ووزيرة التنمية الإجتماعية ، فأردف أبوكساوى قائلا أخى الوالى هذه المنطقة لا تبعد أكثر من (50) كيلو نحو المدينة ولكنها تبعد مسيرة (100) عام تخلفا إقتصاديا وسياسيا وثقافيا وإجتماعيا وتنمويا ونهضويا . بالإنتاج لن نحتاج ما كان أمام والي الخرطوم إلا الإعتراف فيما ذهب إليه أبو كساوى ، فاسترسل الخضر فى المعالجات دون أن يخوض فى أية مبررات ،معلنا حزمة من الترتيبات والخطوات العملية للنهوض بالمنطقة تنمويا وخدميا، فكانت البداية من مشروع الجموعية الزراعى رافعا شعار (الكفاية الإنتاجية) ،حيث دشن (20) من البيوت المحمية ضمن خطة صندوق تشغيل الخريجين ولتوفير فرص عمل ، وطرح (50) أخرى تبلغ تكلفة الواحدة (40) ألف جنيه للتمليك للمزارعين على ثلاثة أقساط ، ودشن كذلك بيارة الشقيلة لضخ المياه لرى المشروع ، كاشفا فى الحال عن ترتيبات لتجهيز البيا?ة الثالثة بمبلغ أكثر من (6) ملايين جنيه لتكمل توفيرمياه لري (16) ألف فدان ،قال إنها تكفى ري (6,5) ألف فدان لدورتين مع توفير مياه لرى (3) آلاف فدان كإحتياطى لضمان إستمرارية المياه لكل أرض المشروع فى فترة الصيانة وتطهير قنوات الرى ، كما تعهد وزير الزراعة بتوفير المياه لري المشروع وتطهير القنوات وتوفير الآليات اللازمة ونقل التقانة الحديثة والإرشاد الزراعى لرفع معدل الدخل للمزارعين ، والتفت أبو كساوى نحو أهله قائلا (إنتو ياخوالى بعجبكم تجينا الطماطم من الأردن ولا مهربة من الحبشة ! وإنتو عندكم هذا المشروع الك?ير!) فكانت تلك بمثابة تعزيز لما نادى به والى الخرطوم لتحقيق شعار ب(الإنتاج لن نحتاج) . تهدئة أصحاب القلوب الرهيفة طالب والي الخرطوم، الدكتور عبد الرحمن الخضر، مزارعى المشروع بجملة من التحديات ،أولها أن تزرع كل المساحة فى العروة الشتوية المقبلة لكفاية الخرطوم من جميع أنواع الخضروات والبيض واللحوم والبقوليات ،ولمحاربة الغلاء والندرة ولتسكين وتهدئة (أصحاب القلوب الرهيفة) التى أفزعت المواطنين بهتافاتهم السالبة حسب قوله ،وزاد عليه الوالى (تانى مادايرين نستورد هذه الإحتياجات من بره السودان ) ،كما طالب الشباب خاصة بإمتلاك حواشات أو بيوت محمية قائلا (ما دايرين شاب من الجموعية يتسكع فى شوارع الخرطوم ساكت أو يشتغل فى عمل هامشى)?،وزاد عليه دايرين إستقرار للشباب ،وتعهد الوالى بجملة من الإلتزامات من توفير (2) كراكة لقلع أشجار المسكيت بجانب خدمات التعليم والصحة ومياه الشرب وإكمال شبكة الكهرباء وسفلتة الطرق حيث غازل المعتمد الوالى قائلا (سعادتك جيت فى الدقداقة والعجاجة دى إن شاء الله تكون عجبتك ) ،وكانت تعنى إنعدام الطرق ووعورة المنطقة ووعد الخضر بالعديد من المشروعات المصاحبة لتنمية المنطقة لتواكب النقلة التى يتوقع أن تشهدها فى ظل مطار الخرطوم الجديد . أي حاجة إلا الأرض!! عندما طالب الوالى اهالي الجموعية بزراعة كل الأراضى الزراعية أو التنازل عن جزء منها للاستثمار الزراعي ، كما طالبهم بإزالة كافة مظاهر السكن العشوائى خارج المشروع ،ودعا قيادات الجموعية للتواثق ، قال أحدهم (أى حاجة إلا الأرض) ويتعنى ذلك أهمية الأرض التى أدركها الجموعية أخيرا فأصبحت هى مصدر الدخل الوحيد بعد أن منحها أسلافهم يمنة ويسرة ، فتواثقوا مع الخضر عن قناعة ورضا لأجل التنمية والتطور ، وأجهش أحد مكوك الجموعية بالبكاء جراء إعتراف الوالى والمعتمد بالظلم والتخلف الذى أصاب المنطقة، قائلا انطبق علينا مثل (ذلك ?