اشتراطات الكاف تجبر المريخ على إزالات حول "القلعة الحمراء"    وزارة الصحة تناقش خطة العام 2026    العلم يكسب الشباب في دورة شهداء الكرامة برفاعة    إكتمال الترتيبات اللوجستية لتأهيل استاد حلفا الجديدة وسط ترقب كبير من الوسط الرياضي    كساب والنيل حبايب في التأهيلي    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    كأس العالم.. أسعار "ركن السيارات" تصدم عشاق الكرة    تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(المجهر) في حوار استثنائي مع الإمام "الصادق المهدي" حول الراهن السياسي (2)
نشر في المجهر السياسي يوم 20 - 03 - 2014


حوار- صلاح حبيب
ما يميز الحوار مع الإمام "الصادق المهدي" أنه دائماً يأتي بالجديد، إما في العبارات أو الأمثال أو المعلومات.. ولأكثر من ساعة جلسنا معه في حوار تناول العديد من القضايا التي تعج بها الساحة السياسية الداخلية، خاصة ما طرحه رئيس الجمهورية من حوار مع الأحزاب السياسية، كما تطرقنا إلى: لماذا وافق المؤتمر الوطني على الحوار في هذا الوقت مع كل القوى السياسية ورؤية حزب الأمة لهذا الحوار؟ وما هي وجهة نظره حول حوار المؤتمرين الوطني والشعبي؟ وما مدى تأثيره على حزبه؟ وهل بالإمكان أن يكون هناك تقارب بين الأمة القومي وأحزاب الأمة المنسلخة؟ وهل هناك شروط لهذه العودة؟ ولماذا وافق على تجميد عضوية السيد "نصر الدين الهادي" ثم وافق على إعفائه؟ وموقفه من السيد "مبارك الفاضل" والدكتور "آدم مادبو"؟ وهل هناك محاولة لقتل شخصيته من قبل الإنقاذ؟ وهل هناك أيادٍ تعمل في ذلك؟ وهل الحكومة جادة هذه المرة في حل قضايا الوطن والجلوس مع الأحزاب والقوى السياسية المختلفة؟!
نترك القارئ مع الجزء الثاني من حوارنا مع الإمام "الصادق المهدي" بمنزله في الملازمين.
} كم هي حقوقكم على الدولة؟
- حقوقنا تقدر ب(49) مليار جنيه.. منحنا جزءاً منها ب(المجادعة)، وهو لا يتعدى الخُمس.. كنا نريد أن نمنح المبلغ كاملاً حتى نستطيع الاستفادة منه في عمل استثماري، وهذا واحد من المطالب.. أما المطالب المهمة، فالمؤتمر التحضيري يسمح له بتكوين لجنة تحضيرية للتحقيق في (أحداث سبتمبر) إضافة إلى الأحداث التي وقعت مؤخراً بالجامعة وهناك (غلاط) حولها، لذلك من الضروري أن يكون للجامعات من الآن فصاعداً قانون حتى تكون مستقلة، لأن الاستقطاب أصبح حاداً وسط طلبة الجامعات، ويجب أن يتبع الحرس الجامعي لها، وكذلك صناديق دعم الطلبة حتى لا تكون تلك الصناديق بغرض الولاء السياسي.. وطالبنا الأحزاب أن تتخلى عن أي معنى للإطاحة بالنظام بالقوة لأنه ليس من المنطق أن تطالب بإطاحتي بالقوة ومن ثم تطالب بالحوار معي، لذا لابد أن تكون هناك جدية في قبول الحوار، ويجب كذلك ضبط التصريحات من الطرفين حتى لا تأتي التصريحات بردود فعل سالبة.. الرئيس "البشير" قال في بورتسودان (مافي كذا وكذا) لكن قال في حديثه (لو مافي برنامج) وهذه (جات في الآخر)، والصحيح الذي كان بالإمكان أن يقوله "البشير" (نسعى للبرنامج)، وإلى أن يحدث هذا (ما حيكون في تغيير).. ولكن كلام البرنامج الذي جاء في الآخر أعطى انطباعاً أنه قال كلاماً ثم تراجع عنه.
