منح المشير "عمر حسن أحمد البشير" رئيس الجمهورية وسام الجمهورية من الدرجة الأولى لكل من السيد "محمد عثمان علي الميرغنى" والسيد" الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي" ضمن ثلة من المكرمين خلال احتفالات البلاد بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال، وقد سعدت وأكبرت في رئاسة الجمهورية هذه المبادرة الحضارية والتي تحمل رسائل ودلالات متعددة، وأعتقد وتحديداً في أمر الصادق المهدي أنها أنصفت رجلا وطنياً عظيماً بأعماله ومواقفه وحضوره وقدرته الفائقة على الفعل الإيجابي مترفعا على مراراته، وقطعاً فإن هذه ميزة الزعيم وكبير القوم. إمام الأنصار كان أول التاركين للعمل المسلح، فمن عهد أيام تجمع أسمرا لم يتورط في شبهة أعمال عسكرية أو أية مسميات مما تكتظ بها الساحة الداخلية، وكان على الدوام منحازاً لموقفه – أي المهدي – الوطني المتجاوز به في بعض الأحيان المواقف الحزبية بما فيها حزب الأمة نفسه، وكانت المواقف المعروفة للإمام وحزبه في أكثر من حدث وبيان في قضايا وأحداث وطنية تم فيها الفصل تماما بين الموقف من المؤتمر الوطني كخصم والموقف من السودان الوطن الكيان. حزب الأمة حزب كبير وحقيقي لا تزال جذوره ضاربة في التربة السودانية راسخة قوية، ولا يزال الأنصار هم القوة الأكثر تاثيراً وحضوراً ضمن مجموعات أخرى بالطبع، ورغم هذا فقد ظل (سيد صادق) يدير أمره بتواضع كبير خاصة في تحالف المعارضة الذي من المضحك أن يطالب البعض فيه بكل (الحصة) وبعضهم لا يملك أحزاباً أو جماهير بل إن بعضهم لا يملك حتى التاريخ المناسب للحديث عن ديكتاتورية الخرطوم لأنه حينما دشنت الديكتاتوريات في هذا البلد كان هو وزيرها وسفيرها، بينما كان رئيس حزب الأمة يومها مطارداً ومطلوباً. المواقف الوطنية الظاهرة والصريحة لأبو رباح في كل ما وقع بالسودان تثبت أنه رجل شجاع ومنصف، وقد احتمل في سبيل مواقفه تلك سيلا من شتائم مناضلي الغفلة وبائعي صكوك الوطنية وحاملي أختام البراءة السياسية وتعرض له سفهاء القوم وجهلتهم، لكنه ظل كما هو يقول الحق ويصدح به حتى وإن وظف هذا القول لصالح خصومه في المؤتمر الوطني وقطعاً فإنه سمو ونبل وحضور للوطن تجاوز به كل أقرانه في الساحة السياسية والذين لبعضهم مواجد وغبائن تردهم عن قول الحق ولو علموه. الحقيقة أنني أود القول بأن إمام الأنصار استحق وسام الجمهورية، بل ويستحق كل الأنواط الوطنية بلا شك، فيما أعتقد أن مولانا "محمد عثمان الميرغني "وقد منح وساماً كذلك بحاجة لمزيد من الجهد والعمل، فما كل النقاط تحصل في العمل العام والسياسي بالتاريخ، ثمة ضرورة لتحديث ملفات السير والمواقف، ومحرج والله أن يكون ممثل مولانا والحزب الاتحادي في رئاسة الجمهورية دائم الغياب، ولا يظهر إلا في المناسبات الكبرى فيما يختفي في مواقيت الضيق ! فرق يا جماعة ...فرق