لم يكن وجودهم في قاعة الإمام مالك بالعرضة يوم الأربعاء المنصرم كمجرد إعلاميين حشدتهم إدارة الإعلام بجامعة أمدرمان الإسلامية لتغطية نشاط لها، ولكن مدير الهيئة القومية للتلفزيون محمد حاتم سليمان ومدير الهيئة القومية للإذاعة معتصم فضل والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة والمشرف على قناة الخرطوم هاشم الجاز ومدير الإدارة العامة للأخبار والشؤون السياسية بالإذاعة الزبير أحمد والأمين العام لاتحاد الصحفيين الفاتح السيد والكاتب الصحفي عبد السلام محمد خير كلهم من خريجي الجامعة التي تتهيأ للاحتفال بعيدها المئوي رغم أن التاريخ على بوابتها يقول إنها أسست عام 1900 مما يعني أن عمرها 112 سنة إضافة لبعض الإعلاميين من الجيل الحالي وهم أيضاً من خريجيها، وهذا الاختيار يعني أن مدير الإعلام بالجامعة محجوب بخيت حسبها صاح فالانتماء للجامعة الذي يحمله أولئك النفر ضمن تغطية ب «إخلاص» و«مجاناً» بما في ذلك الإعلانات طوال فترة الاحتفال التي قررت لها إدارة الجامعة أن تكون عاماً كاملاً، فمحجوب مذيع بالتلفزيون ويعرف من أين تؤكل الكتف. اللقاء التفاكري بدأ على طريقة الهرم المقلوب! ابتدر بكلمة رئيس الجامعة البروفيسير حسن عباس الذي ربما قرأ السؤال الذي يدور في الأذهان عن «عمر الجامعة الحقيقي» هل هو الذي ينوون الاحتفاء به أم الموثق على بوابتها فأوضح أن نواتها الفعلية وضعت عام1900 وكانت تسير تحت مسمى المعهد العلمي إلى أن تطورت كجامعة عام 1912 تحت اسمها الحالي وكانت مختصرة على الدراسات الإسلامية ثم توسعت لتشمل تسع عشرة كلية وثلاثة معاهد ومراكز وفروع داخل السودان وخارجه بسوريا وقطر وكينيا، وناشد عباس خريجي الجامعة من الإعلاميين الوقوف معها. من ناحيته تحدث رئيس لجنة الاحتفال المناوب البروفيسير عمر حاج الزاكي عن فترات «النضال» التي عاشتها الجامعة، موضحاً أسباب الاحتفال الذي سينطلق يوم 29 من هذا الشهر، فبالإضافة لذكرى التأسيس يعتبر وقفة مع الذات لتقييم الأداء والتخطيط لما يمكن تحقيقه في المائة الثانية. عندما سنحت الفرصة لمدير إدارة التخطيط والاستثمار بالجامعة د . عبد الرؤوف أحمد تحدث عن الخطة القرنية الإستراتيجية التي استلهمت من الخطة ربع القرنية للدولة لتحقيق شعار الجامعة «التميُّز في الإنتاج المعرفي والخريج الرسالي المعاصر لتحقيق الريادة للعالم الإسلامي» مستعرضاً لعضوية الجامعة بالجامعات والاتحادات العالمية مثل اتحادات الجامعات العالمية والجامعات الإفريقية والعربية واتحاد جامعات جنوب شرق إفريقية واتحاد الجامعات الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي. الاحتفال كما تفضّل بروف حاج الزاكي ليس مجرد إيقاد للشموع وإطفائها و«هابي بيرث دي» ولكن سيضمّن تكليفاً لكل كلية بمعالجة قضية قومية بجانب أنشطتها الأخرى. كما يقع على إدارة إعلام الجامعة تصحيح الفهم الذي ترسخ لدى البعض ومن بينهم مستنيرون أن الجامعة الإسلامية وبنت عمها جامعة القرآن الكريم تخرجان «الشيوخ فقط».