} هل تعتقد أن النظام جاد في مسعاه مع الأحزاب؟
- أنا في رأيي أن النظام جاد لظروفه، والإنسان دائماً ينظر إلى ظروفه الموضوعية وإلى أي مدى ظروفه الموضوعية ضاغطة.. وفي رأينا هي ضاغطة.. فنحن كقوى سياسية لم نخسر شيئاً فليست لدينا جيوش لنغير بها، وليست لدينا قوى لنغير بها.. نحن نريد أن نتفق على شيء لمصلحة السودان بإنشاء نظام جديد بالطريقة التي حدثت في جنوب أفريقيا أو الاستمرار في التعبئة لقيام انتفاضة.. لذلك إذا دخلنا في الحوار ولم يأت بنتيجة سيكون نفس الحوار تسخيناً للعمل المتعلق بالانتفاضة، لأننا سنستخدم نفس الشعارات إذا لجأنا إلى وسيلة الضغط الشعبي.
} إذن الحكومة جادة في الحوار؟
- نعم.. هناك عوامل تؤكد جدية الحكومة في الحوار، وحتى إذا لم تكن هناك جدية، قلت لكثير من الناس والله لو نحن سياسيين بمعنى أننا نعمل بالمصلحة الحزبية نقول ليه أمشي فيما أنت ماشي فيهو وقد عبرت عن ذلك بالقول (سيبني فوق عز الجمر)، بمعنى أنه غير مرتاح، (ولكن نحن ما سياسيين.. نحن وطنيين)، ولأننا وطنيون نريد مخرجاً للبلاد (ولما تلوح لينا فرصة لمخرج للبلاد) نكون مقصرين في الواجب الوطني إذا لم نسر فيها إلى الآخر حتى يثبت أنه غير جاد، ولكن إذا كان جاداً نمشي خطوة بخطوة حتى نصل.
} الحوار الذي جمع المؤتمر الوطني والشعبي ومحاولة التقارب بينهما يقال إنه لم يرضيك؟
- أبداً.. أنا قلت (بثمارها تعرفونها).. هناك عوامل كثيرة يمكن أن تجعل المؤتمر الشعبي يفكر في الاستجابة للحوار بصورة لم ترض حلفاءنا الآخرين في الإجماع، وهي أن التطورات التي حدثت في مصر جعلت كثيراً من الإخوان المصريين يقولون لكل الذين لهم مرجعية إخوانية اتفقوا لتحمونا.
ثانياً، الحوار مع النظام أقرب إلى تحقيق أهداف وطنية أكثر من تصريحات جماعة الإجماع الوطني، الذين يتحدثون بالنوايا وليس بالقدرات، لذلك أنا قلت: هذان الطرفان فيما مضى كان اتحادهما وبالاً على السودان، فعندما كانا متحدين خلال العشرة سنوات الأولى أذاقانا ألواناً من العذاب، لذا إذا كانت عندهما أشواق للعودة لذاك المربع فلابد أن نعارضهما ونعارض هذا اللقاء، أما إذا اتحدا من أجل الاستجابة للأجندة الوطنية فهذا تطور إيجابي للغاية نرحب به وندعمه، ونعتقد أنه سيكون جزءاً من النظام الجديد وبناء الإجماع الوطني.
} وإذا ما اتفقا عليكم؟
- إذا اتفقا علينا سيضران الطرفين.
} في أي شيء سيكون الضرر؟
- سيكون الضرر في السياسات الداخلية والخارجية، وإذا اتفقا معنا بالإمكان أن يجدا لنفسيهما مخرجاً في الحلول الداخلية وفي العلامات الخارجية.
