«سنُسقِط النظام».. هذه الأسطوانة المشروخة التي ظل يردِّدُها ما يسمى بتحالف المعارضة أو قوى التحالف أصبحت ممجوجة ومستفزة؛ ذلك لأن الجميع حتى أصحابها يعرفون أنها مجرد بالون يحمله الهواء أو حتى النسيم، فهذا التهديد الخالي من الواقعية يذكِّرني بتمثيلية للممثل السوري «غوار الطوشة» فقد كان يقوم فيها بدور مسؤول عن كهرباء المدينة وكان يخدِّر سكانها في كل يوم سوف ندخل الكهرباء ويظل يردِّد سوف.. سوف.. سوف.. س س.. وهكذا حيث إن المدينة ظلت تعيش على التسويفات وهو حال قوى التحالف مع إسقاط النظام. فحينما أطل في عالمنا العربي «الربيع العربي» ظن هذا التحالف أن السودان سيصله هذا الربيع لا محالة؛ لأنهم لم يكونوا يعلمون «أنه» ربيع إسلامي.. في حقيقته، وهذا ما وضح جليّاً في تونس ومصر وليبيا والبقية تأتي وحتى في المغرب عن طريق صناديق الانتخابات وبلا ثورة إلا أن التجمع حتى هذه اللحظة لا يريد أن يفهم.. دعونا نشرِّح قوى التحالف لمعرفة مدى قوتها إن كانت ستستطيع إسقاط النظام أو ما هو معروف لدي أنها تتشكَّل من المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي.. ثانياً: فإن الاتحادي الديمقراطي أصبح شريكاً في السلطة.. ثالثاً: حزب الأمة كما يقول زعيمه أنه اتَّخذ مبدأ الجهاد المدني لإسقاط النظام. إذن ماذا بقي من التجمع فإن الحزب الشيوعي ليست له عضوية عددية غير الصراخ والتآمر وكذلك المؤتمر الشعبي هو ورفيقه تُحرِّكه الأحقاد والمؤامرات، وإني لأعجب من انسياق أتباع هذين الحزبين لهما وكأنهم في حالة غيبوبة، أما حزب البعث فحدِّث عنه ولا حرج، ألا يرى ما يحدث في سوريا طيلة أشهر عديدة وهذا يذكرني بمطالبة أحد قيادات هذا الحزب بالتحوُّل الديمقراطي فردّ عليه الأستاذ الطيب مصطفى قائلاً: اذهب إلى سوريا وقدِّم مطالبتك هذه هناك وأنا سأتكفّل بنفقات سفرك. ونأتي إلى ما يُشين سمعة هذه الأحزاب بل يشين سمعتنا جميعاً حيث ظلت تقف أمام أبواب السفارات الغربية متسولة الدعم لإسقاط النظام. وإن قيادات هذه الأحزاب الذين يقومون بهذه المهمة يعلنونها دون مواراة أو خجل، كما فعل أبو عيسى، وهالة التي استضافت كما قالت القائم بالأعمال الأمريكي في منزلها لمدة نصف ساعة وطلبت منه أي من أمريكا دعماً لإسقاط النظام. وإن هذا الذي يحدث في بلادنا لا أظنه مباحاً في أية دولة في العالم ديمقراطييها وشمولييها إلا هنا في بلد الإباحية السياسية كما يقول الأستاذ الطيب مصطفى، في الختام أودّ أن أتوجّه بهذا السؤال: هل أحزابنا التي تتزيا بالديمقراطية هل هي ديمقراطية بدءاً من الحزبين الكبيرين وانتهاءً بالصير. هامش: قال الشاعر: في كل يوم يُظهر الدهر العجب لا في جمادي وحدها ولا رجب