اليوم الأربعاء في تمام الساعة الواحدة والنصف «بعد صلاة الظهر، إن شاء الله» سيقدم البروفيسور عبدالوهاب أحمد عبد الرحمن مساعد رئيس الجامعة للبحث العلمي والدراسات العليا وأستاذ الدراسات السودانية بجامعة المغتربين ورقة علمية بعنوان «نحو إعادة بناء الشخصية السودانية» برعاية مقدرة من وزارة الثقافة ممثلة في وزيرها الهمام الأستاذ السموأل خلف الله.. وسيقدم المنتدى البروفيسور حسن أبوعائشة حامد رئيس الجامعة وسيعلق على الورقة البروفيسور عمر حاج الزاكي الأستاذ بجامعة أم درمان الإسلامية، وقد كان من المؤمل أن يبتدر النقاش الأستاذ محمد الشيخ مدني رئيس تشريعي مجلس ولاية الخرطوم ولكن لظروف ارتباطاته الوظيفية لن يتمكن من الحضور. يقول البروفيسور عبدالوهاب: «الورقة جزء من كتاب قام بتأليفه بعنوان «الشخصية السودانية المكونات المؤثرات السمات محاولة في النقد الذاتي» ويقول البروفيسور عبد الوهاب إنه يرمي لبلورة مبادرة تقودها جامعة المغتربين لإعادة بناء الشخصية السودانية وهذا لا يعني رفض القديم وإلقائه وإنما يعني استنهاض السمات الإيجابية للشخصية السودانية والتخلص من السمات السلبية التي تقعد بالأمة وتمنعها من الانطلاق نحو تحقيق غاياتها العليا. ونحن بالفعل في حاجة لتفكير بنّاء يخرج بنا من وهدة الإحباط والقنوط في عالم متغير يحتاج للعمل بإيجابية وعدم الانغلاق على إخفاقات الماضي. وقبل أيام في هذا الباب كنت قد أوردت مقولة للشيخ محمد الغزالي يقول فيها في كتابه الرصين «جدد حياتك»: «لَوْ أَنَّ أيْدِيِنَا يُمْكِنُهَا أَنْ تَمْتَدَّ إِلَيَ الْمَاضِيِ لِتُمْسِكَ حَوَادِثَهُ الْمُدْبِرَة،فَتُغَيَّرَ مِنْهَا مَا تَكْرَه، وَتُحَوِّرَهَا عَلَيَ مَا تُحِبُّ، لَكَانَتْ الْعَوْدَةُ ِإلَيَ الْمَاضِيِ وَاجِبَةٌ، وَلَهَرَعْنَا جَمِيِعَاً إِلَيْهِ، نَمْحُوَ مَا نَدِمْنَا عَلَيَ فِعْلِهِ، ونضاعف مَا قَلَّتْ اَنْصِبَتُنَا مِنْهُ. أَمَا وَذَلِكَ مُسْتَحِيِلٌ،فَخَيْرٌ لَنا أَنْ نُكَرِّسَ الْجُهُودَ لِمَا نَسْتَأنِفَ مِنْ أَيَّامٍ وَلَيَالٍ، فَفِيِهَا وَحْدَهَا الْعِوَضُ». وعليه فيجب أن نخرج من «محفظة» الإحباط والإنكسار «طبعاً كل شيء جعلنا له محفظة». أن نخرج إلى حال نتعامل معها بكل واقعية. وأن نجذب نحونا الأفكار البنّاءة المتفائلة وإنه بالإمكان أحسن مما كان. إن قوة الجذب Power of Attraction تقول إنك إذا فكرت في كل المسائل السالبة فإنك ستجذبها إليك وكذلك إذا فكرت في كل المسائل الإيجابية فإنك أيضاً ستجذبها إليك وهذا هو الفرق الذي يجعل بعض الناس ينجحون فيحققون تطلعاتهم وبين الذين يركنون إلى الاكتئاب والإحباط والأفكار السوداء التي تجذبهم إلى قاعها. فالمتفائل هو الذي يعتقد أن الغد سيكون أحسن من اليوم، والمتشائم يخشى أن يكون ذلك صحيحاً. صحيح أن المنغصات كثيرة ومتعددة ولكن يجب أن تكون لنا رؤية واضحة فيما يجب علينا أن نفعله ولا يجوز أن نستسلم كالرمل للريح تحركنا أنّى شاءت.. نحن أكثر الناس ضيقاً وتبرماً بالواقع وتشريحاً له ولكننا أقل الناس أفعالاً لتغييره عملاً بحكمة أكرهها على كافة أشكالها تقول «إن العين بصيرة واليد قصيرة» ولم نقف يوماً لنفكر كيف نجعل تلك اليد طويلة. وكأننا نتوقع أن يتغير الواقع من تلقاء نفسه. وإذا كان السودان الآن تمر به كارثة فمن رحمة الله وتدبيره أن الكوارث مهما كانت فداحتها لا تدوم. ولذلك دعونا نترك البكاء على ماضٍ أخطأنا فيه أو لم نخطئ لن نستطيع تغييره، ونفكر في مستقبل مشرق يليق بنا يمكن أن نحققه بعمل دؤوب إستراتيجياتنا فيه واضحة. وهذا لا يتم إلا بإعادة النمط السلوكي للشخصية السودانية وبنائها لتكون قادرة على مواجهة التحديات الهائلة التي تواجهها الآن وامتصاص احتمالات المستقبل. البروفيسور عبدالوهاب هو بطبيعة تخصصه في علم التاريخ من أكثر العلماء اهتماماً بموضوع الهوية السودانية وجهوده مقدرة في هذا المجال وبالتالي هو من أجدر الذين يقدمون آراء في هذا المجال ونأمل مشاركة فاعلة من جميع المهتمين بهذا الأمر. جامعة المغتربين في الصحافة غرب مبنى شركة كنار على الطريق العام. آخر الكلام: دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشتر ولا تهد هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سن الفيل وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيارة أوتعبر الشارع.