صاحب (طاحونة أبو نشوة) الخرطوم نهلة مجذوب خلال شهر رمضان الكريم تنشط الكثير من المهن والأعمال، لا سيما التي ترتبط بالشهر العظيم ومن بينها "الطاحونة" التي تطحن أنواع الذرة والقمح، ويشترى منها الدقيق، ويزداد الطلب وتزدهر فيها حركة البيع. ولأن لرمضان نكهة ومذاقاً خاصاً عند الشعب السوداني كافة ففيه يتجه الكثيرون نحو الطواحين لتلبية احتياجات الشهر الكريم من دقيق وحبوب. { الطاحونة في رمضان (المجهر) جلست إلى صاحب (طاحونة أبو نشوة) الشهيرة بأم درمان الثورة الحارة 17 "النور سليمان محمد" الذي يعمل فيها منذ ما يقارب العشرين عاماً واستفسرته عن العمل في رمضان، فقال إن رمضان شهر كريم يأتي بكثير من الخير على الجميع وإن كان عمله في الطاحونة ينشط قليلاً لكن ليس كما السابق قبل سنين خلت، حيث كانت الطاحونة هي أهم شيء للأسرة فهي أساس عيشهم اليومي الذي يعتمدون عليه ك(دقيق الذرة بأنواعه المختلفة والدخن والقمح) بجانب شراء حبوب الذرة للحيوانات التي تربى في المنازل. { الأزمة الاقتصادية والغلاء المتزايد وعن رمضان والإقبال على الطاحونة أكد أنه ليس كما السابق، حيث كان الناس رجالاً ونساء وأطفالاً يتزاحمون على الطواحين لتجهيز دقيق رمضان المستخدم في عمل العصيدة والقراصة والنشاة بأنواعها، وقبله طحن النسوة لدقيق مشروب الحلو مر (الذريعة)، وعزا قلة الإقبال مؤخراً على الطواحين للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها معظم السودانيين والغلاء المتزايد في أسعار الذرة بأنواعها. وأضاف إن عمله بفضل الله في الشهر الكريم يزداد رغم قطوعات الكهرباء المتواصلة، التي أثرت تأثيراً كبيراً على، عمله فكثيراً ما يتعطل بسبب الكهرباء ما يضطر المشترين أو الذين يأتون لطحن حبوبهم للمغادرة. { أنواع الذرة المفضلة وعن طاحونته أوضح أنها تلبي كل احتياجات الزبائن بتوفر أنواع الذرة المفضلة للأكل في رمضان وهي (طابت مقشور، وطابت عادية، فكي مستحي، تيترن، فتريتة، مايو، دبر، ود عكر ودخن)، بجانب القمح ودقيق "الداميرقا"، وتتراوح أسعارها ما بين (35) إلى (60) جنيهاً لمكيال الربع وتقديراً لظروف الكثيرين يبيع الدقيق في عبوات صغيرة بمبلغ (5) جنيهات، بجانب اهتمامه ب"زريعة" رمضان، وقال هنا إن الكثيرات لا يجدن عمل "زريعة الآبري" كما الحبوبات والأمهات في زمن مضى فيزرّعها في الطاحونة ويطحنها ويبيعها دقيقاً جاهزاً بأسعار تناسب الجميع. { دقيق الطاحونة أكثر جودة سألناه حول ملاحظاته عن رمضان اليوم وزمان فقال إن الناس في السابق كانوا يحرصون على شراء دقيق الأكل من الطاحونة أو يجلبون شتى أنواع حبوبهم لطحنها بعد تنظيفها وغسلها جيداً في البيت، وقال إن ذلك لأسباب أهمها أن الدقيق المطحون طبيعي مائة بالمائة لا تشوبه أية مواد إضافية ولا يخلط بأية مادة اصطناعية للتبييض أو غيرها، لذا يرى أن الناس قديماً يدركون أن دقيق الطاحونة أكثر جودة وضماناً من أي دقيق آخر، لكنه عاد وقال إن غلاء أسعار "العيش" عموماً بالبلاد جعل الناس يعزفون عن شرائه والمجيء به إلى الطاحونة خاصة في المدن مثل الخرطوم، وأوضح أن أرباح الطاحونة ضعيفة جداً، مبيناً أن مواطني الأرياف ما يزالون متمسكين بالطاحونة لشراء وطحن عيشهم، ولجأ معظم الناس لعبوات الدقيق الجاهز. وختم حديثه بأن رمضان شهر رحمة، يكون عمله فيه دؤوباً ويحل كثيراً من مشكلاته ويوفر في عمله بالطاحونة عيشاً كريماً لأسرته وطحناً جيداً لزبائنه.
