من الواضح أن الحركة الشعبية (مش عايزة تجيبها البر).. تحرش دينكا نقوك بالمسيرية أمس الأول في أبيي تحت زعم احتفالهم باستقلال دولة الجنوب، تأكيد المؤكد بأنها لا تريد سلاماً.. لكل شخص أو كيان ما يميزه ويغدو بصمة خاصة به.. التحرش والتصرفات الصبيانية هي ما يميز الحركة الشعبية، لن يأتي يوم ترى فيه الحركة الشعبية كياناً مسؤولاً يجبرك على احترامه.. في يناير من العام (2010م) رافقت رئيس الجمهورية ضمن وفد صحفي في رحلة شاقة شملت مدن جوبا، أنزارا، ويامبيو.. حسبما رأينا؛ كانت فرحة مواطني يامبيو وكذا انزارا عارمة ومليئة بمشاعر الحب والتقدير للرئيس.. في يامبيو وبينما كان الرئيس يخاطب المواطنين، إذا بمجموعة من البلطجية تستغل (بكاسي) ودراجات نارية، وكأنها في حالة هجوم تدور بالقرب من مكان الاحتفال، وتطلق صيحات وهمهمات غير مفهومة رافعة علم الحركة الشعبية، ثم سرعان ما تولي الأدبار.. حركات صبيانية حاولت التشويش على الرئيس وهو يخاطب المواطنين.. لاشك أن الحركة تضايقت كثيراً من جرأة الرئيس وتحديه للصعاب، فلم تستطع الصبر، فأوعزت لأولئك البلطجية للقيام بتلك الحركات (القرع).. لعل أكثر مبادرة أثارة المشاعر والانفعال اصرار الرئيس أن يصلي مع المواطنين صلاة العصر في مسجد يامبيو بعد تناول الغداء في منزل حاكم غرب الاستوائية وذهب إلى المسجد الذي يبعد حوالي ألف متر مشيا على الأقدام. لم يجف مداد الاتفاق الذي توصلت إليه لجنة الإشراف المشتركة بين الخرطوموجوبا؛ حتى قام بلطجية الحركة الشعبية باحراق سوق أبيي ومهاجمة أفراد من المسيرية.. الاتفاق نص على تكوين المؤسسات المدنية بالمنطقة.. ولو لا تصدي القوات الإثيوبية الأممية المنتشرة في أبيي لأحداث الشغب، وتعامل القائد الإثيوبي بالحزم المطلوب وأوامره بإطلاق النار في الهواء لحدث ما لا لجوبا قبل به.. القوات الأثيوبية – حوالي (4) آلاف جندي – فائدتها الكبيرة تصب في صالح الحركة الشعبية؛ لأن استفزازاتها الكثيرة وتحرشاتها المستمرة تدفع بأهل المنطقة من المسيرية لتأديب أفراد الجيش الشعبي، لكن القوات الأثيوبية تقف حاجزاً بين المسيرية وصبيان الحركة الشعبية، ومن لا يعرف شكيمة فرسان المسيرية؟.. في هذه الأحداث أوضح أمير قبيلة المسيرية "مختار بابو نمر" أن القائد الإثيوبي جمع تجار السوق في المسجد الذي اندلعت بجواره الأحداث، وكلف قوة عسكرية بحراستهم!!. المشكلة بل المعضلة أن الحركة الشعبية تريد أن تضم أبيي إليها جملة واحدة، وتطرد المسيرية شمالاً، وتجردهم من حقوقهم.. عقب نتيجة الاستفتاء، والتي جاءت لصالح الانفصال، طرحت على الخرطوم وبجرأة تحسد عليها (3) خيارات مجحفة.. الخيار الأول: أن تعترف الخرطوم وتقر بتبعية أبيي للجنوب.. الخيار الثاني: إجراء الاستفتاء على المنطقة بدون مشاركة المسيرية.. الخيار الثالث: جعل أبيي منطقة منزوعة السلاح وتحت رعاية الأممالمتحدة.. الولاياتالمتحدة التي تؤيد بدون مواربة الحركة الشعبية أوعزت للحركة بالتركيز على الخيار الأخير، ومنذ ذلك الوقت بدأت الولاياتالمتحدة بالعمل على فرض ذلك الخيار المجحف. آخر الكلام: عندما بدأنا الولوج لعالم السياسة والاحاطة به تفتحت عيوننا على كتاب ثورة أكتوبر للكاتب العلم "محمد شاموق".. هكذا بدأت معرفتي بهذا الكاتب المخضرم.. الكتابة عنده تعبير شفاف، وهو صاحب أسلوب حلو المذاق نشيط في أنغامه رقيق في إيقاعه، تزحم كلماته جو السماء برايات الحقيقة.. من الضرورة بمكان أن تكون الكتابة سليمة ومعبرة تعبيراً واضحاً عن أغراض الكاتب وهي لابد أن تكون أغراضاً نبيلة، وهكذا نجد أن ما يكتبه "شاموق" دائماً مستمر في مضمونه ومؤثر في غرضه.. ل"شاموق" قدرة على استخدام اللفظة المناسبة في المكان المناسب مما يمكنه من بلوغ هدفه من الكتابة، وهو التأثير في القارئ، ومن أهم شروط اللفظة الجيّدة أن تكون دقيقة، ومحددة، وصحيحة.. اطلعت باعزاز كبير على تعليق الأستاذ "شاموق" على ما كتبناه في (الجزيرة نت) على مدى حلقتين في عموده (نقاط وحروف) بصحيفة الرائد.. فلك التحية يا أستاذ الأجيال.