} يقال إن الخلاف بين المؤتمرين عبارة عن تمثيلية.. ما مدى صحة ذلك؟
- الخلاف بين المؤتمرين الوطني والشعبي (ما ليه أي دخل بقضية مبدئية).. الصراع صراع على السلطة، وإذا ما زال كذلك فلن يتفقا، لكن العلة أن الصراع على السلطة فإذا اتفقا معنا لحسم قضية السلطة عبر الانتقال من الصيغة الحزبية إلى صيغة قومية فسنحل المشكلة، ولكن لا نريد أن يكون الصراع على السلطة، ونقول لهما لا يهمنا من يحكم السودان ولكن كيف يُحكم السودان، فإذا تم الاتفاق على ذلك فهذا سيزيل الخلاف على السلطة، فخلاف المؤتمرين والانقسام الذي حدث داخلهما هو صراعات على السلطة.. وفي رأيي إذا قبلا بالصيغة القومية، فالصيغة القومية هي التي ستحل مشكلة الصراع على السلطة.
} الانقسامات التي طالت معظم الأحزاب السياسية السودانية بما فيها حزب الأمة.. هل بالإمكان أن تعود أحزاب الأمة التي خرجت عنكم.. وهل بالإمكان أن تحدث وحدة بينكم من جديد؟
- إذا نظرنا إلى كل الأحزاب التي تسمي نفسا أحزاب أمة فهم الذين خرجوا من حزب الأمة (تكسيراً) لقرار الحزب، فالإجماع قرر الاشتراك مع النظام، والنظام طرح علينا المشاركة منذ زمن، ولكن وجهة نظرنا في ذلك الاشتراك أن يكون وفق برنامج قومي، فالذين انشقوا عن الحزب عام 2002م انشقوا بعد أن حضروا معنا اجتماعاً لكل أجهزة الحزب، فقررنا في 18 فبراير 2001م أن نستمر في الحوار وألا نشارك إلا ضمن صيغة معينة، ولكن للأسف الذين انشقوا طعنونا من الخلف.
} هل تعتقد أن النظام كان السبب في ذلك؟
- نعم، فقد شجعهم المؤتمر الوطني على هذا ومولهم، لذلك انفصل هؤلاء عن الحزب القومي وسموا أنفسهم ب(الإصلاح والتجديد)، ولكن الغريب أن يريد الناس إصلاحاً وتجديداً وينضموا إلى جهة متهمة بالفساد والاستبداد.. لذلك كل الذين انقسموا بعد ذلك وسموا أنفسهم أحزاب أمة انقسموا من (الإصلاح والتجديد)، ففي الشهور الأولى من الانقسام الأول (قرم) المؤتمر الوطني منهم مجموعة وأدخلوهم الحكومة، ف"مبارك الفاضل" كانت له أجندة والحكومة رأت أن هذه الأجندة معادية لأفكارهم ومتعاونة مع أهدافهم.
} هل حاول المؤتمر الوطني استغلال "مبارك"؟
- هم أصلاً استغلوه في انقسام حزب الأمة، ولكن رأوا أنه واجهة لا تصلح، خاصة وأنهم لا يثقون به.
