«السودان يسبق الدول العربية بسنوات ضوئية في حريات الإعلام المتطور» هكذا جاء رد الإعلامي ومقدِّم برنامج «الاتجاه المعاكس» بقناة الجزيرة فيصل القاسم في الحلقة التي تناولت مستقبل الثورة في السودان لضيفه علي محمود حسنين رئيس الجبهة المعارضة من الخارج، والذي ظل طوال الحلقة أمس الأول يتوعّد بإسقاط النظام وجعل من مقدم البرنامج يقول له وبلهجة حاسمة «أنت تسوق اتهامات باطلة للنظام السوداني وأهمها ما يتعلق بحرية الإعلام والتعبير، فالإعلام السوداني متطور عن بقية الدول العربية بسنوات ضوئية، أنا كنت في السودان وشاهدت ذلك»، وأضاف باللهجة العامية المحلية «ياخي إذا كنت في بلد عربي غير السودان وتحدثت بنسبة خمسة بالمليار من حديثك هذا «أتوك بستين ألف داهية»، وأضاف متسائلاً باستغراب: كيف تتحدث أنت؟!، فيصل القاسم في وقت سابق قال عن الحريات في الوطن العربي «إن سوريا تحتاج لخمسين سنة حتى تصل لمستوى الحريات في عهد مبارك وتحتاج لمائة عام حتى تصل لمستوى الحريات في السودان». فالحديث عن حرية التعبير في الإعلام في السودان تعتبر ذات أهمية كبرى وما يحدث من تغييرات في أنظمة الحكم في الدول العربية، فمستوى حريات التعبير في السودان في وسائل الإعلام يفوق ما يحدث في بقية الدول العربية وذلك ما أكده رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات البروفيسر علي شمو الذي قال ل «الإنتباهة»: «إن المتتبع لما ينشر في بقية الصحف العربية وما ينشر في الإعلام السوداني بحرية شهد بها معظم خبراء الإعلام في العالم العربي» ولذلك يجب أن نعترف أننا نتمتع بحريات أفضل دون غيرنا ومع ذلك لم ينسَ شمو أن يشدد على المطالبة بمزيد من الحريات. ودار جدل كثيف مؤخرًا حول مسألة الحريات عقب اعتقال الناشط بحزب البعث محمد عالم البوشي الذي اعتقل في ديسمبر الماضي على خلفية ما وجهه من انتقادات للحكومة ولمساعد الرئيس نافع علي نافع خلال الندوة التي نظمت بجامعة الخرطوم في وقت كانت قد نفت أجهزة الأمن أن سبب اعتقاله ليس له علاقة بحديثه في الندوة وذلك ما أكده البوشي عقب الإفراج عنه أمس الأول، نافياً عن حدوث تعذيب أثناء اعتقاله الذي توقعه كل من شاهد المقطع. حلقة برنامج «الاتجاه المعاكس» والتي كان الضيف الثاني فيها هو أمين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني الوزير السابق حاج ماجد سوار الذي اتسم بالهدوء النسبي وهو يرد على أسئلة مقدم البرنامج حين سأله: لماذا لم تقم ثورة في السودان كما تؤكدون؟ فقال إن الشعب السوداني هو أول من صنع ثورتين وأسقط نظماً ديكتاتورية أتت بانقلاب عسكري ولكن الآن الشعب السوداني هو من أتى بهذه الحكومة وهو من اختار رئيسها بنسبة أكثر60 % لذلك لا توجد مقارنة بين ما حدث في ليبيا التي كانت سيطرة الحكم فيه للقذافي وأبنائه، أما مصر فكان هناك عدم حرية لممارسة أحزاب المعارضة وخاصة «الإخوان المسلمون» الذين ظلوا في السجون لعشرات السنوات، بعكس ما يحدث في السودان، فكل قادة المعارضة يمارسون نشاطهم السياسي بحرية كبيرة لا توجد في أي مكان. وجاء تعليق محمود حسنين على حديث سوار بأن هذه الانتخابات مزورة وأنه لا توجد حرية تعبير في السودان. ولكن جاء الرد من مقدم البرنامج أن الانتخابات في السودان أجريت وسط مراقبة دولية أكدت نزاهتها بل إن أمريكا نفسها باركت هذه النتيجة. سوار وصف حديث حسنين بأنه مجرد أوهام وأمنيات ولم يستطع حسنين إنكار التهم التي وجهت إليه حول تواطئه مع أعداء السودان ولقائه بأعوان الرئيس المصري السابق مبارك وتحريضهم على أن النظام الحالي في السودان يهدد نظام مبارك.