للأدباء الساخرين «تقاليع» ظريفة يطالعون بها قراءهم، فقد يجعل أحدهم في مقدمة كتابه فكاهة يسلي بها القارئ، نتناول بعضاً منها فيما يلي: { أهدى «جيروم» الكاتب الإنجليزي الفَكِه كتابه: «أفكار فارغة في ساعات فراغ للناس الفارغين»، يقول فيه: «إلى التي أهملها فلا تهملني، وأسيء إليها فلا تنتقم مني إلى من لا تبحث في أخطائي ولا تبذر نقودي، ولا تصدعني بالحديث عن نفسها، إلى زميلة الأحزان والأفراح، كاتمة الأسرار والأتراح، من لم تغير منها الشدة أو الرخاء، إلى من نسيت خلافي معها وبرود أهلي وعداوتهم لها، وفعلت كل شيء حتى صارت أحب الناس إليّ وأحناهم عليّ إلى «بيبتي» العزيزة، أقدم هذا الكتاب بكل احترام واعتراف بالجميل». أه لكن الكاتب «ودهوس» اختلف في أسلوب إهدائه كتابه قليلاً وإن احتفظ بالود بأسلوب لبق حيث أهدى في مقدمة إحدى رواياته قائلاً: «إلى زوجتي العزيزة التي لولاها لتم الكتاب في ربع المدة التي قضيتها في إتمامه». { للمازني إهداء طريف لكتابه «حصاد الهشيم».. المازني أهدى كتابه «حصاد الهشيم» إهداءً طريفاً جداً حيث قال: «إلى القارئ.. تجد في هذا الكتاب أكثر من أربعين مقالاً، وأنت تشتريه بعشرة قروش، أي كل أربعة منها بقرش، وما أحسبك تزعم أنك تبذل في تحصيل القروش ما أبذل في كتابة المقالات الأربع من جسمي ونفسي وعقلي وحسي.. إنك تشتري بهذه القروش العشرة كتاباً.. هبه لا يعمر من رأسك خراباً، ولا يصقل لك نفساً، أو يفتح عيناً، فهو على الأقل يصلح أن تقطع به أوقات الفراغ، أو هو على الأقل زينة في مكتبتك.. ثم إنك قد لا تهضم أكله مثلاً فيضيق صدرك ويسوء خلقك، وتشعر بالحاجة إلى الراحة فستلقى أمامك هذا الكتاب، فالعن صاحبه وناشره ما شئت، فإني أعرف كيف أحول لعناتك إلى من هو أحق بها، ثم أنت بعد ذلك تستطيع أن تبيعه وتُنكِب به غيرك أفقليل كل هذا بعشرة قروش؟!. { يهدئ إصدارته لنفسه ولعل «تقليعة» أخرى جاذبة في ذلك العصر الذي كان يتنافس فيه الأدباء والكتاب والشعراء تلك التي زيّن بها الأستاذ «المازني» قصة «إبراهيم الكاتب» ويقول فيها بعبارة صريحة: «إلى التي لها أحيا.. وفي سبيلها أسعى، وبها وحدها أُعنى طائعاً أو كارهاً.. إلى نفسي»!!.
أمراض للبيع: علينا جاي.. سرطانات.. وبائيات.. تايفودات.. حاول أن تسمع ما يُعرَض في الأسواق عزيزي المستهلك بوصفه الصحيح.. يمكنك إذن أن تسمع الأصوات تنادي: علينا جاي.. نبيع سرطانات.. كبد وبائي.. تايفويد.. كل أمراض الباطن والجهاز التنفسي والعصبي والعظمي والدماغي والربو.. علينا جاي.. أسعارنا لا تنافس.. راح نبيع.. راح نكتل.. راح نكسح.. راح نبشتن.. لا تدع «المرضة» تفوتك!!. ذلك يحدث؛ لأنك تشاهد الأطعمة على الأرض أو كاشفة وهي تمتص الغبار ودخان وغازات العوادم من الركشات والمركبات.. وأخرى مدتها منتهية تُعرَض «بي رماد وشها» وأخرى تتعرّض لأشعة الشمس الحارقة وحولها الذباب وأخرى تدخل في تعبئتها العشوائية أكياس بلاستيك تساهم في السرطنة كالدكوة والفول الساخن واللبن الساخن و.. و.. إلخ.. إن أسواقنا بصراحة تبيع الأمراض خصوصاً الطرفية منها وذلك جهاراً نهاراً وعلى عينك يا تاجر. عزيزي المستهلك.. احذر، انتبه.. اعمل حسابك.. واعلم أنه ليس هناك من يحميك إلا وعيك وإرادتك. الكل يقول: «وأنا مالي» لا تشتري حتفك بيدك.. جنب أطفالك مزالق أمراض ووبائيات فتاكة. إنت العليك شوية؟ خليك مفتِّح.. ما تقول «أنا مالي». أدونا رايكم.