علمت الإنتباهة أن رئيس وفد حكومة الجنوب لمفاوضات أديس باقان أموم أبلغ جوبا بأن التفاوض لن يفضي لنتائج واقترح نقل الملف لمجلس الأمن، فيما يتوقع أن يصل نائب رئيس حكومة الجنوب للخرطوم خلال أيام حاملاً مقترحات لإطلاع النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه عليها لحسم ملف النفط. في وقت أكدت وزارة الخارجية السودانية أن المفاوضات بين السودان ودولة جنوب السودان حول القضايا الاقتصادية المتبقية في اتفاقية السلام بأديس أبابا، لم تبدأ بعد بصورة جدية بسبب تأخُّر وفد جوبا في تقديم رده حول مقترح وفد الخرطوم بشأن استخدام البنيات النفطية، مجدِّدة حرصها على تسريع حل القضايا المتبقية وتسوية ملف النفط، ودعت الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى ممارسة مزيد من الضغط على جوبا للانخراط بجدية في المفاوضات، في وقت أقرّت فيه بحسب المتحدِّث الرسمي السفير العبيد مروح بحجز الحكومة لباخرتين سودانيتين محمّلتين بنفط دولة الجنوب بسبب عدم دفع رسوم الخط، لم يُسمح لهما بالعبور حتى أمس. فيما قال وزير النفط د. عوض الجاز إن الحكومة ستحجز نصيب السودان من بترول الجنوب حال تم اتفاق في أديس أبابا أم لم يتم، وأكد أنه موقف ثابت من منطلق الحق القانوني للشمال وحسب الأعراف الدولية. وقال: «للصبر حدود ولن نخسر حقنا». ولفت إلى أن بعض الأصدقاء قالوا للجنوبيين: «إن راكب البص لا بد أن يدفع قيمة تذكرته». وقال الجاز خلال اجتماعه أمس مع وفد لجنة الطاقة والتعدين في البرلمان برئاسة د. عمر آدم رحمة، إن الجنوبيين يستمعون لآخرين ويعتقدون أن الشماليين مستعمِرون و«جلابة». وقال مروح في تنوير صحفي بالخارجية أمس إن الباخرتين راسيتان بالميناء ولم تتصرف الحكومة فيهما رغمًا عن حقها في إمكانية التصرف فيهما، ونوّه بأن عملية صيانة المحطات من الشوائب التي يُفرزها الخام ذات تكلفة عالية بجانب تكلفة إدارة المنطقة والرسوم السيادية.لافتًا إلى أن نصف المبلغ المطلوب من جوبا يذهب لتكاليف صيانة ومعالجة الخط والبنيات الأساسية بالمحطات. وكشف أن وفد الحكومة الفني لم يغادر للجولة، وقال: إذا شعرنا بجدية جوبا في التفاوض فإن الوفد سيغادر الخرطوم لأديس، مشيرًا إلى أن الوفد الموجود بأديس هو للتفاوض السياسي فقط، وقال مروح إن حديث باقان عن سرقة الخرطوم للنفط ليس «ذا قيمة» ودمغه ب «الاستهلاك الإعلامي» وبأنه يحمل كثيرًا من المغالطات، منوهًا بأن الجولة الماضية تم الاتفاق فيها على أن يكون التفاوض بين الطرفين تجارياً، وأوضح أن الحكومة أخطرت الشركات التي تصدِّر نفط الجنوب قبل شهرين بأنها ستشرع في أخذ حقها من رسوم عبور نفط الجنوب عيناً وتوجيه تلك الشركان بتحويل 23% من النفط المنتج من بترول الجنوب إلى مصفاة الأبيض أو الجيلي، وأنه لن يسمح للبواخر بمغادرة الميناء إلا بعد دفع الرسوم، وذكر مروح أن هناك بعض السفن فضّلت الدخول للميناء، وأشار إلى أن هناك معالجة تُجرى لتفريغ المستودعات كإجراء احترازي حتى لا يتوقف الخط بوقف الضخ، وقال: «ربما يتسبّب عدم تفريغ المستودعات في إحداث ضرر للماكينات»، وقال إن الرئيس أمبيكي لم يصل أديس أبابا حتى أمس منوهًا بوصول الرئيس بيويوا والرئيس عبد السلام أبوبكر لأديس أبابا، وحول ما إذا كانت تلك البداية المتعثرة للجولة تؤدي لفشل الجولة، قال: «الحديث فيها مبكر» منبهًا على أن كل الإشارات الإيجابية التي بثتها الخرطوملجوبا لم تُستقبل بصورة إيجابية، ولم تجد القبول، وتابع بالقول: لا نرغب أن يستمر هذا النزاع، وأقرّ العبيد بإنشاء خط أنابيب موازٍ للخط القديم، وقال إن الحكومة كانت تريد أن تصدِّر به النفط الخام الذي تشتريه من جوبا، وأضاف: «حينما نصل لاتفاق سيكون في خدمة نفط الجنوب» وشدَّد على أن الطرفين سيتوصلان لاتفاق حول ملف النفط، ونوّه مروح بأن وفودًا من شركات النفط وصلت أديس أبابا وأجرت سلسلة لقاءات مع سكرتارية التفاوض وعرضت المخاطر والعقبات التي تواجهها، وفي ذات السياق رحّبت الخارجية بأي لقاء يجمع بين البشير وسلفا كير في قمة الاتحاد الإفريقي المقبلة، وقال مروح إن تلك القضايا خاصة ملف النفط تتطلب دفعة من قبل قيادة البلدين