} ما سبب انعدام الثقة؟
- انعدام الثقة نابع من أنه كانت له اتصالات مع "جون قرنق".. وعلى كل هم اتهموه عندما كان يريد الذهاب إلى أمريكا بسبب أجندة خاصة به، ولكن منعوه وأعفوه من منصب مساعد رئيس الجمهورية، وعندما أعفي طلب من الذين معه أن يستقيلوا حتى يحدث تفاوض من جديد مع النظام، ولكن المؤتمر الوطني أمن على وجودهم في الحكومة بدون "مبارك"، بمعنى أنه خيرهم إما الاستمرار في الحكومة بدون "مبارك" وإذا أرادوا أن يذهبوا مع "مبارك" (يفتح الله)، لذلك حدثت انقسامات وسط تلك المجموعات فمنهم من سمى (حزب الأمة القيادة الجماعية) و(الأمة الفيدرالي) و(الوطني) وغير ذلك من الأسماء، وبقيت مجموعة مع "مبارك" في (الإصلاح والتجديد)، فعين "مبارك" "الزهاوي إبراهيم مالك" رئيس لجنة لمفاوضة الحكومة، ولكن الحكومة خيرته إما الاستمرار في المنصب الحكومي بدون "مبارك" وإما أن يذهب معه فاختار أن (يفك مبارك).. "مبارك" كان يراهن على أجندة، والمجموعة التي اختارت أن تكون معه جاءت وطالبت بالانضمام للحزب مرة أخرى فرحبنا بهم، ولكن قلنا لهم لابد من التعامل مع ذلك بمؤسسية، فتكونت لجنة برئاسة مشتركة من "صديق محمد إسماعيل" الأمين العام للحزب و"يونس مختار"، على أن يجتمع الطرفان ويقررا بعد ذلك، وطالبوا أن يمنحوا منصب نائب رئيس ومساعدين ومستشارين وأعضاء في الأمانة العامة، وبعد انتهاء اللجنة من أعمالها جاء "صديق محمد إسماعيل" وعرض المطالب على المكتب السياسي، والمكتب السياسي قال (ما في مانع)، وعدم ممانعة المكتب السياسي تعني الدخول في التنفيذ، إلا أن "مبارك" وقتها لم يكن موجوداً، وعندما جاء قال (لن أقبل بتلك الصيغة وأطلب أن يتم الموضوع عن طريق مؤتمر استثنائي)، بمعنى أن يقيم حزب الأمة القومي مؤتمراً استثنائياً لاستيعاب "مبارك" ومجموعته ضمن رؤية جديدة.
} وماذا كان ردكم على ذلك؟
- وقتها لم يكن هناك ما يستدعي قيام مؤتمر استثنائي، ولكن "مبارك" طلب من الهيئة المركزية أن تقوم هي بدور المؤتمر الاستثنائي، ولكن المكتب السياسي رفض الرأيين لا مؤتمر استثنائي ولا إجراءات غير عادية للهيئة المركزية، لذلك رفض "مبارك" العودة إلى الحزب مرة أخرى، لذا ومنذ ذاك الوقت ظل في حالة هجوم على حزب الأمة.
} ولكن "مبارك" قال إن السيد "الصادق" لم يجد الاحترام الذي كان يجده من الأمريكان واستقبالهم لك كان من أدنى الدرجات؟
- عندما ذهبت إلى أمريكا جمع لي كل المسؤولين عن الملف السوداني في البيت الأبيض، وفي البنتاغون، و(CIA)، وفي وزارة الخارجية.
} وما الغرض من ذلك؟
- الغرض الاستماع إلى رأينا فيما يتعلق بالشأن السوداني، وأذكر أن المسؤول عن ملف دارفور "دان سميث" قال في حديثه بعد أن قدمت رؤيتي: (يا فلان نحن مؤيدين رؤيتك التي قدمتها وبأكثر مما تتصور).. وربما هناك مجموعات من أصحاب "مبارك" حاولوا أن يشوهوا صورتي، ولكن أقول أيضاً لقد اجتمعت مع معهد السلام الأمريكي وجرى نقاش طويل عن السودان، فأكدوا أن ما قدمته كان أعقل كلام يستمعون إليه من سوداني.
} ما هي الرؤية التي قدمتها وأعجبت الأمريكان؟
- قلت في حديثي إن السودان محتاج لحل أزمة السلطة بصورة قومية، ويسعى لحل مشاكل السلام بطريقة قومية، لذلك استحسن الأمريكان الرؤية التي قدمتها، كما اجتمعت بنائب الأمين العام للأمم المتحدة وهو المسؤول عن ملف السلام بالسودان وقلت له إن الأمم المتحدة تسعى لتقديم قيادات سودانية للمحكمة الجنائية الدولية، وهذا يتناقض مع الاستقرار في السودان، ونحن نهتم بعملية العدالة فلابد أن يكون هناك اهتمام بعملية الاستقرار.
