لدينا كل شيء في السودان متضخم ، تضخم وظيفي ، تضخم سلعي ، تضخم في عدم الإستقرار ، تضخم في المناوشات بين الحكومة والحركات المسلحة ، وأخيراً تضخم في ( النفوس )، وهذا التضخم الأخير هو ( اللي عليه الرك )، الحكاية انك إذا اردت الاتصال حتى بصاحب عربة كارو ، فإنك ستظل تلهث وراءه دون أن يرد على اتصالك ، أو حتى يعيرك مجرد انتباهة ، أما إذا انتفخت يا صاحبي مثل ديك الحبش وحاولت الاتصال بوزير سيادي أو حتى بآخر "جربوع" في قطاع مهمش، فتأكد تماماً أن ( واطاتك أصبحت ) لأنك ستكون تماماً مثل الذي يؤذن في مالطا، وبالنسبة لرجال الأعمال وأصحابنا الإعلاميين والمغنواتية، فحكاية التضخم لديهم بالكوم ، أما الأطباء من الجنسين، فتضخمهم مضروب بمليون فيروس لعين، كم كان بودي أن يستفز شاعر همام قريحته ويكتب عن تضخم الناس في السودان ، صدقوني أن الأغنية سوف تضرب وتصبح حديث المجالس، اسأل فقط هل يمكن أن يأخذ السودان مسمى وطن التضخم والمتضخمين ؟، ربما إذا حاول بعض الحادبين على مصلحة الوطن الامساك بهذا اللقب وتجييره لصالح السودان، فإن الحكاية ستكون آخر منجهة، وربما نستطيع بواسطة تضخمنا في كل شيء أن نزيد من الإنتاج وندعم مسارات الحراك التنموي والسياسي والاجتماعي بصورة فاعلة ، ما علينا صاحبي السباك (جبرا) التقى بصاحبكم العبد لله وفتح معه حكاية (التضخم السوداني ) ، ولأن صاحبكم عفوي فقد أعتقد في البداية أن (جبرا) يريد أن يطرح حكاية التضخم السلعي في السودان، غير أن الخبيث أطلق ضحكة متضخمة حتى كاد أن يخرق طبلة أذني، وقال وهو يزيل آثار الغبار عن وجهه الكالح، إنه لا يقصد التضخم الوظيفي ولا نظيره السلعي، وإنما يقصد أن الجميع في السودان أصبحوا مهمين اتساقاً مع أغنية (أنت المهم) لكمال ترباس، صاحبي المغلوب على أمره سرد حكايات مؤلمة عن محاولته الاتصال بعدد من أصدقائه لإعانته في مسألة شخصية، غير أنه كلما حاول الاتصال بهم لا يردون عليه ، أخيراً جرب الاتصال بجاره صاحب عربة الكارو ولسوء حظه، فإن صاحب الكارو لم يرد عليه أو يعبره ، قلت لصاحبي وأنا أحاول أن أطيب خاطره أن المدير أو الوزير أو حتى صاحب الكارو لا يردون على مكالمات الآخر خوفاً على صحتهم من ذبذبات الهاتف الجوال، نعم الهاتف الجوال إنه زمن التضخم السوداني الماسخ جداً.