لرجل الذى طلب من الكاتب أن يكتب له مظلمته فلما كتبها وقرأها عليه ظل يبكى كثيرا وقال إنه كان لا يدرى مقدار الظلم الذى وقع عليه ) قائلا هذا حالنا نحن الجموعية اليوم . تحضيرات وإستعدادات من جانبه، قال سليمان طيفور رئيس مجلس إدارة مشروع الجموعية إن المشروع تم تأسيسه عام 1970 وتبلغ مساحته الكلية (7380) فدانا منها إمتداد شمالى (3) آلاف فدان مجهزة بكل البنيات التحتية من قنوات للرى والكبارى والمصارف ، وجنوبى (2600) فدان لزراعة(البامية،أعلاف،طماطم،عجور،خضروات مختلفة ) ،وإعتبر طيفور أن المسكيت من أكبر مهددات المشروع ،وقال إن المزارعين إطمأنوا لإنحياز الوالى لترقية وتطوير المشروع ،مؤكدا أن الخطة والمساحات المزروعة للعام الجارى تمثل (1500) فدان للعروة الصيفية تم زراعة (1744) فدان أكبر من المتوقع ،و(4000) فدان للعروة الخريفية ،و(3510) فدان للشتوية وقد بلغت التحضيرات الآن (1900) فدان ،وأكد طيفور أن المزارعين على أكمل الإستعداد لإستثمار أراضيهم بدءا من الأراضى الخاصة به . فاقد تربوي 43% من نسبة السكان!! حصر معتمد أم درمان المشاكل والمهددات التى حالت دون تنمية وترقية وتطوير الريف الجنوبى فى الفاقد التربوى الكبير 43% من نسبة السكان قائلا إن ذلك يرفع لدينا سقف التحديات للمطالبة بمعهد للتدريب المهنى وخلق كفاءات تواكب متطلبات المنطقة ،بجانب نسبة التسرب العالية وسط التلاميذ ،والإختلاط والنقص الكبير فى المؤسسات التعليمية والثقافية والمجتمعية ، علاوة على إنعدام الطرق ومراكز التنمية الإجتماعية وقال أبو كساوى ل(الصحافة) إن الفجوة فى السودان عموما بين الريف والمدينة والمركز والأطراف كبيرة جدا وستظل فجوة المعرفة تمث? تحديا لمتطلبات النهضة لأى مجتمع ،علاوة على مشكلة النقص الكبير فى المؤسسات التعليمية والصحية والتأهيلية،وكشف معتمد أم درمان عن جملة من الخدمات والمشروعات التنموية والنهضوية لنقل الريف من المستهلك للمنتج ومن المتلقى للمانح والمستقر حتى يصبح قبلة لكل الناس . في انتظار زيارة الوالي بينما كشفت الدكتور/طه محمد زين قيادى بالريف الجنوبى عن نقص حاد فى البنى التحتية التعليمية بالريف الجنوبى عامة وقال ل(الصحافة) إن الريف يتكون من (67) قرية تنقصها الكثير من التنمية والخدمات ،لا سيما الريف الجنوبى الغربى حيث ترتفع فيه نسبة الأمية وتتزايد نسبة تسرب التلاميذ بسبب إستخدام الأطفال فى جلب المياه ، مشيرا إلى إنعدام مياه الشرب النقية ،معللا إرتفاع حالات الفشل الكلوى بهذه المياه ،مضيفا إنهيار البيئة المدرسية والنقص الحاد فى المعلمين والكتب وإفتقار المنطقة لخدمات التعليم ، ونعى طه تعليم البنات بالمن?قة وتساءل عن دور مؤسسات المجتمع المدنى ومؤسسات التنمية الإجتماعية ،وأضاف طه أن المنطقة تفتقد تماما خدمات الصحة والطرق والمياه، وعن الكهرباء قال نجدها عندما نأتي المدينة! . إعتبر أهل المنطقة طلب الخدمات مكان إتفاق ضمن مطالب رئيسية لكل مواطنى الريف سيما مواطنى الهشيم ،الهادياب ،وادى الرواكيب ، أم القرى ، فتاشة ،مويلحة ،أم القرى ،الشيخ أحمد ،ودليج الفريواب والعديد القرى بالمنطقة ،وهى تعاني نقصا حادا فى كل الخدمات حيث تنعدم الطرق تماما ،وقد ظلت هذه المنطقة تحلم وتتعشم في زيارة مسؤول ليتفقد أحوالهم ويواسيهم فى ظروفهم القاسية، وتظل تلك الدعوة التى قدموها عبر مؤتمر منطقة الريف الجنوبى التنشيطى لوالى الولاية بزيارة المنطقة قائمة وإعتقد أنها ستكون مكان تلبية عاجلة من قبل الدكتور /ع?د الرحمن الخضر عاجلا تلبية لمطالب أهل الريف الجنوبى الغربى .