وأخرى طازجة حياتنا قصاصات متفرقة تجتمع كل مجموعة لتشكل حكاية تؤرخ عمرًا من حياتنا قوامه دقائق وثوانٍ وأيام وليالٍ.. قد تكون رمادية تحوي حزناً يشوبه حنين إليها ووخزة ألم خفيفة كطعم الفلفل الساخن في الطعام قد نرغب في تذوقها من جديد.. تأتي مغطاة بطبقة غبار بنيّة نرغب في نفخه منها ومسحه بعناية قبل أن نتأملها ونحن نحسب الأعوام خمسة.. عشرة.. ثلاثين عاماً للوراء.. ونطلق تنهيدة طويلة تحوي ما حملته القصاصات التي أصابها الصدأ والشيخوخة.. ونتذكر قتامتها الممهورة باللون الأسود القاتم يجعلنا نرغب في وضعها بخانة اللاشعور إلى آخر لحظة في حياتنا.. قصاصات نامت بجانب بعضها في تحدٍ للسعادة أن تعبر بجوارها دون أن تذوب في نيران حرارتها المهلكة.. تأتي برائحة الياسمين ولون البنفسج ونقاء الفلِّ وصباح الخريف الغائم واسترخاء العطل لتجعل الوقوف في محطتها بلذة الصلاة الخاشعة التي تتمنى أن لا تنتهي لتعود من جديد لحياة مليئة بقصاصات قد تجتمع مع بعضها لتصبح جزءاً من ماضيك وربما ترسم خطوات المستقبل أمامك!