{ وما أجمل الرضا بالمكتوب، وما أعظم المعاني، والأمنيات تتسابق من أجل تسطير العبارات وتجميل المفردات رداً للجميل والعرفان لسيدة الكون وحبيبة الملايين ست الكل (الأم) وما أعظم التلاقي حينما يتشكل بيننا في إطار البحث عن مساحات للتفكير والتدبير في تقديم العطاء وتسديد الدين المثقل بالحنان والرحمة والعطف وغيرها من مكنونات الإبداع الفطري المتجسدة في هذا الحضن الدافئ. { وكثيرات من أمهات بلادي يحتجن للتكريم والتبجيل ورد الجميل في هذا اليوم حتى نعطي هذا المكنون حقه ونمحنهن جزءاً يسيراً من مسيرة العذاب الطويل التي امتدت لسنوات جسدن فيها معاني الصبر والاحتمال، واكتوين بعذابات المرض وقوة الإرادة من أجل تربية الصغار وتوفير متطلبات البيت بعد أن فر الرجال لأسباب متفاوتة، وكم من أم صبرت وكافحت حتى جنت ثمارها واستراحت بعد عذاب لذيذ وسهر طويل. { ومهيرات السودان لابد أن يتم تكريمهن جميعاً من قبل الدولة في مبادرة اجتماعية يتدافع من خلالها الكبار والصغار وتتبارى فيها الشركات الخاصة في لوحة جمالية تشكل معاني قيمة للسودان وأهله ونرسل من خلالها رسالة مختلفة تبين أن السودان ما زال بخير وحريص على التماسك الأسري والتمازج والوفاء. { ولأمي الغالية متعها الله بالصحة والعافية مساحات تتمدد بدواخلنا صباح كل يوم وتزداد كلما حار دليلي وزاد يقيني، وتقدمتُ خطوات للأمام في مجال الإعلام بفضل دعواتها وعفوها وصفاء سريرتها تجاهنا، لتساهم بقدر كبير في هذا المكون الذي بات يتحرك في مساحات الإعلام المختلفة. { وعيوني تفتحت على معلمة ناضجة تختزن عباراتها وتحترم مواعيدها وتلتزم بعاداتها وتقاليدها المصقولة بالعلم والمتشربة بالتجربة لتنزل برداً وسلاماً على تكوين شخصيتي وتمنحني القوة والثبات وتعلمني معنى أن أكون شامخة شموخ توتيل وقابضة على جمر الحق والعدالة ورافضة للانكسار والذل، ومتشبعة بالمبادئ والقيم والأخلاق الفاضلة. { وأمي الغالية منحتني إحساساً يفوق باحات الوجود، وزرعت بداخلي حناناً يتملكني بعنف ويفيض زاداً يعيش بداخلي لآخر يوم في حياتي لأتفهم أن الحياه حنان رباني يعلمني التماسك، ويضعني في حسابات الإنسانية لأتصدر قوائمها بالعطف والرحمة على الصغار وتوقير الكبار والإحساس بحب الحياة ومن فيها بحذر لا يتجاوز المحدود، وبانفتاح لا يتخطى الأسوار. { وغاليتي الحبيبة ما فتئت تجرعنا المعاني السامية وتدفعنا لتقدم الصفوف وتساهر الليالي من أجل أن نتحصل على أعلى الدرجات وترد علينا بذات الابتسامة الصافية في ساعة الحصاد؛ لأن ما يدور في خلدها في تلك اللحظات يبين أن ثمارها قد دنت وأن صبرها قد أتى أكله وقد كان. { وما بين المدارس التي تتجول من خلالها من أجل تعليم شباب المستقبل مكنونات اللغة العربية وحسابات الرياضيات، لم تغفل عن واجبات أخرى منتظرة في منزلها وجنتها التي اختارتها بمحض إرادتها وزرعتها بالحب والحنان وروتها بأحاسيسها الفياضة ودبلوماسيتها المختلفة لتصنع أسرة مترابطة جاهزة لمواجهة الصعاب وتحمل القواسي. { وأمي العزيزة تواصل مشوار العطاء بصبر وجلد، وتقرر أن تستريح في منزلها وتتمتع بثمارها التي ملأت المكان وعمت الزمان، لتسعد بأحفادها وتتفرغ لوالدي أطال الله في عمره، وتزداد تقرباً للخالق وتواصل في دعواتها التي لا تنقطع لمزيد من الثبات والتوفيق. { لا تكفي المساحات لمواصلة السرد ولا تدبيج العبارات ووضع المفردات من أجل الاحتفاء معها بالكلمة في هذا اليوم، ومن ثم تتواصل أفراحنا بها من خلال احتفالات أخرى لنسعد معاً بهذه الأم المثالية في هذا اليوم التاريخي. { كل عام وأنتي حبيبتي يا قرة عيني، وغفر الله لأمهاتي تحت التراب الغالية (ليلي) والعزيزة (نفيسه) والحبيبة (عزيزة) فالدعوات لن تنقطع عنكن ما زلت حية، وعام سعيد على كل أمهات السودان دون فرز وباقات من الحب للكادحات والصابرات.