من هم النظراء؟ ابراهيم دقش بعد ظهور الاتحاد الأفريقي في 2002 قدم خمسة رؤساء [نيجيريا- جنوب أفريقيا – السنغال – الجزائر ومصر] مبادرات لتفعيل دور الاتحاد الوليد، تمت بلورتها في جسمين هما الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (نيباد) والآلية الأفريقية لمراجعة النظراء، وفيما انضم السودان للأولى في 2003، التحق بالثانية في 2006، والتي كانت ترجمتها الآلية الأفريقية لمراجعة الأقران، لكن السودان اعترض على عبارة (أقران) باعتبارها للمدارس والفرق الرياضية، وأن الأنسب بالنسبة لرؤساء الدول والحكومات هي عبارة (نظراء).. والرؤساء يجتمعون في منبر الآلية مرتين في العام، في يناير ويوليو عشية انعقاد القمة الأفريقية. وهذه الآلية لها أمانات وطنية في كل البلدان الأعضاء تعمل بإشراف الرؤساء عبر نقطة ارتكاز يمثل الحكومة، بينما لكل أمانه مجلس قومي حاكم من كل قطاعات المجتمع ترأسه شخصية عامة وتعمل معه أربع لجان معينة بالديمقراطية والحكم الراشد، حوكمة وإدارة الاقتصاد، حوكمة الشركات والمؤسسات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. يرفع كل رئيس دولة تقرير تقييم ذاتي للأداء في بلاده يتمركز في المواضيع الأربعة المذكورة، بغرض تبادل الخبرات والإصلاح، ويتبع ذلك تقديم تقارير متابعة سنوية، وقد قدمت حتى الآن ( 17) دولة تقارير التقييم الخاصة بها، ومن المقرر أن يقدم السودان تقرير التقييم في قمة يناير 2017 بأديس أبابا. ويسبق ذلك زيارة بعثة مراجعة من الآلية تضم فنيين وخبراء في حدود (12-15) برئاسة عضو من مجلس الشخصيات الأفريقية المرموقة، يتسلم التقرير من رئيس الدولة في احتفالية ثم يجري أعضاء البعثة مقابلات مع الوزارات المختصة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، وقطاعات تضم أصحاب المصلحة (STAKE HOLDERS )، كما تزور البعثة بعض الولايات لنفس الغرض وتبدي في النهاية ملاحظات تضم للتقرير، وأن كانت هناك استفسارات تقوم الدولة بالرد عليها وتلحق بالتقرير. وربما يسأل سائل من تضم اللجان الأربع التي صاغت تقرير التقييم الذاتي؟..فلكل لجنة رئيس وأربعة أعضاء لا ينتمون للحكومة بقدر ما يمثلون القطاعات المجتمعية، فالتقرير يعرض الواقع الماثل كما هو – دون تدخل أو رتوش – ويوضح التحديات الماثلة ويقترح خطة الإصلاح والتجويد. والفكرة أساساً أن هناك جهات تقوم بتقييم البلدان الأفريقية بمعاييرها هي، وتصنف وتضع قائمة بالترتيب كما تراه هي، فقال الأفارقة: "بيدنا لا بيد عمرو" فنحن نقيم دولنا وأنفسنا بمعايير مطروحة ومتفق عليها، ومن ثم نصلح حالنا بطريقتنا الخاصة. فكرة رائعة!!.