بحري الشفاء أبو القاسم أسدلت المحكمة المختصة بشؤون الطفل والأسرة برئاسة القاضي د."يوسف إسحق" أمس (الخميس)، الستار على القضية التي شغلت الرأي العام وراحت ضحيتها الطفلة "شهد إبراهيم محمد" باغتصابها من قبل المدان "ياسر عز الدين"، بتوقيع عقوبة الإعدام شنقا حتى الموت قصاصاً لمخالفته المادة (130 \1) من القانون الجنائي، والمادة (45 ب) من قانون الطفل لعام 2010، وتلا قاضي المحكمة حيثيات القرار، موضحاً أن المدان مذنب بارتكاب الجريمة، وتأكد ذلك من خلال بينات الاتهام، وإقراره وتمثيله للجريمة، وبناءً على ذلك تمت إدانته بمخالفة المادة (45 ب) مقروءة مع المادة (130) من القانون الجنائي المتعلقتين بالقتل واغتصاب الأطفال، وذلك لتوافق ظاهرة السببية لارتكاب الجريمة مع سبب الوفاة، حيث إن الإقرار المسحوب من قبل المتهم لا يجوز في الحدود الشرعية، وإن المدان قد أقر بمحض إرادته بالجريمة دون أن يخضع لضغط أو تعذيب، بل أقر بمحض إرادته حسبما أفاد اللواء "عبد العزيز" مدير المباحث بالولاية، لدى سماعه كشاهد في القضية، بجانب أن المتهم لديه (5) سوابق من ضمنها اغتصاب واختطاف وسرقة ومخدرات، مما دفع المحكمة لتشديد العقوبة عليه. *تفاصيل الوقائع وترجع تفاصيل الوقائع إلى أن المجني عليها الطفلة "شهد" خرجت خلف والدتها التي ذهبت لزيارة أقاربها واستدرجها المتهم، وقام بالاعتداء عليها بصورة وحشية أدت لخروج أحشائها وأعضائها التناسلية، وأدى ذلك لوفاتها في الحال، وقام بإخفاء معالم الجريمة، ولف جثتها بملاءة ووضعها داخل جوال، وتركها إلى منتصف الليل وألقى جثتها في البئر. وحرق متعلقات الجريمة وهي عبارة عن ملاءة وجوال، وبعد يومين من الحادث تم العثور على الجثة بتاريخ 28/3/2016 نتيجة انبعاث رائحة كريهة، وتم انتشالها بواسطة أفراد الدفاع المدني، وأحيل البلاغ بتاريخ 23/3/2016 تم تحويله لمباحث شرق النيل، ومن ثم تم القبض على عدد من المشتبه بهم، ومن بينهم المتهم الذي أقر بارتكابه الجريمة. *تقرير الطبيب الشرعي تم إخراج الجثة بواسطة قوات الدفاع المدني، ثم إرسالها إلى المشرحة لمعرفة أسباب الوفاة، وجاءت إفادة تقرير التشريح الذي تم بواسطة البروفيسور "عقيل سوار الذهب"، بأن الوفاة نتجت عن الاعتداء الجنسي العنيف وتهشم الجمجمة، وقد أشار القاضي من خلال تلاوته للحيثيات، إلى أن المتهم قد قام بتمثيل الجريمة بصورة مرتبة ودقيقة مما لا يترك مجالاً للشك بأنه الفاعل، وعليه أصدر القاضي قراره بحكم الإعدام شنقاً حتى الموت في جريمة القتل العمد والاغتصاب. *مشاهدات: بعد القرار خرج المواطنون من قاعة المحكمة معبرين عما بداخلهم بالتكبير والتهليل احتفاءً بالعدل، في مسيرة هادرة بقيادة عدد من منظمات المجتمع المدني ومناصرة الطفولة حاملة أطفال روضة هبي جايل، هاتفين بأصوات عالية، مطالبين بتنفيذ الإعدام بميدان عام في المعتدين، حاملين لافتات عليها صورة الشهيدة "شهد" واتجهوا لمبنى وزارة العدل لتقديم مذكرة تطالب بإعدام المدان في ميدان عام، وقد استقبلتهم مولانا "انتصار عبد العال" بالإنابة عن المدعي العام لظروف وجوده خارج البلاد، مخاطبة الجمع ومؤكدة وقفتها معهم لأنها أم قبل أن تكون مدعية في وزارة العدل، وأن الظاهرة منتشرة ولا بد من الحد منها. واستلمت المذكرة ووعدت بالنظر في الأمر وتعديل قانون 2010 من قانون الطفل. *استطلاعات في الشارع العام في تعليقها على الحدث، قالت "ندى محمود السراج" ل(المجهر)، إن الظاهرة أصبحت منتشرة وخاصة وسط المحارم، وحتى يتم وضع حد لها، أنا أؤيد فكرة تنفيذ حكم الإعدام على الذئاب البشرية في ميدان عام، لأن ما قام به المتهم في حق الطفلة البريئة "شهد"، ترك أثراً كبيراً في نفوس جميع المواطنين، لذالك أنا أؤيد الفكرة من أجل طفولة بريئة. ومن جانب آخر وعن أسباب انتشار الظاهرة، تحدث ل(المجهر) الطالب "عمر طه"، وقال إن من ضمن أسبابها تعاطي المخدرات وضعف الوازع الديني، وأوصى الأسر بمراقبة الأبناء تحسباً من حدوث مثل هذه الاعتداءات.