أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع وصول المنتخب الوطني لكرة القدم إلى دور الثمانية في النهائيات الإفريقية للأمم المقامة بغينيا والجابون، وساور الناس حلم كبير في بلوغ المنتخب الى دور الأربعة نسبة للنتائج الجيدة، إلا أن طموحه توقف على يد الرصاصات النحاسية وغادر المنافسة في مباراة افتتاح ربع النهائي. لمعرفة السيناريوهات التي حدثت في النهائيات وخروج صقور الجديان، أجرينا حواراً مع المدرب العام للمنتخب الكابتن مبارك سليمان، كشف فيه الكثير عقب العودة من مالابو.. فإلى مضابط الحوار. ٭ بوصفك المدرب العام للمنتخب الوطني هل أنت راضٍ عما تحقق من نتائج للمنتخب في النهائيات الإفريقية للأمم بغينيا والجابون؟ بكل تأكيد أنا راضٍ وسعيد جداً بنتائج المنتخب على الرغم من خروجه على يد المنتخب الزامبي، لكن ما تحقق عجزت عنه منتخبات صاحبة أسماء كبيرة، وبطبيعة الحال حصولنا على بطاقة دوري الثمانية كان مفاجأة طبيعية للجهاز الفني، لأنه وعد بذلك قبل الدخول في المغامرة، وكسبنا احترام الجميع في الداخل والخارج. ٭ تقصد أن الجهاز الفني كان طموحه الوصول الى دور الثمانية فقط؟ - أبداً، ولكن إذا نظرنا بعين الاعتبار لوجهة نظر الجهاز الفني نجدها تتم عبر حسابات دقيقة ولا تخضع للعواطف.. صحيح الاعداد بدأ مبكراً لكن نحن نعمل بفقه الاستطاعة، والاتحاد العام لم يقصر في اعداد المنتخب وعمل باحترافية، ولكن مثل هذه المنافسات تحتاج الى مشاركات متواصلة. والمنتخب غاب عن هذه المناسبات أكثر من »40« عاماً، وعلى هذا الأساس وصولنا الى دوري المثانية إنجاز جيد. ٭ على الرغم من تحسن مظهر المنتخب مقارنة مع المشاركة السابقة في غانا، لكن هناك تباين في المستوى وضح من خلال بعض المباريات بمعنى أن »الرتم« لم يكن مستقراً؟ - هذا الحديث غير صحيح.. ونحن لعبنا المباراة الأولى أمام ساحل العاج وخسرنا بهدف، وحتى مدرب الأفيال تفاجأ بقوة منتخبنا، وكنا الأقرب الى التعادل. والمباراة الثانية تقاسمنا فيها النقاط مع أنغولا، والثالثة حققنا فيها أول فوز للمنتخب وصعدنا الى دوري الثمانية.. فأين التباين في مستوى المنتخب؟ بالعكس كان المستوى متصاعداً. ٭ لكن في المباراة الأخيرة أمام زامبيا أظهر المنتخب مستوى سيئاً؟ هذا صحيح، ولكن هناك أسباب كثيرة أدت إلى ذلك، منها فقدان التركيز وتفشي الاصابات وسط اللاعبين جراء الارهاق الشديد، ولأول مرة في البطولة نلجأ الى إجراء تبديلين اضطراريين في ربع الساعة الأولى من المواجهة. وكل هذا أراح المنافس كثيراً وعمل على الاستفادة من النقص العددي، ومنتخبنا لم يكن في يومه في مباراة زامبيا، لكن بكل أمانة اللاعبون لم يقصروا رغم الارهاق والمرض. ٭ لكن اللافت أن بدائل المنتخب لم تكن بمستوى المرشح مما أدى الى الخسارة أمام زامبيا؟ نحن اعتمدنا على ذخيرة جيدة من اللاعبين، ولكن الاصابات تفشت في المنتخب من قبل الدخول في النهائيات، وأصبح الجهاز الفني أمام خيار واحد هو العمل على الجانب النفسي في تهيئة اللاعبين، خاصة أن منتخبنا يتميز على باقي المنتخبات بأن أعمار لاعبيه صغيرة. ٭ هناك من يقول إن النتائج التي حصل عليها المنتخب جاءت نسبة لضعف المنتخبات المشاركة في النهائيات؟ تكفينا الإشادة التي وجدناها من خبراء كرة القدم العالميين الذين حضروا النهائيات، ويكفينا فخراً كيف تغزلت الصحافة العالمية في الامكانات الفنية للاعبين، وحتى الإخوة الافارقة قالوا هل هؤلاء اللاعبون المميزون ينشطون في الدوري المحلي، المهم نحن شاركنا في النهائيات بجدارة وكسبنا احترام الجميع، وصنفنا من أفضل ثمانية منتخبات إفريقية. ٭ لديكم مناعة جيدة تجاه النقد، والدليل على ذلك تحملكم الهجوم الشرس من قبل الجالية في الإمارات عقب الخسارة من تونس في الإعداد؟ نحن لا نتعامل بالعواطف، ونعرف أن العمل في هذه المهنة يتطلب صبراً شديداً، وإذا لم يكن صدرك واسعاً فعليك ترك مهنة التدريب، ونحن نفهم أن الجماهير تريد النتائج الجيدة، ولكن هذا لا يتأتى إلا مع الأيام، ومعظم الذين سخروا من أداء المنتخب أشادوا به بعد النتائج الجيدة في النهائيات. ٭ لماذا تجاهل الجهاز الفني لاعباً بإمكانات فيصل موسى ولم يجد حظه من المشاركة في المباريات؟ اختيار فيصل موسى ضمن القائمة النهائية من قبل الجهاز الفني لم يكن اعتباطاً، وإنما وفق إمكانات وقدرة اللاعب على تقديم مردود جيد مع زملائه، لكن حدثت إصابة طفيفة لهذا اللاعب في قطر، والجهاز الطبي كثف علاجه وغادر معنا إلى مالابو، لكن خلال التمارين تجددت الإصابة، وفيصل لاعب خلوق وممتاز ونعوِّل عليه مستقبلاً. ٭ كن صريحاً معي هل الشجار الذي حدث بين القائد وأحد اللاعبين كان سبباً مباشراً في تدني معنويات المنتخب في المباراة الرابعة أمام زامبيا؟ سأكون صريحاً معك.. وأقول كل ما في الموضوع مشكلة بسيطة حدثت في غرفة الطعام، وبعد ساعتين تصافى اللاعبان فيما بينهما وكأنه لم يحدث شيء. ومثل هذه الأشياء تحدث في المعسكرات نتيجة الملل، لكن نحن في السودان نحب أن نُضخِّم المشكلات وحصرها في هلال مريخ، وهذا مما يؤخر الكرة السودانية، وعلى الجميع نبذ الجهويات والألوان. ٭ هل تتفق معي على أن تخلف اللاعب أحمد الباشا خسارة للمنتخب باعتباره لاعباً مؤثراً؟ ما عارف أقول ليك شنو، لكن كل ما في الموضوع أحمد الباشا ظلم نفسه كثيراً.. صحيح الباشا لاعب مؤثر وجيد، وكنا نتمنى أن يكون حاضراً مع إخوانه ولكن قدر الله وما شاء فعل.