} ماذا كان ردهم؟
- قالوا (نحن موافقين على أفكارك وأفكارهم فإذا جئتم باتفاق سوداني نحن مستعدين نصل إلى نوع من المعادلة التوفيقية ما بين المساءلة والاستقرار في السودان)، وعندما حضرت أعلنت هذا الكلام بصورة واضحة، ولكن (من يكن ذا فم مر مريض يذق مراً به الماء الزلال).
} إذا عدنا إلى موضوع وحدة أحزاب الأمة وخروج "مبارك"...
- قال مقاطعاً: (أنا جايي).. لقد رجع بعض الناس ولم يرجع "مبارك"، ومنذ ذاك الوقت دخل "مبارك" في عمل ونشاط يستحيل الكلام معه.
} والسبب؟
- السبب أن كل حديثه كان تحريضاً وإثارة وأكاذيب عن حزب الأمة، وما كان يقوله "مبارك" حتى لو كان عضواً في حزب الأمة كان سيُسأل ناهيك عن أنه خارجه ويسعى لضمه.
} وما هو موقفكم بعد ذلك؟
- موقفنا أن كل المشاركين في الحكومة لن نضمهم إلا إذا تخلوا عن ارتباطهم بالحكومة.
} وماذا عن الدكتور "آدم مادبو"؟
- لقد انعقد المؤتمر السابع واتخذ قرارات كاملة ومشهودة، وأجرى انتخابات للمكتب السياسي وللهيئة المركزية واتخذ قراراً بالنسبة لرئاسة الحزب وكل شيء متعلق بالحزب، وهذا مصور بالفيديو وحضره مسجل الأحزاب، وشهد بصحة الإجراءات وهنأ الساقطون الفائزين، وإلى هذا الحد انتهى المؤتمر بصورة كاملة وموثقة، ولكن دكتور "آدم مادبو" كان غائباً، وعندما حضر طعن في الإجراءات واستجاب له بعض الذين باركوا فكون شيئاً سماه (التيار)، ومنذ ذاك التكوين بدأت (شغلته) مراشقة وهجوم.
} ماذا كان ردكم عليهم؟
- نحن في حزب الأمة قلنا إذا كانت تلك المجموعة لها الرغبة في العودة فنحن ليس لدينا مانع في أن يرجعوا، ولكن ظلوا لفترة طويلة في حالة هجوم علينا، لكن بعضهم رجع للحزب، ومجموعة انضمت إلى المؤتمر الوطني.
} مَن الذي رجع؟
- "عبد الخالق الأمين".
} والذين انضموا إلى المؤتمر الوطني؟
- "التجاني داوود".. ولكن هناك البعض انتظر لفترة وعادوا إلى حزب الأمة منهم "عبد الله الدومة" و"إسماعيل آدم علي"، وتبقت مجموعة أخرى تفكر في تكوين حزب.
} وموقف دكتور "آدم مادبو"؟
- الدكتور "مادبو" (شغال صواريخ أرض أرض) ضد حزب الأمة وظل على هذا الوضع.
} وماذا تقول لائحة الحزب؟
- لائحة المكتب السياسي تقول كل من تغيب عنه بدون عذر يعفى، ورئيسة المكتب السياسي طبقت هذا الإجراء، وتم إعفاؤهم لهذا السبب، ولكن تلك المجموعة من وقت إلى آخر تطالب بالرجوع، وأنا قلت لهم: (ما عندنا مانع)، لذلك لا أحد منهم يستطيع أن يقول ظلمنا، فالظلم معناه الطرد من الاجتماع أو منعوا أن يقولوا رأيهم أو أُسيء إليهم في المعاملة.. لا أحد منهم يستطيع أن يقول ذلك.. وأنا مستعد إذا جاء أي شخص منهم وقال ظلمنا سنرد الظلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.