قال موقع صحيفة أوريان 21 الفرنسي إن علاقات مصر المتوترة مع جارتها الجنوبية لم تمنعها من دعم الوضع الراهن بالسودان، معتبرة أن الاستقرار مقدم على كل شيء آخر، ومتوجسة من انتقال "الأفكار السيئة" للمصريين الغاضبين من دكتاتورهم. ولفت الموقع إلى أن السودانيين مستمرون منذ أكثر من شهرين في التظاهر ضد رئيسهم عمر حسن البشير، وأورد في هذا الصدد تقريرا للكاتبة أسمهان سليمان بموقع "مدى مصر". ونقلت الكاتبة في هذا التقرير عن مسؤول مصري متابع للسياسة الإقليمية لبلاده قوله إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخبر نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة هذا الأخير للقاهرة أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي أن مصر تدعم البشير لخشيتها من أن اختفاءه من دون أي ترتيبات تحضيرية سليمة، قد يجعل من السودان دولة أخرى تعمها الفوضى، وأضاف المصدر أن تركيبة السودان العرقية المعقدة والانقسامات القبلية والأعمال العدائية مع جنوب السودان هي أسباب تثير مزيدا من القلق حال اختفاء البشير فجأة. وذكرت أسمهان أن المسؤول المصري رفض الخوض فيما نقل عن دبلوماسيين مقيمين في القاهرة بشأن تزويد مصر للبشير بمعلومات استخباراتية والضغط على زعيم غربي وآخر عربي لإبقائه في السلطة، مكتفيا بالقول "إننا نتحدث مع شركائنا حول الحاجة إلى تجنب الفراغ المفاجئ للسلطة في السودان لأن ذلك سيعني سيناريوهات محتملة من الفوضى في بلد يقع على نهر النيل ولديه موقع إستراتيجي على البحر الأحمر". وأوردت الكاتبة في هذا الصدد تصريح البشير الذي أدلى به خلال زيارة قام بها لمصر في 27 يناير/كانون الثاني الماضي حين قال إن ثمة "محاولة لاستنساخ الربيع العربي في السودان.. لكن الشعب السوداني واع (...) ولن يسمح للفوضى التي عانت منها دول أخرى أثناء موجة الربيع العربي" على حد تعبير البشير. وعلقت أسمهان على ذلك بالقول إن "انتقادات البشير اللاذعة للربيع العربي لم تلق اعتراضا من السيسي" بل إن هذا الأخير وصف الربيع العربي في المؤتمر الصحفي نفسه، بأنه "صُمم للوصول بالإسلاميين إلى سُدة الحكم في جميع أنحاء العالم العربي". ونقلت الكاتبة في ختام تقريرها عن مصدر مصري آخر قوله إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تدرسان بالفعل المقترحات الخاصة بالخروج الآمن للبشير والبحث عن بديل يخلفه، لكن مصر لا تدعم هذه المقترحات خاصة أنها لا ترى بديلا جديرا بالثقة، بحسب المصدر المذكور.